الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ الوهلة الأولى في الأزمة الإيرانية الأمريكية وضع سيناريو محدد وهو إضعاف النظام الإيراني قدر المستطاع من خلال إفلاسه ومن ثم النظر إلى إمكانية أن تكون هناك ضربة عسكرية، وهذا الأمر المتوقع حدوثه عما قريب.
حيث إن الأحداث الماضية التي مرت بشأن استهداف طائرة مسيرة أمريكية تبلغ قيمتها أكثر من 100 مليون دولار من قبل الحرس الثوري الإيراني يدعنا نمعن جيداً أن الإدارة الأمريكية لا تريد أن تذهب إلى حرب بلا فائدة أو بلا دعم من المجتمع الدولي، ونتيجة لذلك فقد دعت واشنطن إلى عقد جلسة مشاورات مع مجلس الأمن اليوم الاثنين لإحاطة أعضاء المجلس بتطورات الملف الإيراني وتداعياته والاستهداف المباشر لناقلات النفط.
ومن هنا تتضح الصورة أن الإدارة الأمريكية تضع استراتيجية جديدة بعد إلغاء ترامب الضربة العسكرية، فالعذر الذي صاغه الرئيس الأمريكي أن إلغائها بسبب عدد الضحايا هذا الكلام مفروغ منه لأن أمريكا آخر همها هي الأرواح البشرية، والدليل على ذلك أن الضربات العسكرية في أفغانستان والعراق خلفت وراءها آلاف الأرواح.
وتتمثل الاستراتيجية الأمريكية التي تتضح صورتها بأنها تريد أن تنهك الخصم وهي إيران حتى يفرغ كل ما في جعبته، ومن ثم تبدأ بضربة مفاجئة تستهدف المنشآت والمصانع والأساطيل العسكرية لتشل النظام الإيراني وجعله لا يستطيع الرد على تلك الضربة، وهذا ما أكده دونالد ترامب في مؤتمره الصحفي السبت الماضي عندما قال «قد طلبت معلومات إضافية لمعرفة حجم الإضرار».
أما الحديث عن أن الحليف الأمريكي يتمثل في النظام الإيراني هو كلام قديم وهناك محللون كثر ذهبوا إلى أن إيران لن تضرب عسكرياً، لأن تحالف الشر الأمريكي الإسرائيلي الإيراني مرتبط أهدافه نحو نهب الثروات العربية، ولعل هذه المقولة انطبقت في الإدارات الأمريكية السابقة، ولكن كان الرئيس الأمريكي واضح بشأن الملف الإيراني منذ توليه رئاسة البيت الأبيض، وهذا يدفعنا بأن نقول أن ترامب قد يغير ما تذهب إلى التحليلات التي تقول إن تحالف الشر لن يمس.
وفي رؤية معمقة حول تلك الأحداث، ونحن أمام ترقب وشد وجذب حول الضربة العسكرية القادمة، هناك أمر غفل عنه الكثيرون وهو أن النظام الإيراني في الضربة العسكرية قد يرضخ للشروط الأمريكية ولكنه قد ينقذ نفسه من أمر آخر وهي الأزمات الداخلية كالفقر والتجويع المتعمد، وأن توقيع اتفاق نووي جديد قد يسفر عن أن ينتعش السوق الإيراني عندما يتم الاتفاق مع الجانب الإيراني من خلف الستار حول العمل على تأزيم المنطقة بصورة غير مباشرة من قبل الحليف المهم وهي إسرائيل.
فالرؤية التي نتحدث عنها معقدة جداً، وليست كما نشاهدها عبر قنوات التلفاز أو ما نقرأه في المكتبات، وهي عملية ديناميكية تتحرك وفق مصالح الإدارات في إيران وإسرائيل وأمريكا، والطرف الخليجي والعربي قد يتم استبعادهم في مرحلة ما، وأن اللاعبين الأساسيين هم من سيقررون في النهاية من سيكون له النصيب الأكبر في الكعكة الإيرانية.
وبالتالي ما نراه اليوم من تجاذبات من الطرفين الإيراني والأمريكي هو أمر طبيعي، وطهران اعتادت على هذه النوعية من العقوبات منذ حربها مع العراق وأن مسألة حصارها اقتصادياً لن يؤثر على إيران في تغيير مسارها، وأن الحل الأمثل حالياً هو ترويض هذا النظام وإلزامه بتوقيع اتفاق نووي جديد مع التحفظ على وقف دعمه للإرهاب، فمن يدري قد تتغير المصالح ويذهب ترامب، وتتغير الخارطة من جديد.
{{ article.visit_count }}
حيث إن الأحداث الماضية التي مرت بشأن استهداف طائرة مسيرة أمريكية تبلغ قيمتها أكثر من 100 مليون دولار من قبل الحرس الثوري الإيراني يدعنا نمعن جيداً أن الإدارة الأمريكية لا تريد أن تذهب إلى حرب بلا فائدة أو بلا دعم من المجتمع الدولي، ونتيجة لذلك فقد دعت واشنطن إلى عقد جلسة مشاورات مع مجلس الأمن اليوم الاثنين لإحاطة أعضاء المجلس بتطورات الملف الإيراني وتداعياته والاستهداف المباشر لناقلات النفط.
ومن هنا تتضح الصورة أن الإدارة الأمريكية تضع استراتيجية جديدة بعد إلغاء ترامب الضربة العسكرية، فالعذر الذي صاغه الرئيس الأمريكي أن إلغائها بسبب عدد الضحايا هذا الكلام مفروغ منه لأن أمريكا آخر همها هي الأرواح البشرية، والدليل على ذلك أن الضربات العسكرية في أفغانستان والعراق خلفت وراءها آلاف الأرواح.
وتتمثل الاستراتيجية الأمريكية التي تتضح صورتها بأنها تريد أن تنهك الخصم وهي إيران حتى يفرغ كل ما في جعبته، ومن ثم تبدأ بضربة مفاجئة تستهدف المنشآت والمصانع والأساطيل العسكرية لتشل النظام الإيراني وجعله لا يستطيع الرد على تلك الضربة، وهذا ما أكده دونالد ترامب في مؤتمره الصحفي السبت الماضي عندما قال «قد طلبت معلومات إضافية لمعرفة حجم الإضرار».
أما الحديث عن أن الحليف الأمريكي يتمثل في النظام الإيراني هو كلام قديم وهناك محللون كثر ذهبوا إلى أن إيران لن تضرب عسكرياً، لأن تحالف الشر الأمريكي الإسرائيلي الإيراني مرتبط أهدافه نحو نهب الثروات العربية، ولعل هذه المقولة انطبقت في الإدارات الأمريكية السابقة، ولكن كان الرئيس الأمريكي واضح بشأن الملف الإيراني منذ توليه رئاسة البيت الأبيض، وهذا يدفعنا بأن نقول أن ترامب قد يغير ما تذهب إلى التحليلات التي تقول إن تحالف الشر لن يمس.
وفي رؤية معمقة حول تلك الأحداث، ونحن أمام ترقب وشد وجذب حول الضربة العسكرية القادمة، هناك أمر غفل عنه الكثيرون وهو أن النظام الإيراني في الضربة العسكرية قد يرضخ للشروط الأمريكية ولكنه قد ينقذ نفسه من أمر آخر وهي الأزمات الداخلية كالفقر والتجويع المتعمد، وأن توقيع اتفاق نووي جديد قد يسفر عن أن ينتعش السوق الإيراني عندما يتم الاتفاق مع الجانب الإيراني من خلف الستار حول العمل على تأزيم المنطقة بصورة غير مباشرة من قبل الحليف المهم وهي إسرائيل.
فالرؤية التي نتحدث عنها معقدة جداً، وليست كما نشاهدها عبر قنوات التلفاز أو ما نقرأه في المكتبات، وهي عملية ديناميكية تتحرك وفق مصالح الإدارات في إيران وإسرائيل وأمريكا، والطرف الخليجي والعربي قد يتم استبعادهم في مرحلة ما، وأن اللاعبين الأساسيين هم من سيقررون في النهاية من سيكون له النصيب الأكبر في الكعكة الإيرانية.
وبالتالي ما نراه اليوم من تجاذبات من الطرفين الإيراني والأمريكي هو أمر طبيعي، وطهران اعتادت على هذه النوعية من العقوبات منذ حربها مع العراق وأن مسألة حصارها اقتصادياً لن يؤثر على إيران في تغيير مسارها، وأن الحل الأمثل حالياً هو ترويض هذا النظام وإلزامه بتوقيع اتفاق نووي جديد مع التحفظ على وقف دعمه للإرهاب، فمن يدري قد تتغير المصالح ويذهب ترامب، وتتغير الخارطة من جديد.