ليس هناك أحد يريد أن يتعاون مع إدارة ترامب لوضع حد للإرهاب الإيراني مثل الدول الثلاثية الخليجية السعودية والبحرين والإمارات، واستعداد التعاون لدى هذه الدول يذهب إلى أقصى حد في الحرب على الإرهاب وفي نشر قيم التسامح والاعتدال والتعايش السلمي.
ونحن مع استراتيجية ترامب في القضاء على الإرهاب الإيراني وجعل سلوكها يعود للحالة الطبيعية كدولة تحترم الحدود السيادية للآخرين، نحن مستعدون لجميع أنواع التعاون المطلوبة، ولكننا ومن أجل نجاح تعاوننا وعلى الأقل من أجل تفهم شعوب المنطقة بحاجة إلى مزيد من الشفافية والوضوح من هذه الإدارة لنفهم ما عجز العالم كله عن فهمه فهناك تناقضات يصعب تفسيرها تحتاج إلى إيضاح، مع الأخذ في الاعتبار الضغوط التي تتعرض لها الإدارة محلياً، وخاصة قبل الانتخابات إلا أن هناك أموراً وضوحها سيعد مصدراً للقوة وغموضها سيكون نقطة ضعف إن بقيت في أي حلف تود الإدارة الأمريكية أن تعززه وتقويه.
أولاً نحن بحاجة لفهم طبيعة العلاقة القطرية الأمريكية وبها من المتناقضات ما يصعب علينا فهمه.
وهي علاقة لا تتسق ولا تتماهى ولا تتماشى بين دولة تهدد إيران بحربها وتضع عليها عقوبات، ثم تعتبر قطر حليفاً استراتيجياً لها، في حين أن قطر تعلن بكل وضوح زيادة روابطها مع إيران وتؤيد ذلك فعلاً لا قولاً فحسب.
ثم كيف تُعتبر قطر حليف استراتيجي في محاربة الجماعات الإرهابية وهي التي تعرف الاستخبارات الأمريكية أكثر من غيرها حجم التعاون القطري مع هذه الجماعات الإرهابية سواء في سوريا أو العراق أو اليمن أو أفغانستان؟
التصريحات الأمريكية المفتوحة التي تحمل أكثر من تأويل في هذا الموضوع والتي تترك مجالاً لأكثر من تفسير وتعطي فرصة لكل طرف أن يأخذ الجانب المريح من تأويل ما يقال، ما عادت تجدي نفعاً في تبرير هذا التناقض، إذ لا بد من الوضوح التام في التعامل فيما بيننا، فنحن في مرحلة حرجة للجميع، على فكرة حتى قصة التعذر بوجود قاعدة العديد أيضاً ما عادت تجدي!
فكيف تتوقعون من قوات خليجية مشتركة أن تثق بالدور القطري في حماية المياه الإقليمية، ونحن لا نثق بها حتى على طاولة المباحثات؟ وكيف نفسر ونفهم استثناءها من جولة برين هوك أو جولة بومبيو لحشد التأييد من ضد إيران؟ هذا تناقض غير مفهوم بتاتاً.
الأمر الآخر الذي يحتاج مزيداً من الوضوح هو غض الطرف عن الكم الهائل من الأسلحة الإيرانية المهربة إلى الحوثيين بحراً وجواً تحت سمع وبصر الولايات المتحدة الأمريكية بأقمارها بوكلائها واستخباراتها التي صورت من يلغم الناقلات ولم تصور الصواريخ الباليستية وطائرات الدرون وهي تنقل براً وبحراً للحوثيين، هذه الثغرة في الغموض تفتح ألف سؤال عن حقيقة الرغبة الأمريكية بمنع وصول النفوذ الإيراني لباب المندب.
ولو كان هناك رصد لتفاعل الشعوب الخليجية مع هذا الغموض في السياسة الأمريكية لوجدتم حجم الاهتزاز بالثقة وانعدامها وهذا شعور وانطباع شعبي إنما ليس بمعزل عن الانطباع الرسمي.
أخيراً وليس آخراً، نتفهم لغة السيد ترامب التي لا تراعي الدبلوماسية وهي طريقة لا يختصنا بها إنما يتبعها مع الجميع، ورأينا كيف يخاطب حلف الناتو أو يخاطب الألمان حين يطالبهم بدفع ثمن الدور الأمريكي في هذا الحلف، ولكن على أحد المستشارين أن يبلغ السيد ترامب أنه بقدر حاجتنا له فإن حاجته لنا ليست بأقل أبداً، وأنه وإن كانت لدينا مصالح مشتركة إلا أننا ندفع ثمنها مقدماً بارتباطنا بالدولار وبالتزامنا بسعر النفط وبوجود أسطوله الخامس في منطقتنا، ويشهد على ذلك أكثر مما يقارب القرن من طول هذه العلاقة المميزة.
ختاماً نذكر بمقدمة المقال.
ونحن مع استراتيجية ترامب في القضاء على الإرهاب الإيراني وجعل سلوكها يعود للحالة الطبيعية كدولة تحترم الحدود السيادية للآخرين، نحن مستعدون لجميع أنواع التعاون المطلوبة، ولكننا ومن أجل نجاح تعاوننا وعلى الأقل من أجل تفهم شعوب المنطقة بحاجة إلى مزيد من الشفافية والوضوح من هذه الإدارة لنفهم ما عجز العالم كله عن فهمه فهناك تناقضات يصعب تفسيرها تحتاج إلى إيضاح، مع الأخذ في الاعتبار الضغوط التي تتعرض لها الإدارة محلياً، وخاصة قبل الانتخابات إلا أن هناك أموراً وضوحها سيعد مصدراً للقوة وغموضها سيكون نقطة ضعف إن بقيت في أي حلف تود الإدارة الأمريكية أن تعززه وتقويه.
أولاً نحن بحاجة لفهم طبيعة العلاقة القطرية الأمريكية وبها من المتناقضات ما يصعب علينا فهمه.
وهي علاقة لا تتسق ولا تتماهى ولا تتماشى بين دولة تهدد إيران بحربها وتضع عليها عقوبات، ثم تعتبر قطر حليفاً استراتيجياً لها، في حين أن قطر تعلن بكل وضوح زيادة روابطها مع إيران وتؤيد ذلك فعلاً لا قولاً فحسب.
ثم كيف تُعتبر قطر حليف استراتيجي في محاربة الجماعات الإرهابية وهي التي تعرف الاستخبارات الأمريكية أكثر من غيرها حجم التعاون القطري مع هذه الجماعات الإرهابية سواء في سوريا أو العراق أو اليمن أو أفغانستان؟
التصريحات الأمريكية المفتوحة التي تحمل أكثر من تأويل في هذا الموضوع والتي تترك مجالاً لأكثر من تفسير وتعطي فرصة لكل طرف أن يأخذ الجانب المريح من تأويل ما يقال، ما عادت تجدي نفعاً في تبرير هذا التناقض، إذ لا بد من الوضوح التام في التعامل فيما بيننا، فنحن في مرحلة حرجة للجميع، على فكرة حتى قصة التعذر بوجود قاعدة العديد أيضاً ما عادت تجدي!
فكيف تتوقعون من قوات خليجية مشتركة أن تثق بالدور القطري في حماية المياه الإقليمية، ونحن لا نثق بها حتى على طاولة المباحثات؟ وكيف نفسر ونفهم استثناءها من جولة برين هوك أو جولة بومبيو لحشد التأييد من ضد إيران؟ هذا تناقض غير مفهوم بتاتاً.
الأمر الآخر الذي يحتاج مزيداً من الوضوح هو غض الطرف عن الكم الهائل من الأسلحة الإيرانية المهربة إلى الحوثيين بحراً وجواً تحت سمع وبصر الولايات المتحدة الأمريكية بأقمارها بوكلائها واستخباراتها التي صورت من يلغم الناقلات ولم تصور الصواريخ الباليستية وطائرات الدرون وهي تنقل براً وبحراً للحوثيين، هذه الثغرة في الغموض تفتح ألف سؤال عن حقيقة الرغبة الأمريكية بمنع وصول النفوذ الإيراني لباب المندب.
ولو كان هناك رصد لتفاعل الشعوب الخليجية مع هذا الغموض في السياسة الأمريكية لوجدتم حجم الاهتزاز بالثقة وانعدامها وهذا شعور وانطباع شعبي إنما ليس بمعزل عن الانطباع الرسمي.
أخيراً وليس آخراً، نتفهم لغة السيد ترامب التي لا تراعي الدبلوماسية وهي طريقة لا يختصنا بها إنما يتبعها مع الجميع، ورأينا كيف يخاطب حلف الناتو أو يخاطب الألمان حين يطالبهم بدفع ثمن الدور الأمريكي في هذا الحلف، ولكن على أحد المستشارين أن يبلغ السيد ترامب أنه بقدر حاجتنا له فإن حاجته لنا ليست بأقل أبداً، وأنه وإن كانت لدينا مصالح مشتركة إلا أننا ندفع ثمنها مقدماً بارتباطنا بالدولار وبالتزامنا بسعر النفط وبوجود أسطوله الخامس في منطقتنا، ويشهد على ذلك أكثر مما يقارب القرن من طول هذه العلاقة المميزة.
ختاماً نذكر بمقدمة المقال.