بعد أن استضافت البحرين الوفد القطري في مؤتمر المنامة، وبعد أن أكرمت وفادته كعادتها وكسلكها وكسنعها المعهود والمعروف رغم ما جاءنا من نظامه من أذى وضرر، ولم تمضِ على مغادرة الوفد أرض البحرين معززاً مكرماً ساعات حتى عرضت قناة الجزيرة إعلاناً لفيلم وثائقي مسيء للبحرين أطلقت عليه «ما خفي كان أعظم» حاولت فيه أن تدق إسفيناً على الوتر الطائفي وتحرض البحرينيين على بعضهم البعض وعلى الفوضى والدمار والخراب.. الآن؟

بعد أن انكشف المستور وانفضح الدور الذي لعبه النظام القطري في تدمير الدول العربية؟ بعد أن انكشف دور الحمدين في رشوة الخونة وفي تمويلهم ومساعدتهم في جميع الدول العربية؟ بعد أن سمعنا صوتاً وصورة تآمرهم علينا في البحرين؟ بعد أن قابلنا هذا التآمر بالحزم والعزم وأصبح الاتصال بأي مسؤول من هذه الدولة يعد خيانة عظمى ويعاقب عليه القانون، يظن حمد بن جاسم ورهطه معه أنه مازال قادراً على أن يحدث أثراً في البحرين؟!! (والله ما هزيتوا فتايل أذننا).

ألا يعلم القائمون على القناة أن المشروع الذي كان حمد بن خليفة يمني نفسه به مات واندثر وقضي عليه وأحيل عليه التراب؟

ألا فاسمع يا هذا لن تسقط السعودية فهي باقية رغماً عن أنفك وشامخة، وكل ما استمت من أجله، وكل أموالك التي صرفتها ذهبت أدراج الرياح، ومحاولاتك لتحريض العالم على السعودية جاءت بنتائج عكسية.

فالطم واندب حظك فلا نلومك على الغيض والقهر الذي يعتمر في قلبك وأنت ترى استقبال الدول العظمى لمحمد بن سلمان استقبالاً يليق بمكانته الشخصية وبمكانة المملكة العربية السعودية، لا نلومك وأنت تموت غيضاً لتلك الصورة.

وشق الثياب وأنت ترى استقبال الأمم لمحمد بن زايد وعيال زايد ومحمد بن راشد، فلن تسقط الإمارات فهي من ازدهار لأكبر ومن نجاح لأكبر ومن تطور لأكبر، فالإمارات أصبحت علامة فارقة بينكم وبينها سنوات ضوئية وشعبها زاد التحاماً بقيادته، وجهودك وأموالك ومؤامراتك كلها بإمكانك أن تضعها في كأس ماء وتشربه.

تأجيرك المرتزقة والخونة للإساءة للإخوة الخليجيين ولضرب بعضهم ببعض، كما تفعل مع بعض ضعاف النفوس، فتعثر على كويتي يسيء للسعودية وعلى مصري يسيء للإمارات، محاولات رخيصة مكشوفة، الشعوب أذكى منك وطرقك أصبحت مضحكة ومسخرة لهم.

عاشت مصر حرة أبية، وازدهر اقتصادها ونما واستقرت دولتها وعظم شأنها وعلاقاتها الدولية أقوى من ذي قبل، ومشاريعها التنموية تشيد بها التقارير، ومرتزقتك أصبحوا منبوذين من الشعب المصري بعد أن منيتهم بالمن والسلوى، فلم يجدوا غير العلقم وهم مشردين تتقاذفهم الحكومات، تريد الخلاص منهم، كما حدث في أيتامك من المصريين في تركيا!

في ليبيا وتونس والسودان وموريتانيا لو ذكر اسم قطر انصبت اللعنات وتقاذفت النعال، هكذا أصبح اسم قطر مرتبطاً بالخراب والدمار، لا يذكر اسمها إلا تعوذ الناس منها!

استيقظت الشعوب ولعنت في السر والعلن هذا النظام الذي دمر حياتها وقتل الآلاف وشرد الملايين، والذي تبناه حمد بن خليفة وسخر له قناته الجزيرة.

بعد هذا الحال المزري والوضع البائس والمصداقية المنعدمة والانصراف عن مشاهدتها، ترمي القناة بآخر ما في جوفها من عفن على البحرين؟ ونحن (كافين عافين) والله ما مسنا منه ذرة، فقد بنينا بيننا وبين هذا النظام جداراً عازلاً ولم تبقَ روابط إلا مع الشعب القطري العزيز فقط، روابط الأخوة والدم، أما أنتم وقناتكم فلا يلحق بكم غير الذل والهوان وتلحقكم لعنات الأرامل والأيتام والثكالى.

أما البحرين مرفوعة الرأس معززة محببة، أما البحرين فهي عزيزة مكرمة تشق طريقها بتلاحم شعبها، ما يزيدكم ذلك إلا غيظاً، وتقدمنا وتطورنا الذي بنيناه جاء تراكماً على تاريخ من العراقة والحضارة والفكر والعلم والتراث الذي تحمله جيناتنا أباً عن جد، وأخذنا بسبل الديمقراطية الحديثة والمشاركة الشعبية هو وعد أوفى به جلالة الملك، وهو ما لم يقم به نظامك، وها نحن نمضي قدماً بمؤسساتنا وبنظمنا ودستورنا... أما أنت فما وعدك الذي أوفيت به؟

ختاماً نعلم أنكم لا تستمعون النصح ولكن نقولها إبراءً للذمة، ارحموا الشعب القطري، دعوا لهم مكاناً يبقى بين أشقائه وإخوته الخليجيين والعرب، عزلتموه وأصبح منبوذاً بينهم، ويوماً ما ستغادرون هذا العالم وستبقى آثاركم الشيطانية عالقة بكل حامل للجنسية القطرية... فهل هناك حاجة أن نكرر على مسامعكم مثلاً خليجياً تعرفونه جيداً... السنع السنع يا أهل قطر.