معالي السيد المحترم الأكرم الأجل «مكيفنا» الجليل تحية تقدير وإجلال واحترام وبعد،
نستميحك عذراً لكثرة تشغيلك وندعو الله عز وجل أن يطيل من عمرك وأن يحفظك ويبقيك ذخراً لنا في أيامنا التي قيل إنها البارح فلم نر غير اللاهوب الجارح، وأشد من أزرك وأطلب من الله أن يقويك ويمنحك الطاقة والقدرة على تحملنا في الأيام القادمة التي يقال إنها أحر وستسمى «الجمرة» والتي ستبدأ من منتصف يوليو إلى منتصف أغسطس، أعاننا الله وإياك على تحملها، وأجارنا الله من نار جهنم.
سيدي المكيف المبجل المفخم الذي جعل من أيامنا برداً وسلاماً، لولاك ما تهنينا في غرفنا ولا استمتعنا بنومنا ولا بقيلولتنا، ولعدنا إلى عادة النوم على أسطح المنازل نبرد الفرش برشها بالماء وبفرشها منذ غياب الشمس حتى نمنحها وقتاً كافياً ليبردها الطل، عل وعسى تغط أعيننا سويعات قليلة قبل أن تداهمنا الشمس بأشعتها والذباب بطنينه المزعج، وحدك من أنقذنا من هذا العذاب، ومحظوظ من لم يشهد تلك الملاحم الذبابية التي تقع بيننا وبين جحافله كل صباح.
كنا ننزل للغرفة ونحن نبقي أعيننا مغمضة كي لا تطير «النوده» لنكمل محاولات النوم على طنين آخر هو طنين المروحة «البانكه» التي أدمنا صوتها وارتبط النوم ارتباطاً شرطياً مع «حنتها».
أجيالنا الحالية لا تعرف قدرك ولا تثمن منفعتك ولا تدري أي كدح وأي تعب وأي كد سبق وجودك قام به الآباء، حتى جعلوا لك موضعاً في كل غرفة لهم، بعد أن كان البيت كله لا يوجد فيه غير مكيف واحد تتجمع حوله الأسرة حين تنام إلى جانب بعضها البعض على فرش تبسط في الأرض مصفوفة كـ«الميد» على «التاوة» نتقلب عليها ذات اليمين وذات الشمال دونما مخلوق باسط ذراعيه غيرنا متنعمين ببراده ومستطربين لطحنته حتى تطفئه أوامر رب الأسرة العسكرية منذ بواكير الصباح ليهش على أبنائه بعصاه «قوموا عن الرباده».
رحم الله جدتي شيخة أم علي لطالما توسلتها أن تبقيه مفتوحاً نصف ساعة زيادة على الأقل في العطلة الصيفية ولم تكن توسلاتي تجدي نفعاً، فهناك أعمال منزلية تنتظرنا حتى ونحن في العطلة، و«بيل» الكهرباء كان مرعباً لنا، نسمع موشحاً توبيخياً محترماً بسبب «الإيسي اللي ما ينصك»!! «اي ما ينصك الله يهداج يا ايديده فلا يفتح مكيفنا الا للشديد القوي».
اعذرهم أيها المبجل، اعذرهم هذا الجيل أيها المحترم الموقر، سامحهم طال عمرك، يظنون أن وجودك في كل غرفة من المسلمات، وأن عملك المستمر بلا توقف وأنت تلهث أربع وعشرين ساعة أمر طبيعي.
اعذرنا فنحن بتنا لا نعيش بدونك ولا نتحرك إلا بك ولا نتحمل حياتنا إلا معك، اعذرنا لأننا لا نجد الوقت حتى لعملية صيانتك.
وتقبل تحياتنا واحترامنا، ورحم الله من اخترعك، ورحم الله والدي السيد أديسون الذي اخترع الكهرباء، «ورجاء لا أحد يدخل على الخط ويقول لا تجوز عليهما الرحمة، ترى روحي في «خشمي» من الحر»!!
{{ article.visit_count }}
نستميحك عذراً لكثرة تشغيلك وندعو الله عز وجل أن يطيل من عمرك وأن يحفظك ويبقيك ذخراً لنا في أيامنا التي قيل إنها البارح فلم نر غير اللاهوب الجارح، وأشد من أزرك وأطلب من الله أن يقويك ويمنحك الطاقة والقدرة على تحملنا في الأيام القادمة التي يقال إنها أحر وستسمى «الجمرة» والتي ستبدأ من منتصف يوليو إلى منتصف أغسطس، أعاننا الله وإياك على تحملها، وأجارنا الله من نار جهنم.
سيدي المكيف المبجل المفخم الذي جعل من أيامنا برداً وسلاماً، لولاك ما تهنينا في غرفنا ولا استمتعنا بنومنا ولا بقيلولتنا، ولعدنا إلى عادة النوم على أسطح المنازل نبرد الفرش برشها بالماء وبفرشها منذ غياب الشمس حتى نمنحها وقتاً كافياً ليبردها الطل، عل وعسى تغط أعيننا سويعات قليلة قبل أن تداهمنا الشمس بأشعتها والذباب بطنينه المزعج، وحدك من أنقذنا من هذا العذاب، ومحظوظ من لم يشهد تلك الملاحم الذبابية التي تقع بيننا وبين جحافله كل صباح.
كنا ننزل للغرفة ونحن نبقي أعيننا مغمضة كي لا تطير «النوده» لنكمل محاولات النوم على طنين آخر هو طنين المروحة «البانكه» التي أدمنا صوتها وارتبط النوم ارتباطاً شرطياً مع «حنتها».
أجيالنا الحالية لا تعرف قدرك ولا تثمن منفعتك ولا تدري أي كدح وأي تعب وأي كد سبق وجودك قام به الآباء، حتى جعلوا لك موضعاً في كل غرفة لهم، بعد أن كان البيت كله لا يوجد فيه غير مكيف واحد تتجمع حوله الأسرة حين تنام إلى جانب بعضها البعض على فرش تبسط في الأرض مصفوفة كـ«الميد» على «التاوة» نتقلب عليها ذات اليمين وذات الشمال دونما مخلوق باسط ذراعيه غيرنا متنعمين ببراده ومستطربين لطحنته حتى تطفئه أوامر رب الأسرة العسكرية منذ بواكير الصباح ليهش على أبنائه بعصاه «قوموا عن الرباده».
رحم الله جدتي شيخة أم علي لطالما توسلتها أن تبقيه مفتوحاً نصف ساعة زيادة على الأقل في العطلة الصيفية ولم تكن توسلاتي تجدي نفعاً، فهناك أعمال منزلية تنتظرنا حتى ونحن في العطلة، و«بيل» الكهرباء كان مرعباً لنا، نسمع موشحاً توبيخياً محترماً بسبب «الإيسي اللي ما ينصك»!! «اي ما ينصك الله يهداج يا ايديده فلا يفتح مكيفنا الا للشديد القوي».
اعذرهم أيها المبجل، اعذرهم هذا الجيل أيها المحترم الموقر، سامحهم طال عمرك، يظنون أن وجودك في كل غرفة من المسلمات، وأن عملك المستمر بلا توقف وأنت تلهث أربع وعشرين ساعة أمر طبيعي.
اعذرنا فنحن بتنا لا نعيش بدونك ولا نتحرك إلا بك ولا نتحمل حياتنا إلا معك، اعذرنا لأننا لا نجد الوقت حتى لعملية صيانتك.
وتقبل تحياتنا واحترامنا، ورحم الله من اخترعك، ورحم الله والدي السيد أديسون الذي اخترع الكهرباء، «ورجاء لا أحد يدخل على الخط ويقول لا تجوز عليهما الرحمة، ترى روحي في «خشمي» من الحر»!!