غداً الأحد تنتهي مهلة الـ60 يوماً التي "منحها" النظام الإيراني للأوروبيين ليقفوا إلى جانبه ضد الولايات المتحدة فيما يخص الاتفاق النووي، وبهذه المناسبة هدد الرئيس روحاني بإعادة تأهيل مفاعل آراك للماء الثقيل ورفع مستوى تخصيب اليورانيوم إن لم يحدث ذلك ولم يتم حل هذا الملف. مساومة مختصر معناها إما أن تتركوني أفعل ما أريد وتقفون ضد أمريكا التي تريد تعديل الاتفاق بعدما تبينت ما شابه من قصور وإما "عليّ وعلى أعدائي".
لا يهم النظام الإيراني ما قد يحدث للآخرين، بل لا يهمه ما قد يحدث للشعب الإيراني، المهم عنده والأهم هو أن يحقق ما يريده وما يعتقد أنه صح وحق وأن يشعر بأنه هو الذي يفرض كلمته وليست أمريكا أو غيرها. لهذا "لم يلتفت إلى الدعوات المتتالية التي صدرت عن دول أوروبية شريكة في الاتفاق النووي -فضلاً عن الصين وروسيا- مشجعة إيران على الالتزام ببنود الاتفاق النووي وضرب بعرض الحائط التحذيرات الأوروبية" وأعلن أنه مستمر في رفع نسبة اليورانيوم المخصب.
روحاني قال إن "إيران سترفع نسبة تخصيب اليورانيوم أكثر من 3.6% وإذا لم تفِ الدول التي لاتزال ضمن الاتفاق النووي بوعودها فسيعود آراك بعد 7 يوليو لأنشطته السابقة" وأنها ستظل ملتزمة بالاتفاق النووي فقط طالما أن الجانب الآخر ظل ملتزماً به.
طبيعة العقلية الفارسية تجعل النظام الإيراني يصر على ما قال وما يريد، لهذا فإنه لن يلتفت إلى البيان المشترك الذي صدر عن وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي والذي أعربوا فيه عن "شعورهم بقلق بالغ من إعلان إيران تجاوزها حدود المخزون من اليورانيوم منخفض التخصيب" ولن يلتفت هذا النظام إلى طلب هؤلاء أو غيرهم "التراجع عن تلك الخطوة والامتناع عن إجراءات أخرى تقوض الاتفاق النووي".
ملخص نظرية النظام الإيراني هو أنه "إن لم يتراجع الرئيس الأمريكي عن قراره فيما يخص الاتفاق النووي وإن لم تخضع الدول الأوروبية ذات العلاقة لما نريده فإننا لن نتردد عن تنجيس السجادة التي يصلي عليها الجميع". لكن لأن هذا المنطق خطأ ولا يمكن للولايات المتحدة ودول أوروبا ولا لغيرها من الدول أن تقبل به لذا فإنها ستصر على موقفها ولن يكون أمامها سوى توسيع دائرة الحصار الذي تؤمل أن يؤدي إلى عودة "الملالي" إلى رشدهم والنظر في مصلحة المنطقة وأهلها.
للوهلة الأولى يمكن القول إن النظام الإيراني سيصمد وسيتحمل العقوبات بسبب نفسه الطويل ولأنه وفر مثالاً على تمكنه من الصمود في فترات سابقة، لكن الواقع اليوم مختلف حيث الشعب الإيراني لن يشاركه في الصمود وسيعمل على استغلال الفرصة لتخليص نفسه من ربقة هذا النظام الذي سرق ثورته قبل أربعين عاماً وأذاقه خلالها الويلات بأنواعها. وهذا هو ما ينبغي من الدول المعنية بالاتفاق النووي تحديداً أن تستغله، فليس من وقت يمكن أن تقف فيه إلى جانب الشعب الإيراني أفضل من هذا الوقت، وليس من وقت أفضل من هذا الوقت يقف فيه هذا الشعب إلى جانب كل من يتخذ من النظام السالب لحريته موقفاً.
وقوف الجميع بقوة إلى جانب الشعب الإيراني في هذه المرحلة نتيجته المنطقية إضعاف النظام الإيراني وإرغامه على العمل لمصلحة الشعب الإيراني ومصلحة المنطقة والعالم، ففي هذه الحالة لن يجد مفراً من الاستجابة لشركائه في الاتفاق النووي وتعديل الاتفاق بما يضمن عدم وصوله إلى النقطة التي تتيح له إنتاج قنبلة نووية يهدد بها جيرانه والعالم.
الموقف الموحد والاستمرار فيه يرغم النظام الإيراني على تنفيذ كل المطلوب منه والتوقف عن التهديد بتنجيس السجادة التي يصلي عليها الجميع.
{{ article.visit_count }}
لا يهم النظام الإيراني ما قد يحدث للآخرين، بل لا يهمه ما قد يحدث للشعب الإيراني، المهم عنده والأهم هو أن يحقق ما يريده وما يعتقد أنه صح وحق وأن يشعر بأنه هو الذي يفرض كلمته وليست أمريكا أو غيرها. لهذا "لم يلتفت إلى الدعوات المتتالية التي صدرت عن دول أوروبية شريكة في الاتفاق النووي -فضلاً عن الصين وروسيا- مشجعة إيران على الالتزام ببنود الاتفاق النووي وضرب بعرض الحائط التحذيرات الأوروبية" وأعلن أنه مستمر في رفع نسبة اليورانيوم المخصب.
روحاني قال إن "إيران سترفع نسبة تخصيب اليورانيوم أكثر من 3.6% وإذا لم تفِ الدول التي لاتزال ضمن الاتفاق النووي بوعودها فسيعود آراك بعد 7 يوليو لأنشطته السابقة" وأنها ستظل ملتزمة بالاتفاق النووي فقط طالما أن الجانب الآخر ظل ملتزماً به.
طبيعة العقلية الفارسية تجعل النظام الإيراني يصر على ما قال وما يريد، لهذا فإنه لن يلتفت إلى البيان المشترك الذي صدر عن وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي والذي أعربوا فيه عن "شعورهم بقلق بالغ من إعلان إيران تجاوزها حدود المخزون من اليورانيوم منخفض التخصيب" ولن يلتفت هذا النظام إلى طلب هؤلاء أو غيرهم "التراجع عن تلك الخطوة والامتناع عن إجراءات أخرى تقوض الاتفاق النووي".
ملخص نظرية النظام الإيراني هو أنه "إن لم يتراجع الرئيس الأمريكي عن قراره فيما يخص الاتفاق النووي وإن لم تخضع الدول الأوروبية ذات العلاقة لما نريده فإننا لن نتردد عن تنجيس السجادة التي يصلي عليها الجميع". لكن لأن هذا المنطق خطأ ولا يمكن للولايات المتحدة ودول أوروبا ولا لغيرها من الدول أن تقبل به لذا فإنها ستصر على موقفها ولن يكون أمامها سوى توسيع دائرة الحصار الذي تؤمل أن يؤدي إلى عودة "الملالي" إلى رشدهم والنظر في مصلحة المنطقة وأهلها.
للوهلة الأولى يمكن القول إن النظام الإيراني سيصمد وسيتحمل العقوبات بسبب نفسه الطويل ولأنه وفر مثالاً على تمكنه من الصمود في فترات سابقة، لكن الواقع اليوم مختلف حيث الشعب الإيراني لن يشاركه في الصمود وسيعمل على استغلال الفرصة لتخليص نفسه من ربقة هذا النظام الذي سرق ثورته قبل أربعين عاماً وأذاقه خلالها الويلات بأنواعها. وهذا هو ما ينبغي من الدول المعنية بالاتفاق النووي تحديداً أن تستغله، فليس من وقت يمكن أن تقف فيه إلى جانب الشعب الإيراني أفضل من هذا الوقت، وليس من وقت أفضل من هذا الوقت يقف فيه هذا الشعب إلى جانب كل من يتخذ من النظام السالب لحريته موقفاً.
وقوف الجميع بقوة إلى جانب الشعب الإيراني في هذه المرحلة نتيجته المنطقية إضعاف النظام الإيراني وإرغامه على العمل لمصلحة الشعب الإيراني ومصلحة المنطقة والعالم، ففي هذه الحالة لن يجد مفراً من الاستجابة لشركائه في الاتفاق النووي وتعديل الاتفاق بما يضمن عدم وصوله إلى النقطة التي تتيح له إنتاج قنبلة نووية يهدد بها جيرانه والعالم.
الموقف الموحد والاستمرار فيه يرغم النظام الإيراني على تنفيذ كل المطلوب منه والتوقف عن التهديد بتنجيس السجادة التي يصلي عليها الجميع.