قد يرد على عنواننا سوداني «يا نحلة لا تقرصيني ومش عايز عسل»؛ ولا نلومه ففي الربيع العربي قيل إن النحل الخليجي قرص الكثيرين رغم ما بذله من عسل. فالأزمة السودانية انتهت إن شاء الله، فالمجلس العسكري الانتقالي الذي خاض تجاذبات سياسيّة مع قوى إعلان الحرية والتغيير وصل إلى اتفاق معهم في 4 يوليو حول تقاسم المجلس السيادي مناصفة. أما غياب مبادرة خليجية للأزمة السودانية فكان انكفاء غير مبرر، فوجودها كان لصالح السودان قبل أن يكون مصلحة خليجية لما تتطلبه الظروف الإقليمية الراهنة ومن ذلك:
- صارت العواصم الخليجية هي مركز الثقل العربي بعد غياب دمشق والقاهرة وبغداد عن الأزمات العربية، ويتطلب ذلك منا موقفاً من كل أزمة إقليمية، فما بالكم بالشقيقة السودان عمقنا الإقليمي غرباً!
- يمتلك صانع الدبلوماسية الخليجية مهارة في إدارة الأزمات وطرح المبادرات حتى إن «المبادرة الخليجية» كلمات مرادفة لمعظم أزمات العالم العربي مما خلق إرثاً تتكئ عليه العواصم الخليجية لنجاح المصالحات العربية.
- تمتلك دول الخليج أدوات سياسية واقتصادية قادرة بسخائها على حل معضلات دول تعود مشكلاتها لجذر اقتصادي في الأساس ومنها السودانية.
- ندرك أن هناك وساطة إثيوبية ومن الاتحاد الأفريقي لكنها راوحت مكانها طويلاً حتى ولدت مؤخراً مما يفتح باب تأويل هشاشتها لعدم الكفاءة أو المصلحية للمتدخلين.
- نحن في الخليج العربي أولى من وساطة إثيوبيا والاتحاد الأفريقي، فعروبة السودان قبل أفريقيته والثقة بيننا أكبر.
- الاستراتيجية تكره الفراغ فقد تقفز القوى الإقليمية من أنقرة إلى طهران إلى القوى الدولية، لذا يجب احتواء الأزمة عربياً وعدم تدويلها أو جعل أبوابها مشرعة.
- كان يجب أن تكون المبادرة الخليجية إحدى «مرجعيات» الحل السياسي في السودان، فالمبادرة الخليجية كانت مفتاحاً مهماً لإنقاذ بلدان عربية لكونها مقدرة من المجتمع الدولي.
- الجيش السوداني في حرب اليمن مقدر من قبلنا، وقد كانت هناك مطالب بسحبه من حرب إعادة الشرعة في اليمن، وبقاؤه هناك مصلحة خليجية قد يضيعها غيابنا عن المشهد السوداني.
- المبادرة الخليجية لو حدثت مبكراً لانتقلت السلطة سلمياً وتجنب البلد الفوضى التي أدت لمقتل 120 سودانياً. ولقطعت الطريق على من يحاولون إيجاد بعض الطبخات السياسية السيئة التي تجري بيد تنظيم سياسي أو أيديولوجي أو بيد خارجية.
أخيراً، إن موقف سياسة «النأي بالنفس» التي شوه تبنيها بعض العواصم العربية، موقف لم يخلق لدول الخليج؛ والمبادرة الخليجية في الأزمة السودانية ليست خياراً بل اضطرار تجاهلناه وسيكون له تبعات، والخروج عن الانكفاء الخليجي غير المبرر مطلوب في هذه الأزمة.
بالعجمي الفصيح
تبني دول الخليج الدبلوماسية الاستباقية، وروح المبادرة، ونشر نهج الدبلوماسية الوقائية، والدور القيادي المستقبلي للخليج في العالم العربي كلها أمور تتعارض مع خجل المبادرة الخليجية عن الانخراط النبيل في الأزمة السودانية.
{{ article.visit_count }}
- صارت العواصم الخليجية هي مركز الثقل العربي بعد غياب دمشق والقاهرة وبغداد عن الأزمات العربية، ويتطلب ذلك منا موقفاً من كل أزمة إقليمية، فما بالكم بالشقيقة السودان عمقنا الإقليمي غرباً!
- يمتلك صانع الدبلوماسية الخليجية مهارة في إدارة الأزمات وطرح المبادرات حتى إن «المبادرة الخليجية» كلمات مرادفة لمعظم أزمات العالم العربي مما خلق إرثاً تتكئ عليه العواصم الخليجية لنجاح المصالحات العربية.
- تمتلك دول الخليج أدوات سياسية واقتصادية قادرة بسخائها على حل معضلات دول تعود مشكلاتها لجذر اقتصادي في الأساس ومنها السودانية.
- ندرك أن هناك وساطة إثيوبية ومن الاتحاد الأفريقي لكنها راوحت مكانها طويلاً حتى ولدت مؤخراً مما يفتح باب تأويل هشاشتها لعدم الكفاءة أو المصلحية للمتدخلين.
- نحن في الخليج العربي أولى من وساطة إثيوبيا والاتحاد الأفريقي، فعروبة السودان قبل أفريقيته والثقة بيننا أكبر.
- الاستراتيجية تكره الفراغ فقد تقفز القوى الإقليمية من أنقرة إلى طهران إلى القوى الدولية، لذا يجب احتواء الأزمة عربياً وعدم تدويلها أو جعل أبوابها مشرعة.
- كان يجب أن تكون المبادرة الخليجية إحدى «مرجعيات» الحل السياسي في السودان، فالمبادرة الخليجية كانت مفتاحاً مهماً لإنقاذ بلدان عربية لكونها مقدرة من المجتمع الدولي.
- الجيش السوداني في حرب اليمن مقدر من قبلنا، وقد كانت هناك مطالب بسحبه من حرب إعادة الشرعة في اليمن، وبقاؤه هناك مصلحة خليجية قد يضيعها غيابنا عن المشهد السوداني.
- المبادرة الخليجية لو حدثت مبكراً لانتقلت السلطة سلمياً وتجنب البلد الفوضى التي أدت لمقتل 120 سودانياً. ولقطعت الطريق على من يحاولون إيجاد بعض الطبخات السياسية السيئة التي تجري بيد تنظيم سياسي أو أيديولوجي أو بيد خارجية.
أخيراً، إن موقف سياسة «النأي بالنفس» التي شوه تبنيها بعض العواصم العربية، موقف لم يخلق لدول الخليج؛ والمبادرة الخليجية في الأزمة السودانية ليست خياراً بل اضطرار تجاهلناه وسيكون له تبعات، والخروج عن الانكفاء الخليجي غير المبرر مطلوب في هذه الأزمة.
بالعجمي الفصيح
تبني دول الخليج الدبلوماسية الاستباقية، وروح المبادرة، ونشر نهج الدبلوماسية الوقائية، والدور القيادي المستقبلي للخليج في العالم العربي كلها أمور تتعارض مع خجل المبادرة الخليجية عن الانخراط النبيل في الأزمة السودانية.