نكن للشعب التركي كل التقدير والاحترام، وتركيا تبقى دولة لها معنا مصالح مشتركة عديدة، ولكن مشكلتنا، بل هي مشكلة تركيا الآن، تكمن في عدم واقعية رئيسها وإصراره على عودة الزمن للوراء بتركيا وبالعالم كله من حولها.
ما شأن تركيا بليبيا؟ استقبل رجب طيب أردوغان من يصنفه على أنه والي ولاية ليبيا العثمانية «سراج» الذي شكا له تمرد الليبيين على السلطنة، فوعده بتقديم الدعم وإرسال المعونات والمدد العسكري من البشمركة التركية حتى لا تسقط آخر الثغور العثمانية في يد الليبيين!!! هذه هي مشاغل «خليفة» المسلمين السلطان رجب طيب أردوغان، وهنا تكمن مشاكلنا مع تركيا!!
إنه يعيش في فقاعته فعلاً، وبدأ ينفصل عن العالم الواقعي معانداً كل المعطيات التي حوله، مصراً على أن يدخل العالم معه تلك الفقاعة لا أن يخرج هو منها.
كالطفل المعاند المشاكس ركب الحصان وهو يعيش أحلام اليقظة التي شغلته مبهوراً بشخصية أرطغرل، تماهى معها حتى لم يعد يفرق بينه وبينها، وبعقل مستلب الإرادة أصر أن يركب الفرس أمام الجمهور، وهو الذي لا علاقة له بالخيل ولا يعرف حتى كيف يمسك السرج، فأسقطه الفرس أمام الملأ وجعل من نفسه أضحوكة، وكرر عناده الذي حوّله إلى مسخرة، حين قام بنفس الفعل المعارض والبعيد عن الواقع في قمة العشرين، حيث تناسى أهم الملفات الاقتصادية التي تناقشها القمة ومن أجلها حضر الزعماء ليحدثهم عن مرسي وخاشقجي!! وحين جلس مع ترامب سخر منه ومن فريقه فشبههم بالكومبارس الذين تنتجهم هوليوود وسكت ولم يحتج، إنه مغيب، الرجل بدأ فعلاً يخرّف، وهذه هي مشكلتنا مع تركيا.
تاركاً ليرته في انحدار حتى خسرت أكثر من 50% من قيمتها، ومتجاهلاً اقتصاده الذي أصبح الركود سمة من سماته، ومتناسياً عقوبات أمريكية في انتظاره بعد صفقة الطائرات الروسية، وأعطى ظهره لهزيمته في أنقرة وإسطنبول وإزمير، وتاركاً الانشقاقات الكبيرة في حزبه وانفصال أهم رفاق دربه لتأسيس حزب معارض، وتاركاً آلاف المعتقلين والمفصولين الأتراك من أعمالهم ويتحدث عن مواطن سعودي ومواطن مصري ويهدد مواطناً ليبياً بأنه سينتقم منه لتمرده على السلطان!
الرجل بدأ ينسى أنه تركي وينسى تركيا بأسرها وينشغل بما يظنه ولاياته وثغوره التي بدأت تتداعى وتتمرد عليه، اختلط عليه الأمر بين أردوغان وأرطغرل مؤسس الإمبراطورية العثمانية التركية، إنه منفصل عن الواقع تماماً، يظن أن العيب في من حوله لا فيه، وأن مشاكل تركيا ستحل بإقالة وإبعاد وبالقبض وباعتقال وبفصل من حوله، لقد دخل مرحلة الشيزوفرونيا، فاستيقظ السبت وأقال محافظ البنك المركزي، وقبل ذلك استيقظ وأقال وزير المالية وعيّن صهره بدلاً منه، يعيش جو المؤامرات التي مر بها أرطغرل ظناً منه أن التخلص من خصومه سبيل لإعادة أمجاده، وأهم خصومه ليسوا العرب «الخونة» فقط بل أصبح الشعب التركي عدوه الذي خذله في أهم معاقله!!
في خضم تلك الأعاصير التي تعصف بحزبه وباقتصاده، ينشغل بليبيا، دولة لا حدود لها معه، ولا تشكل له خطراً وتبعد عنه آلاف الأميال، دولة يكفي شعبها ما ألمّ به من مآسٍ وهو يحاول أن يلملم جراحه، وكأنه لا يكفيه ما فيه حتى يشحن له رجب طيب أرطغرل جحافل الإرهابيين من سوريا ويشحن له المتفجرات والطائرات المسيرة والمدرعات.
أصبح رجب طيب أرطغرل عبئاً على تركيا بل أصبح راعياً رسمياً للإرهاب الدولي وهو يدافع عما يظنه «ولاياته» و»ثغوره» المتمردة على سلطنته، ولا عزاء هنا لتركيا وللأتراك، لا عزاء لتركيا الجميلة الساحرة، لا عزاء لكل سنوات التحديث وسنوات العصرنة وسنوات الرقي التي بذل الأتراك جهداً كبيراً في تحقيقها، نحن نتفق مع جميع الأتراك الذين انتخبوا معارضيه وجميع الأتراك الذين انشقوا عن حزبه، نتمنى قيام علاقة صحية بيننا وبين تركيا حين تعود تركيا البلد العصري المعاصر للواقع وتصفر مشاكلها مع جيرانها، كما فعلت أول مرة!
{{ article.visit_count }}
ما شأن تركيا بليبيا؟ استقبل رجب طيب أردوغان من يصنفه على أنه والي ولاية ليبيا العثمانية «سراج» الذي شكا له تمرد الليبيين على السلطنة، فوعده بتقديم الدعم وإرسال المعونات والمدد العسكري من البشمركة التركية حتى لا تسقط آخر الثغور العثمانية في يد الليبيين!!! هذه هي مشاغل «خليفة» المسلمين السلطان رجب طيب أردوغان، وهنا تكمن مشاكلنا مع تركيا!!
إنه يعيش في فقاعته فعلاً، وبدأ ينفصل عن العالم الواقعي معانداً كل المعطيات التي حوله، مصراً على أن يدخل العالم معه تلك الفقاعة لا أن يخرج هو منها.
كالطفل المعاند المشاكس ركب الحصان وهو يعيش أحلام اليقظة التي شغلته مبهوراً بشخصية أرطغرل، تماهى معها حتى لم يعد يفرق بينه وبينها، وبعقل مستلب الإرادة أصر أن يركب الفرس أمام الجمهور، وهو الذي لا علاقة له بالخيل ولا يعرف حتى كيف يمسك السرج، فأسقطه الفرس أمام الملأ وجعل من نفسه أضحوكة، وكرر عناده الذي حوّله إلى مسخرة، حين قام بنفس الفعل المعارض والبعيد عن الواقع في قمة العشرين، حيث تناسى أهم الملفات الاقتصادية التي تناقشها القمة ومن أجلها حضر الزعماء ليحدثهم عن مرسي وخاشقجي!! وحين جلس مع ترامب سخر منه ومن فريقه فشبههم بالكومبارس الذين تنتجهم هوليوود وسكت ولم يحتج، إنه مغيب، الرجل بدأ فعلاً يخرّف، وهذه هي مشكلتنا مع تركيا.
تاركاً ليرته في انحدار حتى خسرت أكثر من 50% من قيمتها، ومتجاهلاً اقتصاده الذي أصبح الركود سمة من سماته، ومتناسياً عقوبات أمريكية في انتظاره بعد صفقة الطائرات الروسية، وأعطى ظهره لهزيمته في أنقرة وإسطنبول وإزمير، وتاركاً الانشقاقات الكبيرة في حزبه وانفصال أهم رفاق دربه لتأسيس حزب معارض، وتاركاً آلاف المعتقلين والمفصولين الأتراك من أعمالهم ويتحدث عن مواطن سعودي ومواطن مصري ويهدد مواطناً ليبياً بأنه سينتقم منه لتمرده على السلطان!
الرجل بدأ ينسى أنه تركي وينسى تركيا بأسرها وينشغل بما يظنه ولاياته وثغوره التي بدأت تتداعى وتتمرد عليه، اختلط عليه الأمر بين أردوغان وأرطغرل مؤسس الإمبراطورية العثمانية التركية، إنه منفصل عن الواقع تماماً، يظن أن العيب في من حوله لا فيه، وأن مشاكل تركيا ستحل بإقالة وإبعاد وبالقبض وباعتقال وبفصل من حوله، لقد دخل مرحلة الشيزوفرونيا، فاستيقظ السبت وأقال محافظ البنك المركزي، وقبل ذلك استيقظ وأقال وزير المالية وعيّن صهره بدلاً منه، يعيش جو المؤامرات التي مر بها أرطغرل ظناً منه أن التخلص من خصومه سبيل لإعادة أمجاده، وأهم خصومه ليسوا العرب «الخونة» فقط بل أصبح الشعب التركي عدوه الذي خذله في أهم معاقله!!
في خضم تلك الأعاصير التي تعصف بحزبه وباقتصاده، ينشغل بليبيا، دولة لا حدود لها معه، ولا تشكل له خطراً وتبعد عنه آلاف الأميال، دولة يكفي شعبها ما ألمّ به من مآسٍ وهو يحاول أن يلملم جراحه، وكأنه لا يكفيه ما فيه حتى يشحن له رجب طيب أرطغرل جحافل الإرهابيين من سوريا ويشحن له المتفجرات والطائرات المسيرة والمدرعات.
أصبح رجب طيب أرطغرل عبئاً على تركيا بل أصبح راعياً رسمياً للإرهاب الدولي وهو يدافع عما يظنه «ولاياته» و»ثغوره» المتمردة على سلطنته، ولا عزاء هنا لتركيا وللأتراك، لا عزاء لتركيا الجميلة الساحرة، لا عزاء لكل سنوات التحديث وسنوات العصرنة وسنوات الرقي التي بذل الأتراك جهداً كبيراً في تحقيقها، نحن نتفق مع جميع الأتراك الذين انتخبوا معارضيه وجميع الأتراك الذين انشقوا عن حزبه، نتمنى قيام علاقة صحية بيننا وبين تركيا حين تعود تركيا البلد العصري المعاصر للواقع وتصفر مشاكلها مع جيرانها، كما فعلت أول مرة!