هل تصدقون حكايات العين الحارة؟
هل هناك فعلاً ناس عيونهم حارة بمعنى عين تملك خاصية الليزر الحار، إن تسلطت على شيء أو على أحد قضت عليه وأفسدته؟
تسمع كثيراً عن تلك الحكايات وهناك حلقة جميلة للعزيزة مريم زيمان، لا أذكر إن كانت ضمن مسلسل البيت العود أو مسلسل بوتعب، جسدت فيها بجدارة شخصية المرأة التي «تنظل» أي تحسد الناس ويخشون عينها الحارة.
لكن أكثر القصص التي جذبتني عن الحسد والعيون الحارة هي قصة الرجل الذي يمتهن «النظال» كمصدر دخل، أي يتخذ من عينه الحارة رأس مال يتاجر به!! فإن سلطها على أحد.... سلم عليه.. أي انتهى، ويأخذ على وظيفته تلك أجراً.
قيل إن أخوين اختلفا على قسمة البيت والإرث الذي تركه لهما أبوهما، ففكر أحدهما بالتخلص من أخيه من أجل أن يستحوذ على الإرث كله، وسولت له نفسه الاستعانة «بالنظال» فاستدعاه وأجلسه على كرسيّ في مقهى صغير يقع في أول «الداعوس» وقال له سأشير عليك بالشخص الذي أريدك أن تسلط عليه عينك الحارة ولك مني ما تشاء إن خلصتني منه.
جلس «النظال» يحتسي استكانة الشاي ومن استأجره إلى جانبه ينتظران خروج الأخ حتى يعرفه، وما هي إلا دقائق وخرج الأخ من الباب متجهاً إلى الجانب المعاكس للمقهى فأسرع الأخ ينبه «النظال» قبل أن يختفي عن ناظريه، «ها هو أسرع عطه عينك» فالتفت «النظال» وقال أين؟ لا أراه. فقال له ذاك الذي يلبس الثوب الأصفر، فقال هناك أكثر من واحد أمامي يلبس ثوباً أصفر، فقال له ذاك الذي في آخر «الداعوس»، فعاد «النظال» يسأل: أيهما الذي على اليمين أم على اليسار، فقال له ذلك الذي يلبس النعال الأسود، فالتفت عليه «النظال» مندهشاً، أترى نعاله من تلك المسافة؟!! وما هي إلا ثوانٍ وإذ بصاحبه على الأرض بلا حراك!!... لا تدري أتضحك أم تبكي على تلك القصة.
كانت جدتي شيخة رحمة الله عليها تؤمن بالعين وتستعيذ منها دوماً ولها أكثر من قصة مع أصحاب تلك العيون، وطالما نصحتنا بالكتمان وعدم إظهار النعم فليس كل من تبسم في وجهك محباً.
وتذكرنا بقصة دجاجتها التي كبرتها وسمنتها وكانت تطعمنا من بيضها الطازج يومياً، ذلك البيض الذي لن أنسى رائحته وطعمه ما حييت ولا يعادل ذلك الطعم أي من بيض المكائن في أيامنا هذه.
ذات يوم صحونا على جدتي وهي تحمل كيساً وتسير به سيراً جنائزياً بطيئاً ودمعتها على خدها ناحية الباب.
تقول جدتي إنها بالأمس كانت «تتحلى» أي تنظر بعين الرضا على دجاجتها وهي تأكل الحب الذي وضعته لها في صينية معدنية، وكانت تملك خمساً كل واحدة منهن أسمن من أختها، على حد وصف أم علي، الشقرة شقرة والحمرة حمرة وكل منهن لها اسمها وتقسم أم علي أنهن كن يستجبن لندائها ويعرفن أسماءهن واحدة واحدة.
وأمس «حزت» المغرب دخلت عليها جارتها فرأت الدجاجة المفضلة وسمعت نقرها على الصينية المعدنية فالتفتت لجدتي وبسرعة بديهة قالت «آآآآآ تايب رايتر؟» أي طابعة، تحلف جدتي أن «صبحة»، وهذا كان اسم المرحومة، لم تبت ليلتها وماتت في حينها دون معرفة السبب!
منذ ذلك الوقت حرمت بقية الدجاجات من التسكع في الحوش وبقين محبوسات في «الحوطة» خوفاً عليهن من عين الجارة.
وسلامتكم ونصيحتي تحصنوا وتعوذوا فالعين حق.
هل هناك فعلاً ناس عيونهم حارة بمعنى عين تملك خاصية الليزر الحار، إن تسلطت على شيء أو على أحد قضت عليه وأفسدته؟
تسمع كثيراً عن تلك الحكايات وهناك حلقة جميلة للعزيزة مريم زيمان، لا أذكر إن كانت ضمن مسلسل البيت العود أو مسلسل بوتعب، جسدت فيها بجدارة شخصية المرأة التي «تنظل» أي تحسد الناس ويخشون عينها الحارة.
لكن أكثر القصص التي جذبتني عن الحسد والعيون الحارة هي قصة الرجل الذي يمتهن «النظال» كمصدر دخل، أي يتخذ من عينه الحارة رأس مال يتاجر به!! فإن سلطها على أحد.... سلم عليه.. أي انتهى، ويأخذ على وظيفته تلك أجراً.
قيل إن أخوين اختلفا على قسمة البيت والإرث الذي تركه لهما أبوهما، ففكر أحدهما بالتخلص من أخيه من أجل أن يستحوذ على الإرث كله، وسولت له نفسه الاستعانة «بالنظال» فاستدعاه وأجلسه على كرسيّ في مقهى صغير يقع في أول «الداعوس» وقال له سأشير عليك بالشخص الذي أريدك أن تسلط عليه عينك الحارة ولك مني ما تشاء إن خلصتني منه.
جلس «النظال» يحتسي استكانة الشاي ومن استأجره إلى جانبه ينتظران خروج الأخ حتى يعرفه، وما هي إلا دقائق وخرج الأخ من الباب متجهاً إلى الجانب المعاكس للمقهى فأسرع الأخ ينبه «النظال» قبل أن يختفي عن ناظريه، «ها هو أسرع عطه عينك» فالتفت «النظال» وقال أين؟ لا أراه. فقال له ذاك الذي يلبس الثوب الأصفر، فقال هناك أكثر من واحد أمامي يلبس ثوباً أصفر، فقال له ذاك الذي في آخر «الداعوس»، فعاد «النظال» يسأل: أيهما الذي على اليمين أم على اليسار، فقال له ذلك الذي يلبس النعال الأسود، فالتفت عليه «النظال» مندهشاً، أترى نعاله من تلك المسافة؟!! وما هي إلا ثوانٍ وإذ بصاحبه على الأرض بلا حراك!!... لا تدري أتضحك أم تبكي على تلك القصة.
كانت جدتي شيخة رحمة الله عليها تؤمن بالعين وتستعيذ منها دوماً ولها أكثر من قصة مع أصحاب تلك العيون، وطالما نصحتنا بالكتمان وعدم إظهار النعم فليس كل من تبسم في وجهك محباً.
وتذكرنا بقصة دجاجتها التي كبرتها وسمنتها وكانت تطعمنا من بيضها الطازج يومياً، ذلك البيض الذي لن أنسى رائحته وطعمه ما حييت ولا يعادل ذلك الطعم أي من بيض المكائن في أيامنا هذه.
ذات يوم صحونا على جدتي وهي تحمل كيساً وتسير به سيراً جنائزياً بطيئاً ودمعتها على خدها ناحية الباب.
تقول جدتي إنها بالأمس كانت «تتحلى» أي تنظر بعين الرضا على دجاجتها وهي تأكل الحب الذي وضعته لها في صينية معدنية، وكانت تملك خمساً كل واحدة منهن أسمن من أختها، على حد وصف أم علي، الشقرة شقرة والحمرة حمرة وكل منهن لها اسمها وتقسم أم علي أنهن كن يستجبن لندائها ويعرفن أسماءهن واحدة واحدة.
وأمس «حزت» المغرب دخلت عليها جارتها فرأت الدجاجة المفضلة وسمعت نقرها على الصينية المعدنية فالتفتت لجدتي وبسرعة بديهة قالت «آآآآآ تايب رايتر؟» أي طابعة، تحلف جدتي أن «صبحة»، وهذا كان اسم المرحومة، لم تبت ليلتها وماتت في حينها دون معرفة السبب!
منذ ذلك الوقت حرمت بقية الدجاجات من التسكع في الحوش وبقين محبوسات في «الحوطة» خوفاً عليهن من عين الجارة.
وسلامتكم ونصيحتي تحصنوا وتعوذوا فالعين حق.