ليست معلومة بعد أسباب وتفاصيل تحمل قطر كلفة توسيع قاعدة «العديد» العسكرية الأمريكية والبالغة 8 مليارات دولار ولكن الأكيد أنها تحملتها، والأكيد أن الرئيس الأمريكي ترامب كان مهتماً بتأكيد ذلك وبيانه للملأ، لهذا قال لأمير قطر في اجتماع رسمي وبوضوح وبحضور وزير المالية الأمريكي «... والحمد لله كانت أغلبها من أموالكم وليس من أموالنا.. وبالحقيقة الأمر أفضل من ذلك.. حيث كانت كلها من أموالكم».
مقاربة هذا المشهد تكون بتصور أنه بعد أن تم استكمال توسيع القاعدة توجه ترامب وأمير قطر إلى المقاول وقالا له.. «كم صار حسابكم ؟» فقال المقاول «8 مليارات دولار»، وأنه عندما وضع ترامب يده في جيبه وهم بأن يخرج المبلغ أوقفه أمير قطر بسرعة وقال «حشا.. ما تدفع ولا دولار. حلفت. احنه اللي ندفع».. ودفع المبلغ للمقاول!
هل هي نكتة؟ بالطبع لا، فالرئيس الأمريكي أكد أن قطر هي التي دفعت كلفة توسيع القاعدة بالكامل وأن الولايات المتحدة لم تدفع دولارا واحدا، والغالب أنه ليس لقطر من ذلك غايات وأهداف، فأمريكا لا تأكل من هكذا تصرفات وأفعال ولا يمكن أن «ينقع» ذلك في عينها.. والأكيد أن قطر تعرف هذا الأمر جيداً.
السؤال الذي يثار هنا بقوة هو عن التناقض الذي تعاني منه قطر، فهي اختارت الحضن الفارسي وفتحت أبواب قطر للنظام الإيراني وحرسه الثوري وقبلت أن يكون شريكاً لها حتى في قراراتها، وهي أيضاً اختارت الحضن الأمريكي الذي هو في عداء مستمر مع إيران. قد يكون سياسة، لكن الأكيد أن ذلك يدخل في باب التخبط، فأن تكون في حضنين متناقضين ومتعاديين مسألة تحتاج إلى فهم واستيعاب.
في كل الأحوال قطر دفعت كلفة توسيع القاعدة الأمريكية في الدوحة، والغالب أنها تدفع كلفة تشغيلها، وزادت بأن قال أمير قطر للأمريكان بأن بلاده تدرس الاستثمار في البنية التحتية الأمريكية. ما الذي يجري؟ ليس واضحاً ولا تفسير له سوى أن قطر تتخبط وهمها أن تكون رأساً بين الرؤوس، ولا بأس أن يكون ذلك على حساب الشعب القطري ومن ثروته.
أمير قطر قال أيضاً في حفل رسمي بأن قطر والولايات المتحدة ليستا حليفتين فقط ولكنهما حليفتان وصديقتان وشريكتان. كيف سيكون رد النظام الإيراني؟ وكيف سيبرر أمير قطر ذلك للملالي؟ مسألة أخرى تحتاج إلى فهم واستيعاب.
الواضح من سلوك النظام القطري هو أنه يعتقد بأنه يمكنه بما يمتلك من أموال شراء ذمة الولايات المتحدة وإيران معاً، والواضح أيضاً أنه يعتقد بأن حصول حرب ومواجهات بين أمريكا وإيران من المستحيلات وإلا لما قرر أن يقف مع الطرفين في وقت واحد ولتساءل على الأقل عن موقفه من الطرفين لو حصل شيء من ذلك؟ وهل يستطيع أن يمنع انطلاق الطائرات الحربية الأمريكية لضرب إيران من القاعدة التي تبرع بتوسيعها؟
القصة وما فيها هي أن قطر تريد أن توجد لها دوراً في المنطقة ولو كلفها ذلك كل ثروتها وكان على حساب شعبها. بداوتها تفرض عليها أن تكون رأساً ومنافساً وشريكاً، والواضح أنها تعتقد بأن هذا الأمر ممكن طالما أنها تمتلك ثروة يمكن أن تدير بها حتى الرأس الأمريكي، وإلا أي مصلحة لها من توفير وظائف لأكثر من نصف مليون أمريكي؟ وأي مصلحة لها من تحمل كلفة توسيع قاعدة العديد العسكرية والتي بلغت 8 مليارات دولار «نحو 30 مليار ريال قطري»؟ وأي مصلحة لها في تحمل خسائر النظام الإيراني في سوريا واليمن؟
مقاربة هذا المشهد تكون بتصور أنه بعد أن تم استكمال توسيع القاعدة توجه ترامب وأمير قطر إلى المقاول وقالا له.. «كم صار حسابكم ؟» فقال المقاول «8 مليارات دولار»، وأنه عندما وضع ترامب يده في جيبه وهم بأن يخرج المبلغ أوقفه أمير قطر بسرعة وقال «حشا.. ما تدفع ولا دولار. حلفت. احنه اللي ندفع».. ودفع المبلغ للمقاول!
هل هي نكتة؟ بالطبع لا، فالرئيس الأمريكي أكد أن قطر هي التي دفعت كلفة توسيع القاعدة بالكامل وأن الولايات المتحدة لم تدفع دولارا واحدا، والغالب أنه ليس لقطر من ذلك غايات وأهداف، فأمريكا لا تأكل من هكذا تصرفات وأفعال ولا يمكن أن «ينقع» ذلك في عينها.. والأكيد أن قطر تعرف هذا الأمر جيداً.
السؤال الذي يثار هنا بقوة هو عن التناقض الذي تعاني منه قطر، فهي اختارت الحضن الفارسي وفتحت أبواب قطر للنظام الإيراني وحرسه الثوري وقبلت أن يكون شريكاً لها حتى في قراراتها، وهي أيضاً اختارت الحضن الأمريكي الذي هو في عداء مستمر مع إيران. قد يكون سياسة، لكن الأكيد أن ذلك يدخل في باب التخبط، فأن تكون في حضنين متناقضين ومتعاديين مسألة تحتاج إلى فهم واستيعاب.
في كل الأحوال قطر دفعت كلفة توسيع القاعدة الأمريكية في الدوحة، والغالب أنها تدفع كلفة تشغيلها، وزادت بأن قال أمير قطر للأمريكان بأن بلاده تدرس الاستثمار في البنية التحتية الأمريكية. ما الذي يجري؟ ليس واضحاً ولا تفسير له سوى أن قطر تتخبط وهمها أن تكون رأساً بين الرؤوس، ولا بأس أن يكون ذلك على حساب الشعب القطري ومن ثروته.
أمير قطر قال أيضاً في حفل رسمي بأن قطر والولايات المتحدة ليستا حليفتين فقط ولكنهما حليفتان وصديقتان وشريكتان. كيف سيكون رد النظام الإيراني؟ وكيف سيبرر أمير قطر ذلك للملالي؟ مسألة أخرى تحتاج إلى فهم واستيعاب.
الواضح من سلوك النظام القطري هو أنه يعتقد بأنه يمكنه بما يمتلك من أموال شراء ذمة الولايات المتحدة وإيران معاً، والواضح أيضاً أنه يعتقد بأن حصول حرب ومواجهات بين أمريكا وإيران من المستحيلات وإلا لما قرر أن يقف مع الطرفين في وقت واحد ولتساءل على الأقل عن موقفه من الطرفين لو حصل شيء من ذلك؟ وهل يستطيع أن يمنع انطلاق الطائرات الحربية الأمريكية لضرب إيران من القاعدة التي تبرع بتوسيعها؟
القصة وما فيها هي أن قطر تريد أن توجد لها دوراً في المنطقة ولو كلفها ذلك كل ثروتها وكان على حساب شعبها. بداوتها تفرض عليها أن تكون رأساً ومنافساً وشريكاً، والواضح أنها تعتقد بأن هذا الأمر ممكن طالما أنها تمتلك ثروة يمكن أن تدير بها حتى الرأس الأمريكي، وإلا أي مصلحة لها من توفير وظائف لأكثر من نصف مليون أمريكي؟ وأي مصلحة لها من تحمل كلفة توسيع قاعدة العديد العسكرية والتي بلغت 8 مليارات دولار «نحو 30 مليار ريال قطري»؟ وأي مصلحة لها في تحمل خسائر النظام الإيراني في سوريا واليمن؟