في دراسات كثيرة أجراها المختصون في علوم الفضاء، خلصوا إلى أن النساء قد يكن خياراً أمثل للبعثات الفضائية من حيث صغر حجمهن وانخفاض نسبة استهلاكهن للموارد، إلى جانب أن مشكلات صحية عديدة أفرزتها الرحلات الفضائية على الرجال لا سيما تلك المتعلقة بضعف البصر، كانت النساء قد سجلت فيه مؤشرات أفضل عقب عودتهن من الرحلات. ناهيك عن جوانب متعلقة بالحفاظ على الجنس البشري في الفضاء الخارجي أو إنجاب مواليد يكون مسقط رأسهم خارج حدود الكرة الأرضية التي نقطنها، ما يعني الحاجة لمتبرعين فقط بالحيوانات المنوية لتكمل النساء المهمة في الخارج من حيث الولادة.

وكانت الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء «ناسا» قد عقدت العزم على إرسال أول مهمة نسائية بالكامل للسير في الفضاء في أواخر مارس الماضي، غير أنه ولأسباب لوجستية وفنية قررت إجراء تغييرات على خطتها في وقت متأخر قبل انطلاق الرحلة وإضافة رائد فضاء رجل، مؤكدة أن فكرة الفريق النسائي الكامل ما زالت حاضرة وستتحقق في وقت قريب.

ومع تنامي الطموح بإشراك المرأة في البعثات الفضائية بشكل كامل من خلال وكالات الفضاء العالمية، كانت هناك المبادرة الأغرب لتكون الدمية «باربي» رائدة الفضاء المقبلة، والتي ستعمل بدورها على جذب مراكز اهتمام الفتيات لريادة الفضاء.. وكان هذا جانب من مشروع تعاون تم عقده بين وكالة الفضاء الأوروبية و»باربي»، لتشجيع فتيات الجيل القادم على أن يكن من رواد علماء الفضاء والمهندسين الكونيين.

وقد كشفت الأخبار حول هذا التعاون، عن إطلاق الدمية باربي وهي مرتدية لبزة رائد الفضاء، وأنه سيترتب على هذا التعاون التركيز على رائدة الفضاء الإيطالية سامانثا كريستوفيريتا والتي كسرت الرقم القياسي للسيدات في الفضاء، بمهمة دامت 199 يوماً، وذلك من خلال إصدار سلسلة من مقاطع الفيديو التحفيزية لها، تعرض فتيات متدربات من المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، يتدربن في المركز الأوروبي لرواد الفضاء EAC، المسؤول عن تدريب وتحضير رواد الفضاء للمهمات المستقبلية في وكالة الفضاء الأوروبية. إلى جانب ذلك سيعمل هذ التعاون على إنتاج محتوى يسلط الضوء على إنجازات السيدة كريستوفيريتا لبثه على قناة «باربي» في موقع «يوتيوب».

* اختلاج النبض:

إن الحديث عن ريادة الفضاء لجيل من مواطني عالم التقانة، يعني التعاطي مع الجيل بأساليب تسويقية وباستخدام مؤثرات تتناسب مع خصوصيته، ولعله كان من الصادم في بادئ الأمر التعاطي مع التسويق لريادة الفتيات للفضاء من خلال الدمية باربي بينما تعكف فتيات الجيل الحديث على الأجهزة الإلكترونية منذ حملها لرضاعة الحليب، ولذلك كان ذكياً إدراج البعد التقني الذي يصل إلى هؤلاء من خلال مقاطع الفيديو التحفيزية بعد صناعة الصورة المراد التسويق لها. أما ريادة النساء للفضاء، فقد بدى فيها المستقبل أكثر وضوحاً، والوكالات الدولية للفضاء أكثر اهتماماً وانفتاحاً.