التلفزيون الإيراني الرسمي نقل عن رجل الدين كاظم صديقي قوله في خطبة الجمعة إن «بريطانيا ستتلقى قريباً صفعة على الوجه لأنها احتجزت ناقلة إيرانية الأسبوع الماضي»، ونقل عن وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي توعده «بالرد على احتجاز ناقلة النفط قبالة سواحل جبل طارق»، ومنذ احتجاز ناقلة النفط أغرق المسؤولون الإيرانيون العالم بالكثير من التصريحات التي فحواها التوعد والتهديد بأنهم سيفعلون ويفعلون. المثير أن شيئاً من الذي توعدوا به لم يحصل حتى اللحظة، ولن يحصل.
بناء عليه يمكن الجزم بأن ما قاله أمين عام حزب إيران في لبنان في المقابلة التي أجرتها معه فضائية «الميادين» قبل يومين عن أن «تخوف أمريكا من ضرب إيران لمصالحها في المنطقة هو الذي جعل ترامب يتراجع عن توجيه ضربة لإيران بسبب إسقاطها الطائرة الأمريكية من دون طيار» كلام لا قيمة له لأن الواقع يؤكد بأن إيران لا تستطيع أن تحمي نفسها فكيف بضرب المصالح الأمريكية في المنطقة؟
النظام الإيراني الذي لم يستطع بعد تخليص ناقلة النفط التي يمتلكها والتي تم احتجازها ولم ير العالم أي ردة فعل منه سوى التصريحات فاقدة القيمة والتهديدات الفارغة لا يستطيع أن يفعل شيئاً لو أن إيران تعرضت لضربة من أمريكا أو نشبت حرب في المنطقة.
ما قاله حسن نصر الله في تلك المقابلة يصنف في الباب نفسه الذي تصنف فيه تصريحات مسؤولي النظام الإيراني في كل حين، فليست أمريكا التي يمكن أن تتلقى رسالة من إيران، مباشرة أو عبر دولة ثالثة، ملخصها أنه «إذا قصفتم أي هدف في إيران أو لإيران سنقصف أهدافاً أمريكية» فتتراجع عن قرار توجيه ضربة انتقامية، فأمريكا لا تخشى من النظام الإيراني وهي تعرف حجمه وقدراته وتعرف أنها محدودة، وهذا يعني أن لأمريكا حسابات أخرى لا يفهمها النظام الإيراني الذي يفتقر القدرة على تخليص ناقلة نفطه من يد بريطانيا التي يبدو أنها تريد توفير الدليل على ضعف هذا النظام وقلة حيلته.
مهمة نصر الله في تلك المقابلة كانت هي الإيهام بأن النظام الإيراني لا يزال قوياً رغم عدم تمكنه من تخليص ناقلة نفطه من المأزق الذي صارت فيه وأنها لا تريد الحرب وأن الذي يريد الحرب هي السعودية والإمارات وأن الدليل هو أن النظام الإيراني «سعى طويلاً» إلى الحوار مع السعودية لكن جواب السعودية ظل سالباً... و»متآمراً وعدوانياً»!
المهمة الأخرى لنصر الله عبر تلك المقابلة هي نشر 3 أفكار، الأولى هي أن الإمارات والسعودية وغيرهما من دول المنطقة بل حتى أمريكا لا تستطيع أن تواجه إيران، والثانية هي أن كل دولة تشارك في الحرب على إيران أو تقدم أرضها لتسهيل ضرب إيران ستدفع الثمن، والثالثة هي أن إيران لن تكتفي بضرب الدول المشاركة في الحرب عليها وإنما ستقوم بقصف إسرائيل «بشراسة وقوة» لأنها «قادرة على ذلك»، فـ «عندما تفتح الحرب على إيران يعني فُتحت الحرب في المنطقة كلها»، وعندما «يفهم الأمريكي أن هذه الحرب يمكن أن تطيح وتزيل إسرائيل يعيد النظر» وأنه لهذا فإن الإدارة الأمريكية الحالية تسعى حالياً إلى فتح قنوات اتصال مع حزب الله»!
مشكلة إيران وذراعها في لبنان هي أنها أوهمت نفسها بأنها من القوة بحيث لا تستطيع أي دولة أن تواجهها، ومشكلتها أنها تريد أن توهم العالم كله بهذا الذي هي فيه وتعاني منه رغم أنها لا تزال دون القدرة على تخليص ناقلة النفط المحتجزة من قبل بريطانيا من مشكلتها.
الأمر الذي لا يتحدث عنه النظام الإيراني هو المقاومة الإيرانية التي تحقق في كل يوم تقدماً لافتاً.
{{ article.visit_count }}
بناء عليه يمكن الجزم بأن ما قاله أمين عام حزب إيران في لبنان في المقابلة التي أجرتها معه فضائية «الميادين» قبل يومين عن أن «تخوف أمريكا من ضرب إيران لمصالحها في المنطقة هو الذي جعل ترامب يتراجع عن توجيه ضربة لإيران بسبب إسقاطها الطائرة الأمريكية من دون طيار» كلام لا قيمة له لأن الواقع يؤكد بأن إيران لا تستطيع أن تحمي نفسها فكيف بضرب المصالح الأمريكية في المنطقة؟
النظام الإيراني الذي لم يستطع بعد تخليص ناقلة النفط التي يمتلكها والتي تم احتجازها ولم ير العالم أي ردة فعل منه سوى التصريحات فاقدة القيمة والتهديدات الفارغة لا يستطيع أن يفعل شيئاً لو أن إيران تعرضت لضربة من أمريكا أو نشبت حرب في المنطقة.
ما قاله حسن نصر الله في تلك المقابلة يصنف في الباب نفسه الذي تصنف فيه تصريحات مسؤولي النظام الإيراني في كل حين، فليست أمريكا التي يمكن أن تتلقى رسالة من إيران، مباشرة أو عبر دولة ثالثة، ملخصها أنه «إذا قصفتم أي هدف في إيران أو لإيران سنقصف أهدافاً أمريكية» فتتراجع عن قرار توجيه ضربة انتقامية، فأمريكا لا تخشى من النظام الإيراني وهي تعرف حجمه وقدراته وتعرف أنها محدودة، وهذا يعني أن لأمريكا حسابات أخرى لا يفهمها النظام الإيراني الذي يفتقر القدرة على تخليص ناقلة نفطه من يد بريطانيا التي يبدو أنها تريد توفير الدليل على ضعف هذا النظام وقلة حيلته.
مهمة نصر الله في تلك المقابلة كانت هي الإيهام بأن النظام الإيراني لا يزال قوياً رغم عدم تمكنه من تخليص ناقلة نفطه من المأزق الذي صارت فيه وأنها لا تريد الحرب وأن الذي يريد الحرب هي السعودية والإمارات وأن الدليل هو أن النظام الإيراني «سعى طويلاً» إلى الحوار مع السعودية لكن جواب السعودية ظل سالباً... و»متآمراً وعدوانياً»!
المهمة الأخرى لنصر الله عبر تلك المقابلة هي نشر 3 أفكار، الأولى هي أن الإمارات والسعودية وغيرهما من دول المنطقة بل حتى أمريكا لا تستطيع أن تواجه إيران، والثانية هي أن كل دولة تشارك في الحرب على إيران أو تقدم أرضها لتسهيل ضرب إيران ستدفع الثمن، والثالثة هي أن إيران لن تكتفي بضرب الدول المشاركة في الحرب عليها وإنما ستقوم بقصف إسرائيل «بشراسة وقوة» لأنها «قادرة على ذلك»، فـ «عندما تفتح الحرب على إيران يعني فُتحت الحرب في المنطقة كلها»، وعندما «يفهم الأمريكي أن هذه الحرب يمكن أن تطيح وتزيل إسرائيل يعيد النظر» وأنه لهذا فإن الإدارة الأمريكية الحالية تسعى حالياً إلى فتح قنوات اتصال مع حزب الله»!
مشكلة إيران وذراعها في لبنان هي أنها أوهمت نفسها بأنها من القوة بحيث لا تستطيع أي دولة أن تواجهها، ومشكلتها أنها تريد أن توهم العالم كله بهذا الذي هي فيه وتعاني منه رغم أنها لا تزال دون القدرة على تخليص ناقلة النفط المحتجزة من قبل بريطانيا من مشكلتها.
الأمر الذي لا يتحدث عنه النظام الإيراني هو المقاومة الإيرانية التي تحقق في كل يوم تقدماً لافتاً.