من تابع المقابلة التي أجرتها فضائية «المنار» أخيراً مع أمين عام «حزب الله» الذي هو في واقع الأمر «حزب إيران في لبنان» يسهل عليه القول بأن حسن نصرالله كان يتحدث بالنيابة عن النظام الإيراني بل كان الناطق الرسمي باسمه. يكفي دليلاً على ذلك قوله «كل دولة تشارك في الحرب على إيران ستدفع الثمن»، فمثل هذا القول يمكن استيعابه لو صدر عن خامنئي أو روحاني أو أي مسؤول إيراني كبير أو حتى صغير، لكن أن يصدر عن نصرالله أمر يصعب استيعابه ولا تفسير له سوى أنه جزء أساس من النظام الإيراني ويمثله.
ربما تمنى نصرالله لو يستطيع القول جهرة إن «كل دولة تشارك في الحرب ضد «إيراننا» ستدفع الثمن»، ولو أنه قال ذلك ولكن بأساليب أخرى، فإيران أو بالأحرى النظام الإيراني هو جنته وناره.
حالة التماهي هذه التي يعيشها نصرالله والتي برزت بوضوح أكبر في تلك المقابلة ليست غريبة عليه لكنها ليست متمكنة منه وحده، فهناك الكثيرون في خليجنا العربي الذين يعتبرون أنفسهم جزءاً من النظام الإيراني وينطقون باسمه وينبرون في كل حين للدفاع عنه ولتبرير أفعاله السيئة واعتبار كل قول يصدر عن مسؤوليه وكل عمل يقومون به هو الصح الذي لا يقبل التشكيك، ولولا بقية من حياء لقالوا إن هؤلاء لا ينطقون عن الهوى.
الدفاع المستميت عن النظام الإيراني الذي أبداه نصرالله في تلك المقابلة ومحاولته نشر فكرة أن هذا النظام من القوة بحيث يمكنه -لو أراد- أن يهزم السعودية والإمارات وكل الدول العربية والأوروبية وأمريكا بل أن يحرر فلسطين في غمضة عين، هذا الدفاع وهذا المنطق يؤكد بأن النظام الإيراني يعيش حالة النزع الأخير، فلولا هذا لما احتاج الأمر لإخراج نصرالله وجعل تلك الفضائية تفرد كل تلك المساحة الزمنية له ليقول فيها ما يشاء وليهدد ويتوعد وليظهر النظام الإيراني في صورة غير صورته الحقيقية.
طبعاً ليس خافياً على أحد أمر توقيت بث المقابلة مع نصرالله، فقد تم الترتيب لذلك أملاً في التغطية على إحياء المقاومة الإيرانية في ألبانيا ذكرى 120 عاماً من نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية ولفت انتباه العالم إلى المشهد السياسي في إيران الملالي وما فعله هذا النظام في الشعب الإيراني طيلة 40 سنة.
النظام الإيراني يعلم علم اليقين بأن الكلمة التي ستلقيها زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي في ذلك التجمهر ستبرز من خلالها جانباً من جرائمه ضد الشعب الإيراني وأن هذا الأمر والقبول الذي ستحظى به كلمتها في كل العالم من شأنه أن يضعف موقفه في هذه الأيام على وجه الخصوص، لهذا عمل على إجراء المقابلة مع نصرالله الذي من الطبيعي أن الكثيرين سيتابعون ما يقول «على الأقل ليعرفوا رأي وموقف النظام الإيراني من التطورات في المنطقة»، معتقداً أنه بهذا يمكن التأثير على نشاط المقاومة الإيرانية في أوروبا ومنع وصول صوتها إلى العالم.
الذي لم ينتبه إليه النظام الإيراني من فعله هذا هو أنه أكد بأن «حزب الله» هو حزبه وممثله في لبنان وأن حسن نصرالله من أتباعه والناطق باسمه، وما لم ينتبه إليه نصر الله هو أنه بدفاعه المستميت خلال المقابلة عن النظام الإيراني وحرصه على نشر فكرة أنه من القوة بحيث يمكنه إنزال الهزيمة بكل العالم أكد ضعف هذا النظام وعدم قدرته على فعل شيء بعد أن شددت الولايات المتحدة عليه العقوبات.
ليس بصوت حسن نصرالله وتهويماته يمكن للنظام الإيراني التغطية على جهد المقاومة الإيرانية ومهرجانها السياسي في ألبانيا، فصوتها أعلى وفاعل.
{{ article.visit_count }}
ربما تمنى نصرالله لو يستطيع القول جهرة إن «كل دولة تشارك في الحرب ضد «إيراننا» ستدفع الثمن»، ولو أنه قال ذلك ولكن بأساليب أخرى، فإيران أو بالأحرى النظام الإيراني هو جنته وناره.
حالة التماهي هذه التي يعيشها نصرالله والتي برزت بوضوح أكبر في تلك المقابلة ليست غريبة عليه لكنها ليست متمكنة منه وحده، فهناك الكثيرون في خليجنا العربي الذين يعتبرون أنفسهم جزءاً من النظام الإيراني وينطقون باسمه وينبرون في كل حين للدفاع عنه ولتبرير أفعاله السيئة واعتبار كل قول يصدر عن مسؤوليه وكل عمل يقومون به هو الصح الذي لا يقبل التشكيك، ولولا بقية من حياء لقالوا إن هؤلاء لا ينطقون عن الهوى.
الدفاع المستميت عن النظام الإيراني الذي أبداه نصرالله في تلك المقابلة ومحاولته نشر فكرة أن هذا النظام من القوة بحيث يمكنه -لو أراد- أن يهزم السعودية والإمارات وكل الدول العربية والأوروبية وأمريكا بل أن يحرر فلسطين في غمضة عين، هذا الدفاع وهذا المنطق يؤكد بأن النظام الإيراني يعيش حالة النزع الأخير، فلولا هذا لما احتاج الأمر لإخراج نصرالله وجعل تلك الفضائية تفرد كل تلك المساحة الزمنية له ليقول فيها ما يشاء وليهدد ويتوعد وليظهر النظام الإيراني في صورة غير صورته الحقيقية.
طبعاً ليس خافياً على أحد أمر توقيت بث المقابلة مع نصرالله، فقد تم الترتيب لذلك أملاً في التغطية على إحياء المقاومة الإيرانية في ألبانيا ذكرى 120 عاماً من نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية ولفت انتباه العالم إلى المشهد السياسي في إيران الملالي وما فعله هذا النظام في الشعب الإيراني طيلة 40 سنة.
النظام الإيراني يعلم علم اليقين بأن الكلمة التي ستلقيها زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي في ذلك التجمهر ستبرز من خلالها جانباً من جرائمه ضد الشعب الإيراني وأن هذا الأمر والقبول الذي ستحظى به كلمتها في كل العالم من شأنه أن يضعف موقفه في هذه الأيام على وجه الخصوص، لهذا عمل على إجراء المقابلة مع نصرالله الذي من الطبيعي أن الكثيرين سيتابعون ما يقول «على الأقل ليعرفوا رأي وموقف النظام الإيراني من التطورات في المنطقة»، معتقداً أنه بهذا يمكن التأثير على نشاط المقاومة الإيرانية في أوروبا ومنع وصول صوتها إلى العالم.
الذي لم ينتبه إليه النظام الإيراني من فعله هذا هو أنه أكد بأن «حزب الله» هو حزبه وممثله في لبنان وأن حسن نصرالله من أتباعه والناطق باسمه، وما لم ينتبه إليه نصر الله هو أنه بدفاعه المستميت خلال المقابلة عن النظام الإيراني وحرصه على نشر فكرة أنه من القوة بحيث يمكنه إنزال الهزيمة بكل العالم أكد ضعف هذا النظام وعدم قدرته على فعل شيء بعد أن شددت الولايات المتحدة عليه العقوبات.
ليس بصوت حسن نصرالله وتهويماته يمكن للنظام الإيراني التغطية على جهد المقاومة الإيرانية ومهرجانها السياسي في ألبانيا، فصوتها أعلى وفاعل.