كتبت هذا العنوان لعل أن يتحرك في داخل رجالنا شيء من الغيرة، وتصحو معها النخوة والمروءة، أكتب تحت هذا العنوان وأنا أتقطع ألماً لمشاهدة أطفال في عمر الزهور غزت منازلهم صيحات المكياج والأزياء، وانشغلت أفكارهم بمتابعة ما يسمى بالـ»الفاشينستات» من كل حدب وصوب، زهرات لا تتعدى أعمارهن الخمسة عشر ربيعاً باتوا عاكفات على ملاحقة ما يعرض عليهن من مواد تجميل وما يسمى «بالميك أب» و»المسكرا» وغيرها، حتى إن البعض منهن بدأ مبكراً في زيارة عيادات التجميل وإجراء عمليات الليزر والفلر وما يسمى بالوتكس وغيرها.
عادات جديدة أقرب ما تكون للعادات السيئة غزت مجتمعاتنا من حيث لا نعلم، أطفال في المجمعات وكأنهم سيدات يتبخترن وسط الجموع بلا حسيب ولا رقيب، عيادات التجميل ممتلئة بمن دون الثمانية عشر ربيعاً دون وجود لأولياء أمورهن، طفولة تتلاشى، وشباب يختفي تحت معالم الكبر.
أين تلك الطفلة التي تلعب وتلهو مع صديقاتها وسط الأحياء السكنية، وفي المنازل والحدائق والمنتزهات، أين تلك الطفلة التي تساعد والدتها في أعمال المنزل وترعى أشقاءها، وتساهم في أعمال الطبخ والتدبير المنزلي، كل ذلك لا وجود له إلا ما ندر ورحم ربي، باتت ذات الثلاثة عشر عاماً تتصفح مواقع المكياج، وتبحث عما ترتديه وتعلن عنه الفاشينستات اللاتي أصبحن خطراً جديداً نعجز عن مواجهته، تطبيقات بلا حدود، وعيادات بلا رقيب، ومنازل لا يجمع بين ساكنيها إلا تطبيقات الهاتف و»الواتس أب» والجروبات العائلية.
على من نلقي السبب، وعلى من تقع المسؤولية، هل هي الأم التي إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق، أم على الأب الذي يعتبر الضمانة الأولى في المنزل، نخاطب من فيهم، الأم التي انشغلت عن أبنائها لتواكب صيحات الموضة لتجاري فاتنات الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي، أم الأب الذي انشغل عن رعيته بأعباء العمل والخروج مع أصدقائه دون اكتراث لمن هم تحت مسؤوليته.
أين الأم التي تحنو وتربي، أين القدوة العليا لبناتها، أين الأم التي هي بمثابة المدرسة في بيتها ومملكتها، أين تلك المرأة التي إن صحت الفجر وأيقظت بناتها صحا معهم المنزل كاملاً؟ أين الأب الذي ما إن دخل منزله إلا انقلب المنزل رأساً على عقب محاولة لإرضائه وكسب وده وعطفه وإظهار احترامه.
للأسف نحن في زمن صنعناه بأنفسنا، زمن لا احترام فيه، زمن غاب عنه الرجل الشرقي، بل غاب عنه الرجل بشكل عام، واختفى دور الأم عنه، زمن غريب على من عاش في تلك الحقبة الجميلة، وامتد به العمر ليشهد وقت أفول الرجال، وانتهاء عصر ولي الأمر، وانحسار دور الأم.
عد أيها الأب إلى دورك، وعودي أيتها الأم قبل فوات الأوان، فإن تفككت الأسرة وغابت هيبتكم تفكك المجتمع بأسره.. عد أيها الرجل الشرقي وتذكر هذه الحكمة «ينشأ الصغير على ما كان والده، إن العروق عليها ينبت الشجر»...!
عادات جديدة أقرب ما تكون للعادات السيئة غزت مجتمعاتنا من حيث لا نعلم، أطفال في المجمعات وكأنهم سيدات يتبخترن وسط الجموع بلا حسيب ولا رقيب، عيادات التجميل ممتلئة بمن دون الثمانية عشر ربيعاً دون وجود لأولياء أمورهن، طفولة تتلاشى، وشباب يختفي تحت معالم الكبر.
أين تلك الطفلة التي تلعب وتلهو مع صديقاتها وسط الأحياء السكنية، وفي المنازل والحدائق والمنتزهات، أين تلك الطفلة التي تساعد والدتها في أعمال المنزل وترعى أشقاءها، وتساهم في أعمال الطبخ والتدبير المنزلي، كل ذلك لا وجود له إلا ما ندر ورحم ربي، باتت ذات الثلاثة عشر عاماً تتصفح مواقع المكياج، وتبحث عما ترتديه وتعلن عنه الفاشينستات اللاتي أصبحن خطراً جديداً نعجز عن مواجهته، تطبيقات بلا حدود، وعيادات بلا رقيب، ومنازل لا يجمع بين ساكنيها إلا تطبيقات الهاتف و»الواتس أب» والجروبات العائلية.
على من نلقي السبب، وعلى من تقع المسؤولية، هل هي الأم التي إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق، أم على الأب الذي يعتبر الضمانة الأولى في المنزل، نخاطب من فيهم، الأم التي انشغلت عن أبنائها لتواكب صيحات الموضة لتجاري فاتنات الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي، أم الأب الذي انشغل عن رعيته بأعباء العمل والخروج مع أصدقائه دون اكتراث لمن هم تحت مسؤوليته.
أين الأم التي تحنو وتربي، أين القدوة العليا لبناتها، أين الأم التي هي بمثابة المدرسة في بيتها ومملكتها، أين تلك المرأة التي إن صحت الفجر وأيقظت بناتها صحا معهم المنزل كاملاً؟ أين الأب الذي ما إن دخل منزله إلا انقلب المنزل رأساً على عقب محاولة لإرضائه وكسب وده وعطفه وإظهار احترامه.
للأسف نحن في زمن صنعناه بأنفسنا، زمن لا احترام فيه، زمن غاب عنه الرجل الشرقي، بل غاب عنه الرجل بشكل عام، واختفى دور الأم عنه، زمن غريب على من عاش في تلك الحقبة الجميلة، وامتد به العمر ليشهد وقت أفول الرجال، وانتهاء عصر ولي الأمر، وانحسار دور الأم.
عد أيها الأب إلى دورك، وعودي أيتها الأم قبل فوات الأوان، فإن تفككت الأسرة وغابت هيبتكم تفكك المجتمع بأسره.. عد أيها الرجل الشرقي وتذكر هذه الحكمة «ينشأ الصغير على ما كان والده، إن العروق عليها ينبت الشجر»...!