في عالم السياسة لا يوجد صديق دائم ولا عدو دائم، فيه يمكن أن يتحول الصديق في لحظة إلى عدو وفي لحظة أيضاً يتحول العدو إلى صديق. هذا العالم تحكمه المصالح، ولأن المصالح تتغير، ولأن الأمور تستجد، لذا فإن من الطبيعي أن تتغير المواقف وتتغير لغة الخطاب. لكن في حالة البحرين والسعودية والإمارات يصعب الجزم بذلك، والسبب هو أنها واحد ومصالحها واحدة وغاياتها واحدة ويصعب أن تتبدل مواقفها.. إلا معاً. بناء على هذا يمكن القول بثقة بأن ما انتشر من حديث عن انسحاب أو انسحاب جزئي لقوات الإمارات من اليمن لا يمكن أن يكون قد حدث من دون التشاور مع السعودية والبحرين، والأكيد أنه لا يؤثر على موقف التحالف من أجل استعادة الشرعية في اليمن. دليل هذا هو أن الكثير من المحللين السياسيين اتجهوا نحو القول بأن ما يجري ليس إلا تكتيكاً وإعادة تموضع وانتشار.
من تعريفات السياسة أنها «فنٌّ يقوم على دراسة الواقع السياسي وتغييره موضوعياً» لكن في سياسة التكتل – كالتي تجمع البحرين والسعودية والإمارات – لا تقوم الدولة منفردة بدراسة الواقع السياسي وتغييره وإنما تقوم كلها معاً بذلك، والسبب هو أنها متكاملة ومتعاونة مع بعضها البعض في مختلف الجوانب وخصوصاً الاستراتيجية العسكرية والاستراتيجية الاقتصادية وأن هذا التعاون متقدم وواصل إلى حد التماهي في بعضها البعض.
قيام وفد إماراتي بزيارة طهران والتوصل مع النظام الإيراني إلى تفاهمات معينة لا يمكن أن يتم من دون تشاور الإمارات مع السعودية والبحرين، وإعادة التموضع والانتشار الذي قامت به الإمارات في اليمن لا يمكن أن تكون السعودية والبحرين قد علمتا به في نفس الوقت الذي علم فيه العالم حيث الأكيد أن الدول الثلاث تشاورت فيما بينها ووصلت إلى قناعة بأن هذه الخطوة مهمة لها جميعاً، وهي هنا لا تلتفت لما يقوله الآخرون ولما يفهمونه وإنما إلى مصلحتها التي يمكن أن تتغير بعد قليل فيتغير موقفها.
الإمارات لا يمكن أن تخون السعودية والبحرين، والبحرين لا يمكن أن تخون السعودية والإمارات، والسعودية لا يمكن أن تخون الإمارات والبحرين، لهذا فإن كل قرار تتخذه إحداها تحرص عند اتخاذه على أن لا يؤثر سلباً على العلاقة مع الدولتين الأخريين وتحرص على التشاور معهما قبلاً.
القول بأن زيارة وفد إماراتي إلى طهران والتوصل إلى اتفاق معين ومهم، والقول بأن الإمارات انسحبت من اليمن، وأن هذا حصل نتيجة خلافات دبت بين الإمارات والسعودية والبحرين قول تحاول الدول التي تتخذ موقفاً من هذه الدول الثلاث أن تفرح بها نفسها، وهو في كل الأحوال لا يتوفر إلا في خيالها المريض ولا يعبر إلا عن أمانيها. تلك أمانيهم، ولكن الواقع مختلف، والواقع يؤكد بأن التماهي الحاصل بين الدول الثلاث لا يمكن أن يتغير بسبب تغير الظروف والمستجدات لأنها في كل الأحوال واحد وإن اختلفت مسمياتها. البحرين والسعودية والإمارات اليوم دولة واحدة ولكن بمسميات ثلاث، إن قلت السعودية فإنك بالضرورة تعني البحرين والإمارات أيضاً، وإن قلت البحرين أو الإمارات فإنك بالضرورة تعني السعودية. وهذ يعني بالضرورة أن اتخاذ أحدها قراراً لا يمكن أن يحدث من دون تشاور ومن دون اتفاق مسبق.
للتوضيح يمكن القول بأن حال البحرين والسعودية والإمارات يختلف عن حال قطر، فهذه الدول الثلاث عندما تتفق على أمر تلتزم به ولا تغير مواقفها من دون التشاور مع بعضها البعض والتراضي، بينما لا تتأخر قطر عن ضرب توقيع أميرها عرض الحائط لو قدرت أن في ذلك مصلحة لها ولو آنية.
من تعريفات السياسة أنها «فنٌّ يقوم على دراسة الواقع السياسي وتغييره موضوعياً» لكن في سياسة التكتل – كالتي تجمع البحرين والسعودية والإمارات – لا تقوم الدولة منفردة بدراسة الواقع السياسي وتغييره وإنما تقوم كلها معاً بذلك، والسبب هو أنها متكاملة ومتعاونة مع بعضها البعض في مختلف الجوانب وخصوصاً الاستراتيجية العسكرية والاستراتيجية الاقتصادية وأن هذا التعاون متقدم وواصل إلى حد التماهي في بعضها البعض.
قيام وفد إماراتي بزيارة طهران والتوصل مع النظام الإيراني إلى تفاهمات معينة لا يمكن أن يتم من دون تشاور الإمارات مع السعودية والبحرين، وإعادة التموضع والانتشار الذي قامت به الإمارات في اليمن لا يمكن أن تكون السعودية والبحرين قد علمتا به في نفس الوقت الذي علم فيه العالم حيث الأكيد أن الدول الثلاث تشاورت فيما بينها ووصلت إلى قناعة بأن هذه الخطوة مهمة لها جميعاً، وهي هنا لا تلتفت لما يقوله الآخرون ولما يفهمونه وإنما إلى مصلحتها التي يمكن أن تتغير بعد قليل فيتغير موقفها.
الإمارات لا يمكن أن تخون السعودية والبحرين، والبحرين لا يمكن أن تخون السعودية والإمارات، والسعودية لا يمكن أن تخون الإمارات والبحرين، لهذا فإن كل قرار تتخذه إحداها تحرص عند اتخاذه على أن لا يؤثر سلباً على العلاقة مع الدولتين الأخريين وتحرص على التشاور معهما قبلاً.
القول بأن زيارة وفد إماراتي إلى طهران والتوصل إلى اتفاق معين ومهم، والقول بأن الإمارات انسحبت من اليمن، وأن هذا حصل نتيجة خلافات دبت بين الإمارات والسعودية والبحرين قول تحاول الدول التي تتخذ موقفاً من هذه الدول الثلاث أن تفرح بها نفسها، وهو في كل الأحوال لا يتوفر إلا في خيالها المريض ولا يعبر إلا عن أمانيها. تلك أمانيهم، ولكن الواقع مختلف، والواقع يؤكد بأن التماهي الحاصل بين الدول الثلاث لا يمكن أن يتغير بسبب تغير الظروف والمستجدات لأنها في كل الأحوال واحد وإن اختلفت مسمياتها. البحرين والسعودية والإمارات اليوم دولة واحدة ولكن بمسميات ثلاث، إن قلت السعودية فإنك بالضرورة تعني البحرين والإمارات أيضاً، وإن قلت البحرين أو الإمارات فإنك بالضرورة تعني السعودية. وهذ يعني بالضرورة أن اتخاذ أحدها قراراً لا يمكن أن يحدث من دون تشاور ومن دون اتفاق مسبق.
للتوضيح يمكن القول بأن حال البحرين والسعودية والإمارات يختلف عن حال قطر، فهذه الدول الثلاث عندما تتفق على أمر تلتزم به ولا تغير مواقفها من دون التشاور مع بعضها البعض والتراضي، بينما لا تتأخر قطر عن ضرب توقيع أميرها عرض الحائط لو قدرت أن في ذلك مصلحة لها ولو آنية.