لا أحد يقول إن إيران دولة ضعيفة عسكرياً، يكفي أنها تعمل ليل نهار على تطوير منظومة صواريخها، لكن لا أحد أيضاً يمكنه تصديق فكرة أن «أي دولة في الشرق الأوسط أو خارجه لا تستطيع مواجهة إيران عسكرياً» والتي سعى إلى ترويجها أخيراً نائب رئيس الأركان العامة لشؤون العمليات في الجيش الإيراني، العميد مهديرباني، الذي أعلن أيضاً أن «إيران وسعت نفوذها الإقليمي حتى حدود إسرائيل»، فما قاله غير قابل للتصديق لأن الواقع ينقضه.
ما قاله مهديرباني يؤكد حالة الغرور التي يعيشها النظام الإيراني بعدما أوهم نفسه بأنه الأقوى وأنه اليوم سيد المنطقة. هذه الحالة هي التي جعلت هذا الشخص يعترف من دون أن ينتبه إلى أن النظام الإيراني هو الذي زود ويزود عدداً من الدول في المنطقة بما تحتاجه من أسلحة و«خبراء»، حيث قال ضمن ذلك الإعلان إن «اليمن والعراق ولبنان شهدت نشوء وتبلور قوة مقاومة لا تقهر»!
اليوم يعمد النظام الإيراني إلى الترويج لأقوال من قبيل أن الولايات المتحدة، وبعدما أقرت بقوة إيران وعظمتها، تسعى إلى التفاوض معها وأن إيران هي التي ترفض، وأن فرض أمريكا العقوبات على وزير خارجية النظام محمد جواد ظريف هو بسبب رفضه لقاء ترامب خلال تواجده الأسبوع الماضي في نيويورك حيث تم تهديده بذلك إن لم يقبل دعوة الرئيس الأمريكي! ووصل الأمر حد الادعاء بأن السعودية والإمارات داخلتان الآن مع إيران في مفاوضات سرية بعدما صارتا قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة في اليمن!
حالة الغرور التي يعيشها النظام الإيراني اليوم هي نفسها التي عاشها ولا يزال يعيشها النظام القطري وأدت إلى اتخاذ الدول الأربع قرار مقاطعته أملاً في استعادته لوعيه وإدراك حجمه الطبيعي، فهذا النظام أيضا أوهم نفسه بأنه من القوة بحيث يستطيع أن يصير «رأساً» ويتحكم في مصائر الدول الأخرى في المنطقة وخارجها. ولن يكون مستغرباً أيضاً ادعاء هذا النظام بأن السعودية والبحرين والإمارات ومصر طلبت منه عقد اجتماع سري معها لتصحيح علاقتها معه لعله يرضى عنها ويسامحها على قرارها بمقاطعته!
الحقيقة التي ينبغي أن يواجهها النظامان الإيراني والقطري هي أنهما أدخلا نفسيهما في حالة وهم وصدقا أنهما من القوة بحيث يستطيعان فرض كل ما يريدان رغم أنهما في الواقع ليسا قويين إلى الحد الذي يمكنهما تغيير الأنظمة في البلدان الأخرى وأن هذا الأمر لا يمكن أن يتم بالسلاح والمال، بل أن قوتهما لا تعينهما حتى على مواجهة الحراك الشعبي المتنامي في إيران وقطر. والحقيقة التي ينبغي أن يدركها هذان النظامان أيضاً هي أن تغييرهما لسياستيهما هو الذي يجعل دول المنطقة، وخصوصاً الدول الأربع تقبل التفاوض معهما وليس العكس، فهذان النظامان - وليس تلك الدول - هما المطالبان بتغيير سياستيهما ليتم قبول التعامل معهما.
إيران ليست دولة ضعيفة لكن النظام المسيطر على الحكم فيها ليس بالقوة التي تمكنه من فرض رأيه وشروطه. وقطر ليست دولة فقيرة وإنما هي ثرية جداً ولكن النظام المسيطر على الحكم فيها لا يمكنه فرض رأيه وشروطه بسبب سيطرته على تلك الثروة. دول المنطقة وخصوصاً الدول الأربع تلفظ كل نظام يريد أن يفرض رأيه وتوجهه عليها، ولهذا لن يتمكن النظامان الإيراني والقطري من تحقيق ما يرضي غرورهما، فهذه الدول لهما بالمرصاد، وهي التي ستجعل منهما مثالين يتعظ بما حصل لهما الآخرون.
من أمثلتنا الشعبية مثل ملخصه أنه إذا أمر الله سبحانه وتعالى بزوال النملة أوجد لها جناحين. ويبدو أن هذا هو ما يحصل مع النظامين الإيراني والقطري الآن.. وسيطيران.
ما قاله مهديرباني يؤكد حالة الغرور التي يعيشها النظام الإيراني بعدما أوهم نفسه بأنه الأقوى وأنه اليوم سيد المنطقة. هذه الحالة هي التي جعلت هذا الشخص يعترف من دون أن ينتبه إلى أن النظام الإيراني هو الذي زود ويزود عدداً من الدول في المنطقة بما تحتاجه من أسلحة و«خبراء»، حيث قال ضمن ذلك الإعلان إن «اليمن والعراق ولبنان شهدت نشوء وتبلور قوة مقاومة لا تقهر»!
اليوم يعمد النظام الإيراني إلى الترويج لأقوال من قبيل أن الولايات المتحدة، وبعدما أقرت بقوة إيران وعظمتها، تسعى إلى التفاوض معها وأن إيران هي التي ترفض، وأن فرض أمريكا العقوبات على وزير خارجية النظام محمد جواد ظريف هو بسبب رفضه لقاء ترامب خلال تواجده الأسبوع الماضي في نيويورك حيث تم تهديده بذلك إن لم يقبل دعوة الرئيس الأمريكي! ووصل الأمر حد الادعاء بأن السعودية والإمارات داخلتان الآن مع إيران في مفاوضات سرية بعدما صارتا قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة في اليمن!
حالة الغرور التي يعيشها النظام الإيراني اليوم هي نفسها التي عاشها ولا يزال يعيشها النظام القطري وأدت إلى اتخاذ الدول الأربع قرار مقاطعته أملاً في استعادته لوعيه وإدراك حجمه الطبيعي، فهذا النظام أيضا أوهم نفسه بأنه من القوة بحيث يستطيع أن يصير «رأساً» ويتحكم في مصائر الدول الأخرى في المنطقة وخارجها. ولن يكون مستغرباً أيضاً ادعاء هذا النظام بأن السعودية والبحرين والإمارات ومصر طلبت منه عقد اجتماع سري معها لتصحيح علاقتها معه لعله يرضى عنها ويسامحها على قرارها بمقاطعته!
الحقيقة التي ينبغي أن يواجهها النظامان الإيراني والقطري هي أنهما أدخلا نفسيهما في حالة وهم وصدقا أنهما من القوة بحيث يستطيعان فرض كل ما يريدان رغم أنهما في الواقع ليسا قويين إلى الحد الذي يمكنهما تغيير الأنظمة في البلدان الأخرى وأن هذا الأمر لا يمكن أن يتم بالسلاح والمال، بل أن قوتهما لا تعينهما حتى على مواجهة الحراك الشعبي المتنامي في إيران وقطر. والحقيقة التي ينبغي أن يدركها هذان النظامان أيضاً هي أن تغييرهما لسياستيهما هو الذي يجعل دول المنطقة، وخصوصاً الدول الأربع تقبل التفاوض معهما وليس العكس، فهذان النظامان - وليس تلك الدول - هما المطالبان بتغيير سياستيهما ليتم قبول التعامل معهما.
إيران ليست دولة ضعيفة لكن النظام المسيطر على الحكم فيها ليس بالقوة التي تمكنه من فرض رأيه وشروطه. وقطر ليست دولة فقيرة وإنما هي ثرية جداً ولكن النظام المسيطر على الحكم فيها لا يمكنه فرض رأيه وشروطه بسبب سيطرته على تلك الثروة. دول المنطقة وخصوصاً الدول الأربع تلفظ كل نظام يريد أن يفرض رأيه وتوجهه عليها، ولهذا لن يتمكن النظامان الإيراني والقطري من تحقيق ما يرضي غرورهما، فهذه الدول لهما بالمرصاد، وهي التي ستجعل منهما مثالين يتعظ بما حصل لهما الآخرون.
من أمثلتنا الشعبية مثل ملخصه أنه إذا أمر الله سبحانه وتعالى بزوال النملة أوجد لها جناحين. ويبدو أن هذا هو ما يحصل مع النظامين الإيراني والقطري الآن.. وسيطيران.