قاتل الله الفضول أو «الحشرية» أو التدخل فيما لا يعنينا، فلولاهم لما حدثت نصف حوادث الكرة الأرضية!
لم أدرك بأن اهتمامي بالشؤون الخاصة للشغالة الفلبينية يعد فضولاً لا داعي له حتى وقعت الواقعة، كنت أعتبره من باب الاهتمام بالحقوق الإنسانية للعمالة المنزلية، لا تلومونا لكثرة ما أشغلونا بالملف الحقوقي وبالاتجار بالبشر وحرصنا على توفير كل الضمانات في ملف حقوق الإنسان أخذني الحماس وسألتها عن حقها كامرأة وتمكينها اقتصادياً!!
فسألتها لم ترسلي مرتبكِ كل شهر لزوجك؟ هل تضمنين أن هذا المال يستخدم لصالحك خاصة وأنك لم تنجبي وليس لديك أطفال منه؟ هل اشتريتِ بهذا المال أرضاً أو بيتاً صغيراً يضمك آخر العمر وتأكدتِ أن مالك يصرف لما فيه منفعتكِ، وبررت بوالدتك فهي أبقى لك؟ (الفضول حمر خضر؟)
هل ما قلته خطأ؟ ألا يعد من النصيحة ومن باب الحفاظ على حقوق هذه «المقرودة» التي تكد وتغترب في عز شبابها ومن حقها أن تعمل على ضمان راحتها في شيخوختها وأن تبر بوالدتها أفضل من الصرف على زوجها وهو عاطل عن العمل كما قالت لي؟ أليس ذلك ما تعلمناه عن التمكين الاقتصادي للمرأة؟
سافرت الشغالة في إجازة وعادت وهي متوترة، وأخبرتني أنها عملت لوالدتها وكالة وأنها قررت إرسال مرتبها لوالدتها وطلبت منها شراء بقرة وبناء غرفتين في قطعة الأرض التي تملكها والدتها حتى «تضيفها» معها بعد عودتها من غيابها... صفقت لها وشجعتها.
بعد عودتها بأيام رن جرس الهاتف في منزلنا وأجبت وكان صوت رجل آسيوي يتكلم اللغة العربية، أنت مدام سوسن قلت نعم فرد على الفور أنا زوج «صايمه» وكان هذا اسم الشغالة، أنا أعرف عربي لأني عملت في السعودية من قبل، قلت له تريد أن تكلمها، قال لا، أريد أكلمكِ أنتِ، فقلت نعم ماذا تريد قال «أنت هومارة كلبة خنزيرة) وأقفل الخط!!!
أختكم أخذتها «البوهه» للحظات واحتاجت لوقت حتى تستوعب أنها قد شتمت عبر البراري والمحيطات، بقيت في حالة ذهول لدقائق، ثم استدعيت «صايمه» وأخبرتها، فغضبت وصممت على أن تجبره على الاعتذار، واتصلت به فوراً وسمعت صراخها الذي أعاد لي بعضاً من كرامتي المهدورة مرة أخرى عبر المحيطات، ثم سلمتني الهاتف وقالت سيعتذر لكِ، أخذت الهاتف ورأسي مرفوع وقلت نعم، بانتظار سماع الاعتذارات والتأسف «سوري مدام آسف مدام» شيئاً من هذا القبيل، فإذا به يقول مدام؟ قلت: نعم فكررها «أنت هومارة كلبة خنزيرة» وأقفل الهاتف!!!
الشاهد لن أطيل عليكم، زوجها طلقها بعد أن قطعت عنه المصروف وتزوج بأخرى تعمل في دولة الإمارات، وتزوجت هي بآخر في إجازتها الثانية لكنه قتل أثناء عراك في قريتهم فترملت، وأصاب قريتهم طوفان أغرق الأرض والحرث وماتت البقرة!!
ماذا أستفيد من هذه القصة التي أذكرها دائماً؟ الحكمة والعبرة من هذه القصة التي تعلمتها أنه أحياناً من الأفضل أن تغض الطرف عن أشياء إن تبدو لكم تسؤكم، وترجمتها الأصح مرة ثانية حطي لسانك في لهاتك بلا فضول!!
* ملاحظة:
أستودعكم الله سأكون في إجازة لمدة شهر حفظني المولى وإياكم.
{{ article.visit_count }}
لم أدرك بأن اهتمامي بالشؤون الخاصة للشغالة الفلبينية يعد فضولاً لا داعي له حتى وقعت الواقعة، كنت أعتبره من باب الاهتمام بالحقوق الإنسانية للعمالة المنزلية، لا تلومونا لكثرة ما أشغلونا بالملف الحقوقي وبالاتجار بالبشر وحرصنا على توفير كل الضمانات في ملف حقوق الإنسان أخذني الحماس وسألتها عن حقها كامرأة وتمكينها اقتصادياً!!
فسألتها لم ترسلي مرتبكِ كل شهر لزوجك؟ هل تضمنين أن هذا المال يستخدم لصالحك خاصة وأنك لم تنجبي وليس لديك أطفال منه؟ هل اشتريتِ بهذا المال أرضاً أو بيتاً صغيراً يضمك آخر العمر وتأكدتِ أن مالك يصرف لما فيه منفعتكِ، وبررت بوالدتك فهي أبقى لك؟ (الفضول حمر خضر؟)
هل ما قلته خطأ؟ ألا يعد من النصيحة ومن باب الحفاظ على حقوق هذه «المقرودة» التي تكد وتغترب في عز شبابها ومن حقها أن تعمل على ضمان راحتها في شيخوختها وأن تبر بوالدتها أفضل من الصرف على زوجها وهو عاطل عن العمل كما قالت لي؟ أليس ذلك ما تعلمناه عن التمكين الاقتصادي للمرأة؟
سافرت الشغالة في إجازة وعادت وهي متوترة، وأخبرتني أنها عملت لوالدتها وكالة وأنها قررت إرسال مرتبها لوالدتها وطلبت منها شراء بقرة وبناء غرفتين في قطعة الأرض التي تملكها والدتها حتى «تضيفها» معها بعد عودتها من غيابها... صفقت لها وشجعتها.
بعد عودتها بأيام رن جرس الهاتف في منزلنا وأجبت وكان صوت رجل آسيوي يتكلم اللغة العربية، أنت مدام سوسن قلت نعم فرد على الفور أنا زوج «صايمه» وكان هذا اسم الشغالة، أنا أعرف عربي لأني عملت في السعودية من قبل، قلت له تريد أن تكلمها، قال لا، أريد أكلمكِ أنتِ، فقلت نعم ماذا تريد قال «أنت هومارة كلبة خنزيرة) وأقفل الخط!!!
أختكم أخذتها «البوهه» للحظات واحتاجت لوقت حتى تستوعب أنها قد شتمت عبر البراري والمحيطات، بقيت في حالة ذهول لدقائق، ثم استدعيت «صايمه» وأخبرتها، فغضبت وصممت على أن تجبره على الاعتذار، واتصلت به فوراً وسمعت صراخها الذي أعاد لي بعضاً من كرامتي المهدورة مرة أخرى عبر المحيطات، ثم سلمتني الهاتف وقالت سيعتذر لكِ، أخذت الهاتف ورأسي مرفوع وقلت نعم، بانتظار سماع الاعتذارات والتأسف «سوري مدام آسف مدام» شيئاً من هذا القبيل، فإذا به يقول مدام؟ قلت: نعم فكررها «أنت هومارة كلبة خنزيرة» وأقفل الهاتف!!!
الشاهد لن أطيل عليكم، زوجها طلقها بعد أن قطعت عنه المصروف وتزوج بأخرى تعمل في دولة الإمارات، وتزوجت هي بآخر في إجازتها الثانية لكنه قتل أثناء عراك في قريتهم فترملت، وأصاب قريتهم طوفان أغرق الأرض والحرث وماتت البقرة!!
ماذا أستفيد من هذه القصة التي أذكرها دائماً؟ الحكمة والعبرة من هذه القصة التي تعلمتها أنه أحياناً من الأفضل أن تغض الطرف عن أشياء إن تبدو لكم تسؤكم، وترجمتها الأصح مرة ثانية حطي لسانك في لهاتك بلا فضول!!
* ملاحظة:
أستودعكم الله سأكون في إجازة لمدة شهر حفظني المولى وإياكم.