جغرافياً، هذا التوصيف صحيح، فالجمهورية الإيرانية جارة بحكم موقعها شمال مياه الخليج العربي، وهذا التوصيف أيضاً تستخدمه البحرين حينما تخاطب إيران في مرات عديدة وكثيرة، بدعوة أن تتمثل هذه الدولة بلعب دور «الجارة» والالتزام بما تعنيه الجيرة.وكما هي الحياة، فربما تبتلى بجار لا تهمه حقوق جيرانه، فيبيح لنفسه التعدي عليهم، غير ملتزم بتوجيهات ديننا ورسولنا الذي أوصى على سابع جار، وهذا وإيران تصف نفسها بـ«الجمهورية الإسلامية»، ما يعني أنها المفترض تصدر للعالمين الإسلامي والعربي نماذج طيبة على حسن الجيرة.لكن السؤال، هل إيران التزمت يوماً بحسن الجيرة؟! وهل قدمت يوماً ما يثبت حسن نواياها؟! في المقابل، هل خرجت البحرين كدولة يوماً ما عن صورة «الجار الطيب» الذي لا يتعدى على جيرانه، ولا يقابلهم إلا بكل إحسان وحسن نوايا؟!البحرين لم تكن أبداً دولة ساعية للتدخل في شؤون الدول الأخرى، بل كانت ومازالت وستظل واحة للسلام والتعايش والتقارب، وهذا هو النهج الذي يمضي عليه جلالة الملك حمد حفظه الله في مشروعه الإصلاحي الداخلي، وفي علاقات البحرين بدول العالم على الصعيد الخارجي.ولذلك ترون دائماً خطاب البحرين الموجه لإيران، رغم ما يطالنا من أذى نظام الخامنئي، تكرر البحرين دعوتها لجارتنا الشمالية بأن «تلتزم بحسن الجيرة»، بل وتدعو البحرين لإيران كدولة بالخير عبر مناصحة النظام بأن يهتم بشؤونه الداخلية وشعبه، وطبعاً هذه الدعوة التي تتمنى الخير للداخل الإيراني، تأتي في أعقاب الدعوات الإيرانية المحرضة لعناصر وفئات في الداخل البحريني، وتأتي بعد افتراءات وأكاذيب تنشرها وسائل الإعلام الإيرانية لتشوه صورة بلادنا.البحرين تعاملت مع إيران طوال هذه العقود الطويلة بأسلوب «يأمل» أن يفضي لـ«صحوة» إيرانية لدى النظام بأن يبتعد عن ممارساته العدائية ضدنا وضد دول المنطقة، لم نتعامل معها على أنها دولة عدوة، رغم أن إيران كنظام تمتلك أجندة انقلابية وعدائية ضد البحرين.حتى حين تحاول إيران نفي وجود مخططات لديها لاستهداف البحرين، وتقويض أمنها، والتدخل في شؤونها الداخلية، والسعي لاختطافها، يكفي ذكر حقيقة وجود مقعد يمثل البحرين في البرلمان الإيراني ليثبت أن هذا النظام معادٍ كل العداء لبلادنا.هل قامت البحرين يوماً باستضافة عناصر مطلوبة من النظام الإيراني لتعيش في أرضنا، وتعمل على إنشاء خلايا وجماعات تحرض ضد إيران، وتزرع عملاء داخلها، وتهرب أسلحة لها؟! هل قامت البحرين يوماً بمخططات لتهريب مطلوبين أمنيين من السجون الإيرانية، وتسهيل عملية هروبهم عبر البحر ليصلوا لأراضيها، حتى لو كانت عليهم أحكام وأوامر قبض؟!إيران تفعل كل هذا وأكثر، يكفي بأن هذا النظام يحتضن عناصر انقلابية بحرينية صدرت بحقها أحكام قضائية نظير جرائم وأعمال إرهابية، يوفر لهم نظام خامنئي المأوى والمأكل والملبس والمال ويخرجهم بشكل دائم في وسائل إعلامه ليهاجم البحرين. عمليات الهروب من مراكز التوقيف والاحتجاز، تخطط لها إيران، وتمول العناصر المنفذة بالمال والسلاح. وغيرها من أمور تثبت للعالم بأن إيران لم تكن يوماً من الأيام «جارة خير»، بل «جارة سوء».نحن لا نريد من النظام الإيراني شيئاً بشأن البحرين، سوى أن يكف يده عن بلادنا، أن يوقف تمويل الإرهاب وصناعة العملاء والانقلابيين، نريد لهذا النظام أن يصلح حاله ويصلح بلاده الغنية بمواردها لكنها فقيرة بالمعاناة التي كتبها نظام الملالي على الشعب.لم تبادر البحرين يوماً بالإساءة لكم بأي شكل من الأشكال، لكن هناك ألف دليل ودليل على أن النظام الإيراني يضع البحرين هدفاً رئيساً له، يدفع ملايين الأموال لأجل تقويض أمنها واختطافها، وهذا الذي لن يتحقق مهما حاول هذا النظام الذي سيكتب الله له يوماً الزوال نظير ظلمه وطغيانه وإرهابه.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90