تخيلوا أننا في زمن حتى «الشيطان» لم يسلم فيه من «بعض» البشر!
الشيطان مهمته إغواء البشر، عبر «وسوسة» مستمرة لا تنتهي، وعبر أساليب مبتكرة، تتنوع حسب الظروف، وتتباين في مستويات صعوبتها أو بساطتها أو تعقيداتها.
باختصار، الشيطان يفترض أنه مصدر الخطورة على الإنسان، لا العكس، إذ حينما تنقلب المعادلة، فاعرف بأننا نواجه كارثة مجتمعية بشرية حقيقية.
كتبت قبل سنوات مقالاً «فانتازيا» ساخراً، كيف أن «إبليس» قرر الخروج من البلد، أراد الشيطان الهرب بعيداً، وحينما سُئل عن السبب، أجاب بأنه لا يجد الوضع مستحقاً لبقائه، فالبشر لدينا «لم يقصروا» في أداء أعماله عوضاً عنه. هو لا يحتاج أن يعلمهم «الكذب» فقد أوغلوا فيه لدرجات متقدمة جداً، ولا يحتاج ليحرضهم على ممارسة «الفساد»، فهم بارعون فيه، سواء إدارياً ومالياً، لدرجة أنه يوثق كثير منه في تقارير الرقابة المالية والإدارية، ورغم ذلك يفلتون من المحاسبة. وفي المكائد والدسائس والمخططات هم من يجب أن يتعلم الشيطان منهم التكتيكات وأصول اللف والدوران.
أذكر بأنني كتبت يومها أن إبليس قرر الهرب لأنه «خائف» على نفسه!
هل أبالغ؟! هل أصف وضعاً لا واقع له على الأرض؟! بصراحة أبداً، لست أتحدث من وحي الخيال، بل من واقع مشاهدات ومعايشة لقضايا فيها من الهلع الكثير، هلع على قتل شعارات بدم بارد، ازدواجية كذب بين ما يدعيه أفراد وما يمارسونه في المقابل.
لذلك عندما سألتني العرافة، وهذا استكمال لحديث الأمس، حينما سألتني إن كنت أريد تجربة العيش في عالم الشياطين، أجبتها بأنني أعيش فيه بالفعل، لست أحتاج لاختراق وتجاوز الخط الفاصل والحاجز بين عالمي الإنس والجن لأرى فعل الشياطين، إذ في عالم البشر عرفت شياطينا كثر، عرفت أباليسا قادرين على إغواء وإضلال البشر وإفساد كل شيء، وإن كان في قدرتهم أن يُنظرون ليوم يبعثون كما الشيطان «لوسيفر» نفسه، لفاقوه وهزموه في الشر والخراب.
أيتها العرافة التي تدعي خبرتها وضلوعها في عالم الأرواح والجن والشيطان، أولم تعلمي بأن بعض «الإنسيين» أخطر من إبليس ذاته؟!
صراعنا الدائم الأزلي هو بين الشر والخير، بين المفسدين والمصلحين، بين العائثين في الأرض خراباً وبين من يتصدون لهم، لكن للأسف وصلنا لمراحل أصبح فيها الحق «تائهاً» في فضاءات مجرة أخرى، أبعدوه حتى عن الأرض حتى لا يُسمع له صوت، وحل محله الباطل بأهله الذين يروجون له ويؤسسون له على الأرض، بل يضفون عليه الشرعية ويعتبرونه جزءاً لا يتجزأ من ضروريات الواقع! أولم يمر على مسامعكم توصيف مثل «هذا سلك البلد»؟! هذا التوصيف بحد ذاته تمهيد لتبرير معني لوضع معوق مبني على سلوكيات خراب وفساد، يريد العابثون في الأرض إقناع الناس بأنها أمور طبيعية ومباحة.
صراعنا الأزلي مع «إبليس» انتهى، هو أصلاً انهزم منذ زمن، لم يهزمه الأخيار، بل الأشرار الذين أثبتوا له بأن شياطين الإنس أخطر.. وبمراحل.
الشيطان مهمته إغواء البشر، عبر «وسوسة» مستمرة لا تنتهي، وعبر أساليب مبتكرة، تتنوع حسب الظروف، وتتباين في مستويات صعوبتها أو بساطتها أو تعقيداتها.
باختصار، الشيطان يفترض أنه مصدر الخطورة على الإنسان، لا العكس، إذ حينما تنقلب المعادلة، فاعرف بأننا نواجه كارثة مجتمعية بشرية حقيقية.
كتبت قبل سنوات مقالاً «فانتازيا» ساخراً، كيف أن «إبليس» قرر الخروج من البلد، أراد الشيطان الهرب بعيداً، وحينما سُئل عن السبب، أجاب بأنه لا يجد الوضع مستحقاً لبقائه، فالبشر لدينا «لم يقصروا» في أداء أعماله عوضاً عنه. هو لا يحتاج أن يعلمهم «الكذب» فقد أوغلوا فيه لدرجات متقدمة جداً، ولا يحتاج ليحرضهم على ممارسة «الفساد»، فهم بارعون فيه، سواء إدارياً ومالياً، لدرجة أنه يوثق كثير منه في تقارير الرقابة المالية والإدارية، ورغم ذلك يفلتون من المحاسبة. وفي المكائد والدسائس والمخططات هم من يجب أن يتعلم الشيطان منهم التكتيكات وأصول اللف والدوران.
أذكر بأنني كتبت يومها أن إبليس قرر الهرب لأنه «خائف» على نفسه!
هل أبالغ؟! هل أصف وضعاً لا واقع له على الأرض؟! بصراحة أبداً، لست أتحدث من وحي الخيال، بل من واقع مشاهدات ومعايشة لقضايا فيها من الهلع الكثير، هلع على قتل شعارات بدم بارد، ازدواجية كذب بين ما يدعيه أفراد وما يمارسونه في المقابل.
لذلك عندما سألتني العرافة، وهذا استكمال لحديث الأمس، حينما سألتني إن كنت أريد تجربة العيش في عالم الشياطين، أجبتها بأنني أعيش فيه بالفعل، لست أحتاج لاختراق وتجاوز الخط الفاصل والحاجز بين عالمي الإنس والجن لأرى فعل الشياطين، إذ في عالم البشر عرفت شياطينا كثر، عرفت أباليسا قادرين على إغواء وإضلال البشر وإفساد كل شيء، وإن كان في قدرتهم أن يُنظرون ليوم يبعثون كما الشيطان «لوسيفر» نفسه، لفاقوه وهزموه في الشر والخراب.
أيتها العرافة التي تدعي خبرتها وضلوعها في عالم الأرواح والجن والشيطان، أولم تعلمي بأن بعض «الإنسيين» أخطر من إبليس ذاته؟!
صراعنا الدائم الأزلي هو بين الشر والخير، بين المفسدين والمصلحين، بين العائثين في الأرض خراباً وبين من يتصدون لهم، لكن للأسف وصلنا لمراحل أصبح فيها الحق «تائهاً» في فضاءات مجرة أخرى، أبعدوه حتى عن الأرض حتى لا يُسمع له صوت، وحل محله الباطل بأهله الذين يروجون له ويؤسسون له على الأرض، بل يضفون عليه الشرعية ويعتبرونه جزءاً لا يتجزأ من ضروريات الواقع! أولم يمر على مسامعكم توصيف مثل «هذا سلك البلد»؟! هذا التوصيف بحد ذاته تمهيد لتبرير معني لوضع معوق مبني على سلوكيات خراب وفساد، يريد العابثون في الأرض إقناع الناس بأنها أمور طبيعية ومباحة.
صراعنا الأزلي مع «إبليس» انتهى، هو أصلاً انهزم منذ زمن، لم يهزمه الأخيار، بل الأشرار الذين أثبتوا له بأن شياطين الإنس أخطر.. وبمراحل.