هذه رسالة ليست للفاشلين من أفراد يمثلون عبئاً على المجتمع، والمجتمع بنفسه بريء منهم، فلا هو فرض عليهم الفشل، ولا هو وضعهم في ظروف تكتب لهم الفشل، فالمنطق يقول بأن «لكل مجتهد نصيب»، ومن يجتهد لابد وأن يحقق شيئاً ما، فمعنى الفشل هو الوصول لنقطة الحضيض من «اللافائدة».
رسالتي أبدا ليست للفاشلين، بل رسالتي لصنف أخطر من الفاشلين، رسالتي لمن يسهمون في «تمكين» الفاشلين من تبوء مواقع ومناصب أو مسؤوليات لها تأثيرات على المجتمع أو الدولة، سواء أكان ذلك في قطاعات عامة أو خاصة أو حتى كيانات صغيرة سواء أهلية أو تجارية أو مجتمعية.
رسالتي لتلك الفئة التي يمكن وصفها بأنهم «أصحاب الوساطات»، وليس «أصحاب الواسطات»، إذ الفارق بينهما كبير جداً.
أصحاب «الوساطات» هم أشخاص لهم شبكات معارف كبيرة، وقد يكون لهم نفوذ ما في قطاعات متباينة، قد يكونون أشخاص نافذين وذوي مناصب، وقد يكونون يتميزون بمواقع أو تأثيرا معينة، باختصار هم أشخاص حينما يتحدثون عنك وعن فلان، فهم «يمونون» على فلان وعلان من أصحاب التأثير والقرار في هذا المكان أو ذاك، بالتالي هم قادرون على تحقيق ما تطلبه منه، سواء مساعدة، أو توسط للحصول على وظيفة، أو غيرها من الخدمات. باختصار هم «الواسطة» التي تحقق لكل ما ترغب، بحسب قوتها ونفوذها.
قد يخرج علينا منظر، أو شخص يريد أن يعيش «اللحظة» التي تقول بأننا مجتمع «الكفاءة» معياره الأول، وأن «الواسطة» وسيلة انقرضت! بالتالي الرد عليه يكون بأن «اهدأ»، فالواسطة ليست سوى «ظاهرة مجتمعية» موجودة في أي بلد، وقليل جداً من البشر لو تأتى له الاستفادة منها لما رفض وقبل نتائجها على الفور، حتى أنت، وعليه إنكار وجودها ليس العلاج لإنهاء تأثيرها السلبي في حالات كثيرة.
وهنا أعود للتذكير بأن الرسالة لأصحاب «الوساطات»، وليست لأصحاب «الواسطات» الذين يستفيدون منها، لأن الإنسان أحياناً يمر في ظروف صعبة، وأتحدث عن الإنسان الطبيعي السوي، ويريد الحصول على الدعم والمساندة، فيبحث عمن يمد له يد العون، بخلاف الإنسان الفاشل أو ضعيف القدرات والذي يريد من خلال الواسطة أن يصل لمواقع وأماكن لا يستحقها والمفترض أن تذهب لأشخاص آخرين هم أجدر بها.
بالتالي يا أصحاب «الوساطات»، يا من تذهبون للتوسط لفلان وعلان، فكروا قبل فعل كل هذا بعدة أمور، أولها «العدالة والإنصاف»، فلربما أنت بما تفعله تحرم أشخاصا أكثر استحقاقا، تضيع تعبهم واجتهادهم، وتقدم عليهم أشخاصا لم يبذلوا نصف تعبهم، لم يهتموا ويكترثوا بتطوير أنفسهم، النوع الثاني لا ينفع إلا في تدمير الأمور لا إصلاحها وتطويرها عكس النوع الأول. باختصار فكر يا صاحب الواسطة بهذه البلد، ولست أبالغ لأن كثيراً من عمليات التوسط لأشخاص حينما تنجح ويوضع فلان وعلان في موقع هام، ويوضع في محيط ينبغي أن يعمل فيه ليطور ويجتهد ويتعب فإنه بالضرورة ينجح، لكنك حينما تمكن فاشلاً له تجارب عديدة فاشلة، فقط لأنك وراءه كظهر أو واسطة فإنك ستحكم على قطاع بالمعاناة، ستحكم على الوطن بأن يتخبط في عمل ما، فالفاشلون لا ينجحون إلا على مستوى الاستفادة الشخصية فقط، والمتضرر في النهاية المجتهدون عديمو الواسطات والوطن طبعاً.
لذا الرسالة هنا لكل من يمتلك القدرة ليكون «واسطة» لأحد، رجاء لا تظلم كفاءات الوطن ولا تظلم الوطن، «واسطة الخير» تختلف أيما اختلاف عن «واسطة الشر»، وهذا الاختلاف يكمن في نوعية المستفيد، هل هو إنسان ناجح يستحق، أم فاشل لا يجوز المخاطرة بتمكينه.
{{ article.visit_count }}
رسالتي أبدا ليست للفاشلين، بل رسالتي لصنف أخطر من الفاشلين، رسالتي لمن يسهمون في «تمكين» الفاشلين من تبوء مواقع ومناصب أو مسؤوليات لها تأثيرات على المجتمع أو الدولة، سواء أكان ذلك في قطاعات عامة أو خاصة أو حتى كيانات صغيرة سواء أهلية أو تجارية أو مجتمعية.
رسالتي لتلك الفئة التي يمكن وصفها بأنهم «أصحاب الوساطات»، وليس «أصحاب الواسطات»، إذ الفارق بينهما كبير جداً.
أصحاب «الوساطات» هم أشخاص لهم شبكات معارف كبيرة، وقد يكون لهم نفوذ ما في قطاعات متباينة، قد يكونون أشخاص نافذين وذوي مناصب، وقد يكونون يتميزون بمواقع أو تأثيرا معينة، باختصار هم أشخاص حينما يتحدثون عنك وعن فلان، فهم «يمونون» على فلان وعلان من أصحاب التأثير والقرار في هذا المكان أو ذاك، بالتالي هم قادرون على تحقيق ما تطلبه منه، سواء مساعدة، أو توسط للحصول على وظيفة، أو غيرها من الخدمات. باختصار هم «الواسطة» التي تحقق لكل ما ترغب، بحسب قوتها ونفوذها.
قد يخرج علينا منظر، أو شخص يريد أن يعيش «اللحظة» التي تقول بأننا مجتمع «الكفاءة» معياره الأول، وأن «الواسطة» وسيلة انقرضت! بالتالي الرد عليه يكون بأن «اهدأ»، فالواسطة ليست سوى «ظاهرة مجتمعية» موجودة في أي بلد، وقليل جداً من البشر لو تأتى له الاستفادة منها لما رفض وقبل نتائجها على الفور، حتى أنت، وعليه إنكار وجودها ليس العلاج لإنهاء تأثيرها السلبي في حالات كثيرة.
وهنا أعود للتذكير بأن الرسالة لأصحاب «الوساطات»، وليست لأصحاب «الواسطات» الذين يستفيدون منها، لأن الإنسان أحياناً يمر في ظروف صعبة، وأتحدث عن الإنسان الطبيعي السوي، ويريد الحصول على الدعم والمساندة، فيبحث عمن يمد له يد العون، بخلاف الإنسان الفاشل أو ضعيف القدرات والذي يريد من خلال الواسطة أن يصل لمواقع وأماكن لا يستحقها والمفترض أن تذهب لأشخاص آخرين هم أجدر بها.
بالتالي يا أصحاب «الوساطات»، يا من تذهبون للتوسط لفلان وعلان، فكروا قبل فعل كل هذا بعدة أمور، أولها «العدالة والإنصاف»، فلربما أنت بما تفعله تحرم أشخاصا أكثر استحقاقا، تضيع تعبهم واجتهادهم، وتقدم عليهم أشخاصا لم يبذلوا نصف تعبهم، لم يهتموا ويكترثوا بتطوير أنفسهم، النوع الثاني لا ينفع إلا في تدمير الأمور لا إصلاحها وتطويرها عكس النوع الأول. باختصار فكر يا صاحب الواسطة بهذه البلد، ولست أبالغ لأن كثيراً من عمليات التوسط لأشخاص حينما تنجح ويوضع فلان وعلان في موقع هام، ويوضع في محيط ينبغي أن يعمل فيه ليطور ويجتهد ويتعب فإنه بالضرورة ينجح، لكنك حينما تمكن فاشلاً له تجارب عديدة فاشلة، فقط لأنك وراءه كظهر أو واسطة فإنك ستحكم على قطاع بالمعاناة، ستحكم على الوطن بأن يتخبط في عمل ما، فالفاشلون لا ينجحون إلا على مستوى الاستفادة الشخصية فقط، والمتضرر في النهاية المجتهدون عديمو الواسطات والوطن طبعاً.
لذا الرسالة هنا لكل من يمتلك القدرة ليكون «واسطة» لأحد، رجاء لا تظلم كفاءات الوطن ولا تظلم الوطن، «واسطة الخير» تختلف أيما اختلاف عن «واسطة الشر»، وهذا الاختلاف يكمن في نوعية المستفيد، هل هو إنسان ناجح يستحق، أم فاشل لا يجوز المخاطرة بتمكينه.