هي نعمة عظيمة حباها الله شقيقتنا الكبرى المملكة العربية السعودية، أن جعل فيها قبلة المسلمين «مكة المكرمة»، القبلة التي يحج إليها ملايين المسلمين حول العالم كل عام، القبلة التي تسجد تجاهها جباه جميع المسلمين.

إنه بالفعل شرف عظيم أن تكون في خدمة حجاج الله، ويسجل التاريخ لملوك السعودية العظام، السلف الصالح ممن سبقوا الملك سلمان، والملك سلمان نفسه السائر على ذات النهج، يسجل لهم أنهم كملوك نذروا أنفسهم أن يكونوا في «خدمة» المسلمين، بل وقرنوا أسماءهم وتوصيفاتهم بـ«خدمة» ضيوف الرحمن، منذ أن أعلن الملك فهد رحمه الله تسمية الناس له كـ«خادم للحرمين الشريفين»، وأنه يتشرف بهذه المنزلة العظيمة.

السعودية تنجح كل عام في تنظيم الحج، بل تتفوق على نفسها في كل مرة، والتاريخ يسجل لها قدرتها العظيمة على استيفاء كل احتياجات حجاج بيت الله وتأمين سلامتهم، وتذليل الصعوبات أمام قيامهم بالمناسك. حتى في تلك السنوات التي استهدفت شعائر الحج بمحاولات إثارة الفوضى أو القيام بعمليات تخريب، كانت السعودية قادرة على حماية المقدسات وزوار بيت الله، وحتى أمام بعض الحوادث الفجائية، كانت السعودية حاضرة بقوة لضمان سلامة الحج والحجاج، كانت ومازالت على قدر التحدي وأهلاً له.

تحية سلام عظيمة لهذه المملكة العظيمة، ولأشقائنا شعبها الرائع، هذا الشعب الذي ينذر آلاف منهم نفسه بحسب مواقع مسؤولياتهم لخدمة حجيج بيت الله، ولتأمين أمنهم وسلامتهم، ولتذليل كافة المعوقات أمامهم، فهم من أثبتوا دائماً بأن السعودية هي الدولة القيمة الأمينة والصائنة الحافظة على بيت الله وحرمته.

مشاهد عديدة تجعلنا نفخر بموسم الحج وكيفية تسيير شعائره، مشاهد تحمل في صورها تنوعاً في مواقف التفاني والتضحية لأجل راحة حجاج بيت الله، مواقف تبرز الكفاءة والقدرة التي يبذلها أبناء السعودية ليجعلوا تجربة كل حاج يزور بلادهم قاصداً الديار المقدسة، تجربة سعيدة ومريحة وتعلق في الذاكرة.

مشهد يبرز موظفة سعودية تتحدث باللغة التركية مع إحدى الحاجات عند مدخل الجوازات، تحاول أن تشرح لها الإجراءات وتتحاور معها بلغتها وبابتسامة جعلت الزائرة التركية مبتسمة طوال الوقت.

الحجاج الإيرانيون والذين يناصب نظامهم السعودية العداء، بل يدعو مرشدهم خامنئي شعبه بعدم الحج للسعودية ويحاول تشويه صورتها، وهو الذي لا يجرؤ على زيارة بيت الله، الحجاج الإيرانيون بأنفسهم يمكن أن يخبروا العالم عن تعامل السعودية معهم، عن الأسلوب الراقي الذي يحظون به، والذي يبدأ من الملك سلمان نفسه وصولاً لأصغر رتبة، تعامل لا يحمل ضغينة ولا كرهاً، بل إكراماً للضيف وحسن وفادته.

صور عديدة رائعة، رجال الأمن والجنود السعوديون في خدمة الحجيج، هذا يمسك بالمظلات لتحمي الحجيج من الشمس، وذاك يهرع لتقديم المياه والطعام لهم، وآخر يقود كبار السن من أياديهم ليسهل مرورهم، ولم تقف الكاميرات عند التقاط الصور الإنسانية الجميلة، حتى الحيوانات لها نصيب من الرحمة، فهذا جندي يسقي قطة الماء، وآخر لا ينسى وضع الحبوب للطيور.

هذه أخلاق إخواننا في السعودية، هذا الشعب الرائع الكريم برقيه ورفعته، الشعب الذي يملك قيادة هي أنموذج للقوة والتسامح والعطف والتفاني، والأهم في تصدر عملية الحفاظ على الإسلام وتقديمه بصورته الأثيرة من سماحة وطيبة.

السعودية العظيمة بعطائها القوية بحضورها، لكم كقيادة وشعب تعظيم سلام، ومليون تحية واحترام.