إعلان النظام الإيراني قبول سفير لحكومة الحوثي، غير المعترف بها دولياً، والتبادل الدبلوماسي مع أتباعها في اليمن لم يكن مفاجئاً للمراقبين ولا لغير المراقبين، فالخطوة لم تكن إلا تتويجاً للدعم المستمر منذ خمس سنوات للانقلاب على الشرعية الذي قاده الحوثي. أيضاً لم يكن مفاجئاً للمراقبين ولا عصياً على فهم كل مستمعي الخطاب الأخير لزعيم الحوثيين -والذي نقلته الفضائيات السوسة على الهواء مباشرة رغم تزامنه مع إعلان السودان العهد الجديد والتوقيع على الاتفاق التاريخي للمرحلة الانتقالية والذي اهتمت بنقله جل فضائيات العالم مباشرة من الخرطوم- وما دعا إليه، فقد كان خطابه تمهيداً واضحاً للإعلان عن التبادل الدبلوماسي مع النظام الإيراني، وهو ما حصل بالفعل حيث لم تمر سوى ساعات قليلة حتى أعلن النظام الإيراني عن الخطوة وعن اسم السفير «فوق العادة والمفوض» لدى إيران وقامت وسائل الإعلام الرسمية في طهران بنشر الخبر تأكيداً على اعتراف النظام الإيراني بحكم جماعة الحوثيين في صنعاء ومساندته لانقلابهم ضد الحكومة الشرعية.
الذين استمعوا لخطاب الحوثي لا بد أنهم لاحظوا أيضاً أنه عمد إلى الإعلان عن قيام دولة الحوثيين في صنعاء وقال ما معناه بأن الدول التي لا تعترف بها لا تهمه، متحدياً بذلك كل القيم والأعراف الدبلوماسية.
أما إعلان النظام الإيراني بقبوله بالدعوة وترحيبه بالسفير الحوثي فمجاهرة بالعداء للشرعية الدولية وسابقة خطيرة ينبغي من الأمم المتحدة أن تتخذ منها موقفاً كي لا يتكرر مثل هذا الأمر لخطورته، فأن تقبل هذه الدولة أو تلك دون غيرها سفيراً لحكومة غير معترف بها دولياً ويسهل اعتبارها عصابة يعني أنها تعتدي على المبادئ والقيم الدولية وتفتح الباب أمام الفوضى، ولن يكون بعيداً قيام هذا النظام أو غيره بالاعتراف بحكومات الظل وربما قبول سفراء لأحزاب معارضة تتبع هذه البلاد أو تلك وتعتبرهم ممثلين رسميين لها.
ما فعله النظام الإيراني هو عبارة عن تبني كامل لأتباعه الحوثيين، فماذا بعد الاعتراف الرسمي وتبادل السفراء؟
التتويج بدأ قبل إلقاء الحوثي لخطابه الأخير، فوفد الحوثيين الذي استقبله خامنئي قبل أيام كان من بين أعضائه إبراهيم الديلمي الذي تم تعيينه سفيراً لـ»دولة الحوثيين» في طهران، ما يعني أن الأمور تم ترتيبها مبكراً وأن «السفير» هو رجل النظام الإيراني قبل أن يكون رجل «النظام الحوثي».
المتابعون للشأن الإيراني والحوثي لا بد أنهم لاحظوا أيضاً أمراً آخر، فالديلمي محامٍ مقرب من الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام وهو مدير عام قناة «المسيرة» الحوثية التي تبث من الضاحية الجنوبية في لبنان وتحظى بدعم مباشر من النظام الإيراني و»حزب الله»، وسبق له أن زار طهران من قبل في مناسبات مختلفة كممثل لميليشيا الحوثي والتقى بخامنئي مرات عديدة.
هذا الذي قام به النظام الإيراني إعلان رسمي عن وقوفه إلى جانب الحوثيين منذ اللحظة الأولى التي نفذوا فيها الانقلاب على الشرعية في صنعاء بل قبل ذلك، وإعلان رسمي بأنه الطرف الذي يحارب السعودية والإمارات ودول التحالف العربي لإعادة الشرعية. ربما كان مفيداً التذكير بمشهد اتفاقية النقل الجوي مع الحوثيين التي وقعها النظام الإيراني فور تنفيذ الانقلاب في 2014 والتي استفاد منها في نقل كل ما اعتقد أنه يحتاجه في هذه الحرب ويوصله إلى لحظة الإعلان عن تعيين سفير للحوثيين في طهران. النظام الإيراني وفر على منتقديه ومنتقدي ميليشيا الحوثي بأن نقل العلاقة التي تربط بين «النظامين» من السر إلى العلن وصار ممكناً ومقبولاً توجيه الحديث لخامنئي على اعتباره مرشداً للنظام الإيراني ومرشداً للنظام الحوثي في آن واحد. سكوت العالم عن هذه الفضيحة فضيحة أكبر.
{{ article.visit_count }}
الذين استمعوا لخطاب الحوثي لا بد أنهم لاحظوا أيضاً أنه عمد إلى الإعلان عن قيام دولة الحوثيين في صنعاء وقال ما معناه بأن الدول التي لا تعترف بها لا تهمه، متحدياً بذلك كل القيم والأعراف الدبلوماسية.
أما إعلان النظام الإيراني بقبوله بالدعوة وترحيبه بالسفير الحوثي فمجاهرة بالعداء للشرعية الدولية وسابقة خطيرة ينبغي من الأمم المتحدة أن تتخذ منها موقفاً كي لا يتكرر مثل هذا الأمر لخطورته، فأن تقبل هذه الدولة أو تلك دون غيرها سفيراً لحكومة غير معترف بها دولياً ويسهل اعتبارها عصابة يعني أنها تعتدي على المبادئ والقيم الدولية وتفتح الباب أمام الفوضى، ولن يكون بعيداً قيام هذا النظام أو غيره بالاعتراف بحكومات الظل وربما قبول سفراء لأحزاب معارضة تتبع هذه البلاد أو تلك وتعتبرهم ممثلين رسميين لها.
ما فعله النظام الإيراني هو عبارة عن تبني كامل لأتباعه الحوثيين، فماذا بعد الاعتراف الرسمي وتبادل السفراء؟
التتويج بدأ قبل إلقاء الحوثي لخطابه الأخير، فوفد الحوثيين الذي استقبله خامنئي قبل أيام كان من بين أعضائه إبراهيم الديلمي الذي تم تعيينه سفيراً لـ»دولة الحوثيين» في طهران، ما يعني أن الأمور تم ترتيبها مبكراً وأن «السفير» هو رجل النظام الإيراني قبل أن يكون رجل «النظام الحوثي».
المتابعون للشأن الإيراني والحوثي لا بد أنهم لاحظوا أيضاً أمراً آخر، فالديلمي محامٍ مقرب من الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام وهو مدير عام قناة «المسيرة» الحوثية التي تبث من الضاحية الجنوبية في لبنان وتحظى بدعم مباشر من النظام الإيراني و»حزب الله»، وسبق له أن زار طهران من قبل في مناسبات مختلفة كممثل لميليشيا الحوثي والتقى بخامنئي مرات عديدة.
هذا الذي قام به النظام الإيراني إعلان رسمي عن وقوفه إلى جانب الحوثيين منذ اللحظة الأولى التي نفذوا فيها الانقلاب على الشرعية في صنعاء بل قبل ذلك، وإعلان رسمي بأنه الطرف الذي يحارب السعودية والإمارات ودول التحالف العربي لإعادة الشرعية. ربما كان مفيداً التذكير بمشهد اتفاقية النقل الجوي مع الحوثيين التي وقعها النظام الإيراني فور تنفيذ الانقلاب في 2014 والتي استفاد منها في نقل كل ما اعتقد أنه يحتاجه في هذه الحرب ويوصله إلى لحظة الإعلان عن تعيين سفير للحوثيين في طهران. النظام الإيراني وفر على منتقديه ومنتقدي ميليشيا الحوثي بأن نقل العلاقة التي تربط بين «النظامين» من السر إلى العلن وصار ممكناً ومقبولاً توجيه الحديث لخامنئي على اعتباره مرشداً للنظام الإيراني ومرشداً للنظام الحوثي في آن واحد. سكوت العالم عن هذه الفضيحة فضيحة أكبر.