قبل فترة تناولت في مقالاتي ابتكار العلماء لرقاقة إلكترونية قادرة على تقليد العقل البشري في تخزين البيانات، إذ تستخدم تلك الرقاقة الإلكترونية الضوء لخلق الذكريات وتعديلها، كما يحدث تماماً في العقل البشري إذا ما أخذنا بالاعتبار طريقة عمل البصر. من جهة أخرى فإن ثمة تقنية باتت تخزن آلاف بل وملايين الكتب في تطبيق واحد، ليكون قادراً فيما بعد على قراءة كل تلك المواد والخروج بنتائج جديدة مبنية على خلاصة التجارب والعلوم السابقة، ليحقق قفزة نوعية في الاكتشافات والبحوث بما يتجاوز قدرة العقل البشري، ذلك أن قاعدة البيانات التي عمل عليها هي في حقيقة الأمر تجاوز قدرة القارئية البشرية، أي قراءة ملايين الكتب في مجال محدد للخروج بنتائج، ثم تكرار العملية في موضوع أو مجال مختلف. هناك أيضاً أبحاث أخرى أجراها العلماء لرفع مستوى كفاءة الدماغ لدى الفئران وبالتالي رفع معدل ذكائهم وذلك من خلال الضوء، ولا شك أن هذه التجارب الأولية ستقود لما يمكن تطبيقه بطبيعة الحال على العقل البشري.
إن الحديث عما توصل إليه العلماء والذكاء الاصطناعي لتطوير القدرات البشرية ورفع كفاءتها، بات محل جدل حتى بين العلماء أنفسهم، فبينما يميل خبير التقنية «إيلون ماسك» لدمج الذكاء الاصطناعي بالقدرات البشرية للمساعدة في شفاء المصابين باضطرابات عصبية، الأمر الذي قد يقود لاحقاً للعمل على تطوير القدرات على سبيل التنمية للقدرات لا على سبيل العلاج والتشافي، ترى عالمة النفس المعرفي «سوزان شنايدر» أن فكرة الدمج بين الذكاءين ليس فيها من الرجاحة ما يكفي للتطبيق، منوهةً أن تلك الخطوة ستؤدي إلى انتحار العقل البشري، بمعنى أن عملية الدمج قد تسبب انتحار الشخص خطأً، وذلك من خلال ما أسمته «استنزاف الدماغ».
وبافتراض أن ثمة جهود مقبلة ستؤكد صحة ما ذهب إليه «ماسك» أو ستعمل على تلافي المخاطر التي وقفت عليها «شنايدر» فإن ذلك سيقودنا للتفكير أكثر في مسألة العقل البشري الخارق -إن جاز لنا التعبير- ذلك أن التفاوت بين قدرات البشر اليوم وإمكانياتهم الاقتصادية قد حرك عجلة التنمية والاقتصاد في المجتمعات، فأصبح للفقراء مثلاً حظ ونصيب من الحياة الاقتصادية بفضل ما يتمتع به بعض منهم من إمكانيات وقدرات عقلية متقدمة على آخرين، منتفعين من ملاك المال والأعمال. أما في الغد القريب ربما، ستشترى تلك القدرات العقلية بالمال، من خلال إضافة تلك الرقاقات الإلكترونية الذكية ما يعني أن طبقات معينة من المجتمعات سيحكم عليها بالهلاك.
* اختلاج النبض:
إن القوة لدى البشر تتمثل في أغلب الأحيان بثلاثة عناصر، إما قوة بدنية وقد عوضتها الآلات في كثير من الأحيان لأداء الأدوار، وإما قوة مالية واقتصادية حظيت بها نخب المجتمعات، وإما قوة ذهنية وعقلية وقد وزعت على البشر بتفاوت وتقدير إلهي. أما اليوم، فقد يبدو احتكار القوى البشرية الثلاث وشيكاً لملاك المال.
{{ article.visit_count }}
إن الحديث عما توصل إليه العلماء والذكاء الاصطناعي لتطوير القدرات البشرية ورفع كفاءتها، بات محل جدل حتى بين العلماء أنفسهم، فبينما يميل خبير التقنية «إيلون ماسك» لدمج الذكاء الاصطناعي بالقدرات البشرية للمساعدة في شفاء المصابين باضطرابات عصبية، الأمر الذي قد يقود لاحقاً للعمل على تطوير القدرات على سبيل التنمية للقدرات لا على سبيل العلاج والتشافي، ترى عالمة النفس المعرفي «سوزان شنايدر» أن فكرة الدمج بين الذكاءين ليس فيها من الرجاحة ما يكفي للتطبيق، منوهةً أن تلك الخطوة ستؤدي إلى انتحار العقل البشري، بمعنى أن عملية الدمج قد تسبب انتحار الشخص خطأً، وذلك من خلال ما أسمته «استنزاف الدماغ».
وبافتراض أن ثمة جهود مقبلة ستؤكد صحة ما ذهب إليه «ماسك» أو ستعمل على تلافي المخاطر التي وقفت عليها «شنايدر» فإن ذلك سيقودنا للتفكير أكثر في مسألة العقل البشري الخارق -إن جاز لنا التعبير- ذلك أن التفاوت بين قدرات البشر اليوم وإمكانياتهم الاقتصادية قد حرك عجلة التنمية والاقتصاد في المجتمعات، فأصبح للفقراء مثلاً حظ ونصيب من الحياة الاقتصادية بفضل ما يتمتع به بعض منهم من إمكانيات وقدرات عقلية متقدمة على آخرين، منتفعين من ملاك المال والأعمال. أما في الغد القريب ربما، ستشترى تلك القدرات العقلية بالمال، من خلال إضافة تلك الرقاقات الإلكترونية الذكية ما يعني أن طبقات معينة من المجتمعات سيحكم عليها بالهلاك.
* اختلاج النبض:
إن القوة لدى البشر تتمثل في أغلب الأحيان بثلاثة عناصر، إما قوة بدنية وقد عوضتها الآلات في كثير من الأحيان لأداء الأدوار، وإما قوة مالية واقتصادية حظيت بها نخب المجتمعات، وإما قوة ذهنية وعقلية وقد وزعت على البشر بتفاوت وتقدير إلهي. أما اليوم، فقد يبدو احتكار القوى البشرية الثلاث وشيكاً لملاك المال.