ريان هوليداي، كاتب أمريكي شاب من مواليد 1987، كتب عن إحدى الآفات البشرية القاتلة، وأعني هنا مرض «الغرور»، كتب عنها جملة يقول فيها: «حين تتحول الثقة بالنفس إلى غطرسة، ويتحول تأكيد الذات إلى عناد، ويتحول الاعتداد بالنفس إلى شراسة جامحة، فإن هذا هو الغرور، وكما حذر منه الكاتب سيريل كونولي بقوله: الغرور يسحبنا إلى الأسفل مثل قانون الجاذبية».
البعض قد يخلط بين «الغرور» و«الثقة بالنفس»، ويظن بأنه لو كان متمكناً في مجالات معينة، فإن هذا يمنحه الحق لـ«الاستعلاء» على البشر، وهذا خلط خطير جداً، لأن الغرور هو المعول الذي بسهولة يمكنه هدم كل ما بنيته في لحظات.
البشر ينفرون من المغرورين، ممن يجالسونهم فيتبادلون معهم الأحاديث بلهجة فوقية، ويحاولون من خلال كلامهم «تصغير» الآخرين، أو التقليل من شأنهم.
وأشنع درجات الغرور هي تلك الدرجة التي «يتقصد» من خلالها صاحبها الاستهزاء بالآخرين، سواء أكان «تحقيراً» لأشكالهم أو أعمالهم أو طبقتهم الاجتماعية، وهنا يمارس هذا الشخص نوعاً من الأساليب التي تجعله منبوذاً بين الناس، وإن لم يقولوها في وجهه، فإنهم حتماً سيسطرون فيه جملاً طويلة وقصصاً كثيرة من وراء ظهره.
التواضع صفة الواثق من نفسه، والموقن بأن مكانته التي حققها استحقها بجدارة، وأنه اجتهد لأجلها، وإن كتبت له الظروف بأن يكون في موقع مؤثر مجتمعياً أو مهنياً، فإن أسلوبه مع الناس لا يتغير، بل يسعى للتواضع بشكل أكبر.
نعم، قوة هذه الآفة في الجذب إلى أسفل السافلين أقوى من قوة الجاذبية الأرضية نفسها، فإن كان قانون الجاذبية يفرض سقوط الأشياء إلى الأرض، فإن المغرور في مجتمعه ووسطه ومحيطه يسقط إلى سابع أرض لدى الناس، ويتحول لإنسان مكروه ومنبوذ، ولا يفضل الناس التعامل معه.
هنا قد يبرر بعضهم تصرفاتهم بأنها غير مقصودة وإنما ناجمة عن «ثقة بالنفس»، والمشكلة أن هذا عذر أقبح من ذنب، فالثقة بالنفس لا تولد أبداً الغرور بقصد تحقير البشر، بل الواثق من نفسه هو الذي يسعى لكسب محبة الناس عبر المعاملة الحسنة والنزول لمقاماتهم إن كان في مقام أعلى.
حتى الاعتداد بالنفس، لا يمكن له أن يتحول لأداة شريرة تستهدف البشر بقصد تجريحهم أو اللعب على جراحاتهم وهمومهم، ولا حتى بـ«معايرتهم» بأمور كتبها القدر عليهم، فالمعتد بنفسه هو الذي يصون كرامته ولا يقبل بأن تهان، في المقابل سيحرص ألا يرى كرامة الآخرين تهان.
قد يقول البعض بأنها المسألة بسيطة بشأن التعامل مع «المغرورين» وهو عبر تجنبهم، لكن المشكلة الحقيقة تكمن في افتراض ابتلائك في موقع عملك بمسؤول يعاني من مرض الغرور، وأنه لابد لك من التعامل معه، فما العمل؟!
بصراحة لست أملك «وصفة سحرية» ومثالية للتعامل معهم، لكنني أرى بأن الإنسان لا يجب أن يصل لمستويات يقبل فيها الحط من قدره وكرامته في مساعيه لتجنب هؤلاء وأذاهم، في المقابل هذه النوعية من البشر إن تبوأت موقع مسؤولية وعمدت لمعاملة الآخرين بأسلوب الاستعلاء والغطرسة والظلم والغرور، فلا تستعجل، فقط ترقب ماذا يفعله القدر بهؤلاء، وستجد بأن سقوطهم أمر مفروغ منه لا محالة، وكم من مغرور أخذته غطرسته للهاوية ولفقد كل الأشياء، وأولها احترام الناس.
فقط تذكروا سماحة رسولنا الكريم أعظم البشر وتواضعه وخذوها مثالاً، وفي الجانب الآخر تذكروا غطرسة النمرود الذي سلط الله عليه ذبابة دخلت جمجمته فلم يكن له علاج إلا الضرب على رأسه بالنعال.
وأخيراً لا تنسوا «من تواضع لله رفعه».
البعض قد يخلط بين «الغرور» و«الثقة بالنفس»، ويظن بأنه لو كان متمكناً في مجالات معينة، فإن هذا يمنحه الحق لـ«الاستعلاء» على البشر، وهذا خلط خطير جداً، لأن الغرور هو المعول الذي بسهولة يمكنه هدم كل ما بنيته في لحظات.
البشر ينفرون من المغرورين، ممن يجالسونهم فيتبادلون معهم الأحاديث بلهجة فوقية، ويحاولون من خلال كلامهم «تصغير» الآخرين، أو التقليل من شأنهم.
وأشنع درجات الغرور هي تلك الدرجة التي «يتقصد» من خلالها صاحبها الاستهزاء بالآخرين، سواء أكان «تحقيراً» لأشكالهم أو أعمالهم أو طبقتهم الاجتماعية، وهنا يمارس هذا الشخص نوعاً من الأساليب التي تجعله منبوذاً بين الناس، وإن لم يقولوها في وجهه، فإنهم حتماً سيسطرون فيه جملاً طويلة وقصصاً كثيرة من وراء ظهره.
التواضع صفة الواثق من نفسه، والموقن بأن مكانته التي حققها استحقها بجدارة، وأنه اجتهد لأجلها، وإن كتبت له الظروف بأن يكون في موقع مؤثر مجتمعياً أو مهنياً، فإن أسلوبه مع الناس لا يتغير، بل يسعى للتواضع بشكل أكبر.
نعم، قوة هذه الآفة في الجذب إلى أسفل السافلين أقوى من قوة الجاذبية الأرضية نفسها، فإن كان قانون الجاذبية يفرض سقوط الأشياء إلى الأرض، فإن المغرور في مجتمعه ووسطه ومحيطه يسقط إلى سابع أرض لدى الناس، ويتحول لإنسان مكروه ومنبوذ، ولا يفضل الناس التعامل معه.
هنا قد يبرر بعضهم تصرفاتهم بأنها غير مقصودة وإنما ناجمة عن «ثقة بالنفس»، والمشكلة أن هذا عذر أقبح من ذنب، فالثقة بالنفس لا تولد أبداً الغرور بقصد تحقير البشر، بل الواثق من نفسه هو الذي يسعى لكسب محبة الناس عبر المعاملة الحسنة والنزول لمقاماتهم إن كان في مقام أعلى.
حتى الاعتداد بالنفس، لا يمكن له أن يتحول لأداة شريرة تستهدف البشر بقصد تجريحهم أو اللعب على جراحاتهم وهمومهم، ولا حتى بـ«معايرتهم» بأمور كتبها القدر عليهم، فالمعتد بنفسه هو الذي يصون كرامته ولا يقبل بأن تهان، في المقابل سيحرص ألا يرى كرامة الآخرين تهان.
قد يقول البعض بأنها المسألة بسيطة بشأن التعامل مع «المغرورين» وهو عبر تجنبهم، لكن المشكلة الحقيقة تكمن في افتراض ابتلائك في موقع عملك بمسؤول يعاني من مرض الغرور، وأنه لابد لك من التعامل معه، فما العمل؟!
بصراحة لست أملك «وصفة سحرية» ومثالية للتعامل معهم، لكنني أرى بأن الإنسان لا يجب أن يصل لمستويات يقبل فيها الحط من قدره وكرامته في مساعيه لتجنب هؤلاء وأذاهم، في المقابل هذه النوعية من البشر إن تبوأت موقع مسؤولية وعمدت لمعاملة الآخرين بأسلوب الاستعلاء والغطرسة والظلم والغرور، فلا تستعجل، فقط ترقب ماذا يفعله القدر بهؤلاء، وستجد بأن سقوطهم أمر مفروغ منه لا محالة، وكم من مغرور أخذته غطرسته للهاوية ولفقد كل الأشياء، وأولها احترام الناس.
فقط تذكروا سماحة رسولنا الكريم أعظم البشر وتواضعه وخذوها مثالاً، وفي الجانب الآخر تذكروا غطرسة النمرود الذي سلط الله عليه ذبابة دخلت جمجمته فلم يكن له علاج إلا الضرب على رأسه بالنعال.
وأخيراً لا تنسوا «من تواضع لله رفعه».