لعل العبارة الأكثر تعبيراً عن حالة النظام الإيراني وبيانه على حقيقته هي تلك التي تضمنها حديث وزير الخارجية مايك بومبيو الأخير عن حرية الملاحة وتعزيز الممرات المائية، حيث اتهم النظام الإيراني بـ«مواصلة جولات التضليل الإعلامي»... و«تسويق نفسه باعتباره ضحية بدلاً من كونه الراعي الأول للإرهاب».
الحقيقة التي ينبغي الالتفات إليها جيداً هي أن النظام الإيراني نجح في إظهار نفسه على أنه ضحية وأنه مستهدف من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة وتمكن من توظيف ترسانته الإعلامية لخدمة هذا الأمر جيداً، لذا ليس بمستغرب أن البعض صدق هذا الأمر وصار يتعاطف معه ويعتبر أن الآخرين هم سبب كل ما يحدث في المنطقة وليس النظام الإيراني الذي يريد السيطرة عليها والذي لا يهمه ما قد يكلف هذا الأمر.
ليس النظام الإيراني هو الضحية وإنما الدول الأخرى في المنطقة وشعوبها ومعها الشعب الإيراني المغلوب على أمره. النظام الإيراني أفلح في تسويق فكرة أنه الضحية وأنه المظلوم وأن على العالم أن يتداعى لمساعدته ولو بإعلان التعاطف معه، وأفلح في توظيف قدراته الإعلامية وخبراته في هذا المجال واستفاد من أخطاء الآخرين والتي منها توعد الولايات المتحدة المستمر بالتضييق على السفينة التي تم احتجازها في جبل طارق ثم أفرج عنها لمنعها من تفريغ حمولتها في سوريا.
النظام الإيراني عمد إلى تسويق نفسه بتكرار القول بأن إيران اليوم هي دولة العدل والقانون والحريات والدولة التي تقف مع كل مظلوم وتناصره وتنتصر له، وعمد إلى تسويق نفسه بتكرار القول بأن إيران هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي قرارها بيدها ولا يمكن تركيعها وأنها مع الحق وأن الحق معها أينما دار وأن دول المنطقة ومعها الولايات المتحدة وبريطانيا تريد بإيران السوء وأنها تفعل كل ما بإمكانها لإفشال «المسيرة الإيمانية» في إيران وأنها لا تستطيع تحقيق هذا الأمر مهما فعلت. النظام الإيراني سوق نفسه أيضاً على أنه الوحيد الذي يمكن أن يأتي للفلسطينيين بحقوقهم وأنه هو الذي سيحرر فلسطين وسيهزم إسرائيل وسيبيدها وأن شعوب العالم كلها معه تناصره وتنتظر منه مساعدتها على التخلص من الأنظمة الحاكمة في بلدانها.
تسويق النظام الإيراني نفسه على أنه الضحية ذكاء ينبغي الاعتراف به، وتمكنه من توظيف قدراته الإعلامية بطريقة تخدمه وتجعل الآخرين يعتقدون أنه هو الضحية بالفعل أمر ينبغي الاعتراف به أيضاً. عدم الاعتراف بهذا وذاك لا يفشل خطط هذا النظام ولا يؤثر على سعيه إلى الظهور بهذا المظهر. ما ينفع مع هذا الأمر هو التعاون على فضح النظام بتوفير ما يجعل الآخرين يؤمنون بأنه ليس الضحية وأنه هو سبب بلاء المنطقة وكل عللها.
ما قاله وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو هو بداية هذا المشوار، لكن هذا القول لا يكفي لفضح النظام الإيراني، وهو لا يكفي حتى لو تم ترديده من قبل كل من يتخذ من النظام الإيراني موقفاً. المطلوب إضافة إلى هذا هو العمل على بيان حقيقة هذا النظام بتوظيف مختلف وسائل الإعلام والتواصل لفضحه وإظهاره على حقيقته وتوفير الدليل تلو الدليل على أنه يسوق نفسه على أنه الضحية والمظلوم بدلاً من كونه الراعي الأول للإرهاب في المنطقة وفي العالم.
لا يكفي أن نقول بأن النظام الإيراني سيء ويتسبب في خراب المنطقة ويحرمها من الاستقرار، فمع هذا القول ينبغي أن نعمل على إقناع العالم بأنه كذلك وأنه إنما يستفيد من قدراته وخبراته في مجال الإعلام ويعرف كيف يسوق نفسه ويظهرها في هيئة الضحية بدلاً عن هيئة المجرم. العمل على فضح هذا النظام وتوفير ما يثبت أنه سيئ هو المؤثر وهو الرادع له.
{{ article.visit_count }}
الحقيقة التي ينبغي الالتفات إليها جيداً هي أن النظام الإيراني نجح في إظهار نفسه على أنه ضحية وأنه مستهدف من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة وتمكن من توظيف ترسانته الإعلامية لخدمة هذا الأمر جيداً، لذا ليس بمستغرب أن البعض صدق هذا الأمر وصار يتعاطف معه ويعتبر أن الآخرين هم سبب كل ما يحدث في المنطقة وليس النظام الإيراني الذي يريد السيطرة عليها والذي لا يهمه ما قد يكلف هذا الأمر.
ليس النظام الإيراني هو الضحية وإنما الدول الأخرى في المنطقة وشعوبها ومعها الشعب الإيراني المغلوب على أمره. النظام الإيراني أفلح في تسويق فكرة أنه الضحية وأنه المظلوم وأن على العالم أن يتداعى لمساعدته ولو بإعلان التعاطف معه، وأفلح في توظيف قدراته الإعلامية وخبراته في هذا المجال واستفاد من أخطاء الآخرين والتي منها توعد الولايات المتحدة المستمر بالتضييق على السفينة التي تم احتجازها في جبل طارق ثم أفرج عنها لمنعها من تفريغ حمولتها في سوريا.
النظام الإيراني عمد إلى تسويق نفسه بتكرار القول بأن إيران اليوم هي دولة العدل والقانون والحريات والدولة التي تقف مع كل مظلوم وتناصره وتنتصر له، وعمد إلى تسويق نفسه بتكرار القول بأن إيران هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي قرارها بيدها ولا يمكن تركيعها وأنها مع الحق وأن الحق معها أينما دار وأن دول المنطقة ومعها الولايات المتحدة وبريطانيا تريد بإيران السوء وأنها تفعل كل ما بإمكانها لإفشال «المسيرة الإيمانية» في إيران وأنها لا تستطيع تحقيق هذا الأمر مهما فعلت. النظام الإيراني سوق نفسه أيضاً على أنه الوحيد الذي يمكن أن يأتي للفلسطينيين بحقوقهم وأنه هو الذي سيحرر فلسطين وسيهزم إسرائيل وسيبيدها وأن شعوب العالم كلها معه تناصره وتنتظر منه مساعدتها على التخلص من الأنظمة الحاكمة في بلدانها.
تسويق النظام الإيراني نفسه على أنه الضحية ذكاء ينبغي الاعتراف به، وتمكنه من توظيف قدراته الإعلامية بطريقة تخدمه وتجعل الآخرين يعتقدون أنه هو الضحية بالفعل أمر ينبغي الاعتراف به أيضاً. عدم الاعتراف بهذا وذاك لا يفشل خطط هذا النظام ولا يؤثر على سعيه إلى الظهور بهذا المظهر. ما ينفع مع هذا الأمر هو التعاون على فضح النظام بتوفير ما يجعل الآخرين يؤمنون بأنه ليس الضحية وأنه هو سبب بلاء المنطقة وكل عللها.
ما قاله وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو هو بداية هذا المشوار، لكن هذا القول لا يكفي لفضح النظام الإيراني، وهو لا يكفي حتى لو تم ترديده من قبل كل من يتخذ من النظام الإيراني موقفاً. المطلوب إضافة إلى هذا هو العمل على بيان حقيقة هذا النظام بتوظيف مختلف وسائل الإعلام والتواصل لفضحه وإظهاره على حقيقته وتوفير الدليل تلو الدليل على أنه يسوق نفسه على أنه الضحية والمظلوم بدلاً من كونه الراعي الأول للإرهاب في المنطقة وفي العالم.
لا يكفي أن نقول بأن النظام الإيراني سيء ويتسبب في خراب المنطقة ويحرمها من الاستقرار، فمع هذا القول ينبغي أن نعمل على إقناع العالم بأنه كذلك وأنه إنما يستفيد من قدراته وخبراته في مجال الإعلام ويعرف كيف يسوق نفسه ويظهرها في هيئة الضحية بدلاً عن هيئة المجرم. العمل على فضح هذا النظام وتوفير ما يثبت أنه سيئ هو المؤثر وهو الرادع له.