هناك مراحل تاريخية مؤلمة ظهرت فيها أسباب لحرق وإتلاف الكتب والمكتبات، جاءت تلك الحملات الاستبدادية في عصور مختلفة سواء كانت في زمن الحضارات العربية الإسلامية أو غير العربية، مروراً باليونان والرومان والصين والهند والعالم الإسلامي وأوروبا، هذا الاستقصاء دمر المعرفة من قبل غزاة مستطمعين أو سلطان مستبد أو عن طريق أسباب خاصة تخص المجتمع أو الأفراد ذاتهم.
استمر مسلسل حرق الكتب وتدمير المكتبات عبر العصور بتاريخ استبدادي مؤلم، كان موجهاً ضد الفكر والمعرفة والإنسانية، كتب دمرت لكافكا وكارل ماركس وهمينغوي وفيكتور هوجو، فهي حملات لم تختصر على مرحلة العصور الوسطى «المتخلفة « أو على جماعات التطرّف الإسلامي بل كانت ظاهرة شهدتها حتى الدول المتقدمة، ففي عام 1933 نظم اتحاد الطلبة الألماني بتحريض من الحكومة النازية حملة لحرق الكتب لأنهم يرونها معادية للروح الألمانية، ورجال إطفاء كانت مهمتهم الرئيسة إحراق الكتب، وعندما وقف Paul Joseph Goebbel وزير الدعاية السياسية لهتلر ردد «لقد أبليتم هذه الليلة بلاءً حسناً بإلقاء آلاف الكتب في قلب النيران»، هو دليل على أن الكتاب كان سلاحاً ناعماً قوياً يصمد ويغلب السلاح الفتاك وإن كان سلاح هتلر.
لتأتي قصة أخرى من نوع آخر بطلها «montag» كان مسؤولاً عن حرق الكتب في ذلك الوقت ليتأثر وهو يحرق الكتب بقصة سيدة ترمي بنفسها وسط النيران مع الكتب أثناء ما قررت السلطة حرق كتبها، فقرر أخذ أحد هذه الكتب من المحرقة لقراءتها ومن يومها أصبح من الجماعات التي تحفظ التراث المكتوب في ذاكرتهم حتى وإن حرقت الكتب حتى لا تنتهي بل تبقى محفوظة.
الكثير من القصص في القرن العشرين وفِي دول متقدمة بمجتمعاتها المنفتحة وبأيديولوجياتها المختلفة تتفق في مبدأ إبادة الكتب وإن اختلفت في أمور كثيرة مثل ألمانيا النازية وهي دولة علمانية وظفت العلم والحداثة في الإبادة، سيبريا دولة مسيحية أرثوذكسية وظفت القومية والدين في الإبادة، وتأتي الصين لتدمر تراثها بنفسها بنوع آخر من إبادة الفكر.
هناك عمل ضخم وهو «كتب تحترق، تاريخ تدمير المكتبات» للباحث الفرنسي «لوسيان بولاسترون»، يوضح فيه أن الكتب لطالما كانت معرضة للمعارضة والمصادرة والحرق في حقب تاريخية مختلفة، وأن هناك العديد من الدول التي دمرت حضاراتها بتدمير إرثها الفكري والمعرفي، وقصص متعلقة بالعدو الغازي صاحب المطامع الجغرافية التاريخية والذي كان يضع في الصدارة استهداف الفكر وتدمير المكتبات والكتب ليدمر حضارة كاملة وليس حضارة بلد واحد.
وهناك قصص كثيرة ممكن ذكر بعضها في كثير من الدول التي حرقت مكتباتهم، على سبيل المثال مكتبة آل عصفور بالبحرين لصاحبها أحمد بن إبراهيم العصفور والتي تعرضت لهجوم من العمانيين في حملتهم الأولى على البحرين واستهدفوها فحرقوها، والمكتبة الوطنية بالكويت والتي استهدفها العراقيون في حرب غزو الكويت، ومكتبة الإسكندرية، ومكتبة آشور بانيبال، ومكتبة القسطنطينية أو مكتبة الموصل، ومكتبة بيت الحكمة، إلى جانب أنه من الواضح أن الحكام أو الخلفاء كانوا إذا أرادوا اضطهاد المعتزلة والفلاسفة أحرقوا كتبهم.
إلى جانب أن هناك نوعاً آخر أكثر ألماً عندما يحرق الكاتب بنفسه كتبه ومذكراته وكتاباته، كما يحدث مع الكثيرين بسبب ضغوط معينة يتعرض لها الكاتب فتدفعه للتخلص من كتاباته.
إن الكاتب مستودع تراث الأمة وكتبه إرث لا يقدر بثمن، وتاريخ الوجود مرتبط بالفكر والكتاب والمكتبات، فلا ينبغي أن يأتي زمن ما بعد الحداثة وتنتهي فيه الكتب وبالتالي تنتهي الإنسانية والبشرية بانتهاء الثقافة والكتب والمكتبات، فيكون ثقب الأوزون الفكري المعرفي أشد ألماً وخطورة من ثقب الأوزون الجوي!
استمر مسلسل حرق الكتب وتدمير المكتبات عبر العصور بتاريخ استبدادي مؤلم، كان موجهاً ضد الفكر والمعرفة والإنسانية، كتب دمرت لكافكا وكارل ماركس وهمينغوي وفيكتور هوجو، فهي حملات لم تختصر على مرحلة العصور الوسطى «المتخلفة « أو على جماعات التطرّف الإسلامي بل كانت ظاهرة شهدتها حتى الدول المتقدمة، ففي عام 1933 نظم اتحاد الطلبة الألماني بتحريض من الحكومة النازية حملة لحرق الكتب لأنهم يرونها معادية للروح الألمانية، ورجال إطفاء كانت مهمتهم الرئيسة إحراق الكتب، وعندما وقف Paul Joseph Goebbel وزير الدعاية السياسية لهتلر ردد «لقد أبليتم هذه الليلة بلاءً حسناً بإلقاء آلاف الكتب في قلب النيران»، هو دليل على أن الكتاب كان سلاحاً ناعماً قوياً يصمد ويغلب السلاح الفتاك وإن كان سلاح هتلر.
لتأتي قصة أخرى من نوع آخر بطلها «montag» كان مسؤولاً عن حرق الكتب في ذلك الوقت ليتأثر وهو يحرق الكتب بقصة سيدة ترمي بنفسها وسط النيران مع الكتب أثناء ما قررت السلطة حرق كتبها، فقرر أخذ أحد هذه الكتب من المحرقة لقراءتها ومن يومها أصبح من الجماعات التي تحفظ التراث المكتوب في ذاكرتهم حتى وإن حرقت الكتب حتى لا تنتهي بل تبقى محفوظة.
الكثير من القصص في القرن العشرين وفِي دول متقدمة بمجتمعاتها المنفتحة وبأيديولوجياتها المختلفة تتفق في مبدأ إبادة الكتب وإن اختلفت في أمور كثيرة مثل ألمانيا النازية وهي دولة علمانية وظفت العلم والحداثة في الإبادة، سيبريا دولة مسيحية أرثوذكسية وظفت القومية والدين في الإبادة، وتأتي الصين لتدمر تراثها بنفسها بنوع آخر من إبادة الفكر.
هناك عمل ضخم وهو «كتب تحترق، تاريخ تدمير المكتبات» للباحث الفرنسي «لوسيان بولاسترون»، يوضح فيه أن الكتب لطالما كانت معرضة للمعارضة والمصادرة والحرق في حقب تاريخية مختلفة، وأن هناك العديد من الدول التي دمرت حضاراتها بتدمير إرثها الفكري والمعرفي، وقصص متعلقة بالعدو الغازي صاحب المطامع الجغرافية التاريخية والذي كان يضع في الصدارة استهداف الفكر وتدمير المكتبات والكتب ليدمر حضارة كاملة وليس حضارة بلد واحد.
وهناك قصص كثيرة ممكن ذكر بعضها في كثير من الدول التي حرقت مكتباتهم، على سبيل المثال مكتبة آل عصفور بالبحرين لصاحبها أحمد بن إبراهيم العصفور والتي تعرضت لهجوم من العمانيين في حملتهم الأولى على البحرين واستهدفوها فحرقوها، والمكتبة الوطنية بالكويت والتي استهدفها العراقيون في حرب غزو الكويت، ومكتبة الإسكندرية، ومكتبة آشور بانيبال، ومكتبة القسطنطينية أو مكتبة الموصل، ومكتبة بيت الحكمة، إلى جانب أنه من الواضح أن الحكام أو الخلفاء كانوا إذا أرادوا اضطهاد المعتزلة والفلاسفة أحرقوا كتبهم.
إلى جانب أن هناك نوعاً آخر أكثر ألماً عندما يحرق الكاتب بنفسه كتبه ومذكراته وكتاباته، كما يحدث مع الكثيرين بسبب ضغوط معينة يتعرض لها الكاتب فتدفعه للتخلص من كتاباته.
إن الكاتب مستودع تراث الأمة وكتبه إرث لا يقدر بثمن، وتاريخ الوجود مرتبط بالفكر والكتاب والمكتبات، فلا ينبغي أن يأتي زمن ما بعد الحداثة وتنتهي فيه الكتب وبالتالي تنتهي الإنسانية والبشرية بانتهاء الثقافة والكتب والمكتبات، فيكون ثقب الأوزون الفكري المعرفي أشد ألماً وخطورة من ثقب الأوزون الجوي!