كل من يزور الولايات المتحدة يلفت انتباهه أن سائقي السيارات يحذرون السير وراء سيارات الإسعاف مباشرة وأنهم يحرصون على أن تكون المسافة بين سياراتهم وسيارة الإسعاف هي المحددة والمكتوبة بوضوح خلف سيارة الإسعاف وهي 100 قدم، فقيمة المخالفة كبيرة جداً ولا تسامح فيها. كان البعض يستغل الفرصة ليطير بسيارته ويوفر شيئاً من الوقت فتم تقييده بالقانون وبالغرامة. ولأن الشوارع هناك مراقبة بالكاميرات ولأن الناس في أمريكا يحترمون القانون لذا لا أحد يجرؤ على مخالفته وصارت سيارات الإسعاف تحصل على فرصتها وحقها كاملاً للوصول إلى الجهة المقصودة والقيام بالمهمة المسنودة إليها.
لأهمية عملية الإسعاف وأهمية فتح الطريق أمام سيارات الإسعاف تأسست في كل دول العالم مبكراً ثقافة مهمة ملخصها أن كل السيارات تفسح المجال لسيارة الإسعاف لتمر طالما أنها تطلق صفارتها وتشغل الإنارة المثبتة في أعلاها.
لكن هناك قصة مثيرة، فقد نشر أخيرا تقرير غريب عن استخدام سيارات الإسعاف في طهران، عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فقد «كشفت وكالة «إسنا» الإخبارية عن أن المشاهير والمدرسين الخصوصيين من أصحاب الدخل العالي في إيران يستخدمون خدمات الإسعاف بطريقة غير قانونية، لتجنب ازدحام المرور في العاصمة طهران»، وذكرت أن رئيس خدمة الإسعاف الخاصة، مجتبى لوهراسبي، قال للوكالة إن التقارير بشأن «تلك الظاهرة» صحيحة. وقالت «بي بي سي» إن النائب العام في العاصمة طالب بضرورة الالتزام بالقواعد المعمول بها في عمل سيارات الإسعاف... «لكن الدكتور لوهراسبي قال إن الشرطة «مشغولة جداً بحيث إنها لم تستطع المساعدة»! وقال لوهراسبي إن «ركوب سيارات الإسعاف لتفادي ازدحام المرور في طهران ليس مقصوراً على المشاهير وأثرياء المدرسين فقط» لكنه لم يدل بتفاصيل أكثر.
هذا الأمر يؤكد وجود الفساد في هذه «الدولة الإسلامية» ويؤكد أيضاً أن الشرطة مشغولون بأمور أخرى وأن حكومة الملالي لا يهمها كل هذا ولا يهمها أن السكوت عن هذا الأمر نتيجته المنطقية امتناع سائقي السيارات عن السماح لسيارات الإسعاف أداء وظيفتها الأصلية لأنهم سيعتقدون بأنها إنما تحمل من يصنفون أنفسهم على أنهم فوق القانون.
طبعاً غير متوقع أن توفر حكومة الملالي توضيحات لهذا الذي اعترف به رئيس خدمة الإسعاف، وغير متوقع أن تمنع المقتدرين من القيام بذلك، والغالب أنها ستنكر حصول هذا الأمر، ولو تم محاصرتها في زاوية ستقول ببساطة إنه «ربما حدث مرة واحدة.. وتمت معاقبة الفاعل»!
هذا مثال لنموذج «الدولة الإسلامية» التي تريد أن «تحرر» دول العالم والشعوب. لا تستطيع أن تمنع أصحاب الأموال فيها حتى من استغلال سيارات الإسعاف وتحويلها إلى سيارات خاصة بدفع الرشاوى للمعنيين وللشرطة وللحكومة بغية التحايل على الزحام وكسب الوقت. وبناء عليه لن يكون مستغرباً إقدام بعض أولئك المقتدرين ماليا هناك وبعد دفع الرشاوى المطلوبة من استغلال سيارات الإطفاء، فهذه السيارات أيضاً مثلها مثل سيارات الإسعاف لا تتعطل في الشوارع ولا تحد بسرعة كي تصل إلى وجهتها في الوقت المناسب ويفسح لها الآخرون المجال للعبور في كل حين.
مسألتان ينبغي لفت الانتباه إليهما، الأولى هي أن مسؤول الإسعاف في طهران قال «إن ركوب سيارات الإسعاف لتفادي ازدحام المرور في طهران ليس مقصوراً على المشاهير وأثرياء المدرسين فقط» أي أنه يوجد بينهم من لا يؤمن على حياته لو صرح بأسمائهم لأنهم ضمن الخط الأحمر (...)، والثانية هي أن كل السيارات تستغل سرعة سيارات الإسعاف فتنطلق خلفها.. على الأقل ليشعر أصحابها وهم من العامة أنهم ليسوا أقل من أولئك الذين هم في داخل سيارات الإسعاف!
كل هذا وغيره يحدث في طهران «النموذج».
لأهمية عملية الإسعاف وأهمية فتح الطريق أمام سيارات الإسعاف تأسست في كل دول العالم مبكراً ثقافة مهمة ملخصها أن كل السيارات تفسح المجال لسيارة الإسعاف لتمر طالما أنها تطلق صفارتها وتشغل الإنارة المثبتة في أعلاها.
لكن هناك قصة مثيرة، فقد نشر أخيرا تقرير غريب عن استخدام سيارات الإسعاف في طهران، عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فقد «كشفت وكالة «إسنا» الإخبارية عن أن المشاهير والمدرسين الخصوصيين من أصحاب الدخل العالي في إيران يستخدمون خدمات الإسعاف بطريقة غير قانونية، لتجنب ازدحام المرور في العاصمة طهران»، وذكرت أن رئيس خدمة الإسعاف الخاصة، مجتبى لوهراسبي، قال للوكالة إن التقارير بشأن «تلك الظاهرة» صحيحة. وقالت «بي بي سي» إن النائب العام في العاصمة طالب بضرورة الالتزام بالقواعد المعمول بها في عمل سيارات الإسعاف... «لكن الدكتور لوهراسبي قال إن الشرطة «مشغولة جداً بحيث إنها لم تستطع المساعدة»! وقال لوهراسبي إن «ركوب سيارات الإسعاف لتفادي ازدحام المرور في طهران ليس مقصوراً على المشاهير وأثرياء المدرسين فقط» لكنه لم يدل بتفاصيل أكثر.
هذا الأمر يؤكد وجود الفساد في هذه «الدولة الإسلامية» ويؤكد أيضاً أن الشرطة مشغولون بأمور أخرى وأن حكومة الملالي لا يهمها كل هذا ولا يهمها أن السكوت عن هذا الأمر نتيجته المنطقية امتناع سائقي السيارات عن السماح لسيارات الإسعاف أداء وظيفتها الأصلية لأنهم سيعتقدون بأنها إنما تحمل من يصنفون أنفسهم على أنهم فوق القانون.
طبعاً غير متوقع أن توفر حكومة الملالي توضيحات لهذا الذي اعترف به رئيس خدمة الإسعاف، وغير متوقع أن تمنع المقتدرين من القيام بذلك، والغالب أنها ستنكر حصول هذا الأمر، ولو تم محاصرتها في زاوية ستقول ببساطة إنه «ربما حدث مرة واحدة.. وتمت معاقبة الفاعل»!
هذا مثال لنموذج «الدولة الإسلامية» التي تريد أن «تحرر» دول العالم والشعوب. لا تستطيع أن تمنع أصحاب الأموال فيها حتى من استغلال سيارات الإسعاف وتحويلها إلى سيارات خاصة بدفع الرشاوى للمعنيين وللشرطة وللحكومة بغية التحايل على الزحام وكسب الوقت. وبناء عليه لن يكون مستغرباً إقدام بعض أولئك المقتدرين ماليا هناك وبعد دفع الرشاوى المطلوبة من استغلال سيارات الإطفاء، فهذه السيارات أيضاً مثلها مثل سيارات الإسعاف لا تتعطل في الشوارع ولا تحد بسرعة كي تصل إلى وجهتها في الوقت المناسب ويفسح لها الآخرون المجال للعبور في كل حين.
مسألتان ينبغي لفت الانتباه إليهما، الأولى هي أن مسؤول الإسعاف في طهران قال «إن ركوب سيارات الإسعاف لتفادي ازدحام المرور في طهران ليس مقصوراً على المشاهير وأثرياء المدرسين فقط» أي أنه يوجد بينهم من لا يؤمن على حياته لو صرح بأسمائهم لأنهم ضمن الخط الأحمر (...)، والثانية هي أن كل السيارات تستغل سرعة سيارات الإسعاف فتنطلق خلفها.. على الأقل ليشعر أصحابها وهم من العامة أنهم ليسوا أقل من أولئك الذين هم في داخل سيارات الإسعاف!
كل هذا وغيره يحدث في طهران «النموذج».