بعض المحيطين من حولي اكتشفت فيهم خصلة مزعجة جداً، اكتشفت بأنهم يكذبون، بل يمارسون الكذب بسهولة شديدة، وكأنه عادة طبيعية مثل التنفس أو شرب الماء. المزعج في الموضوع حينما أرى كذبهم على الآخرين، وحينما أرصد عمليات كذب مماثلة تتم أمامي من قبلهم.
الكذب خصلة سيئة جداً، لأن من خلالها يقدم الشخص نفسه لك على أنه إنسان آخر، بالتالي لا تجد أمامك إنساناً حقيقياً، في أفعاله وتصرفاته ولا أقواله، بل إنساناً «مزيفاً»، مثلما يكذب عليك فإنه يكذب على غيرك.
طرحت السؤال أعلاه «لماذا يكذب الناس»، وأخذت أبحث في الأدبيات التي تتحدث عن هذه الخصلة، بل الأصح «الآفة» السيئة، فوجدت بعض الأقوال الشهيرة التي تتحدث عن عواقب الكذب، أو تداعياته، وتصف الكاذب عبر أدق وصف.
أحد هذه المقولات ما تم نقله عن قائل مجهول، يقول فيها: «المنافق كاذب، لأن لسانه ينطق بغير ما في قلبه، والمتكبر كاذب لأنه يدعي لنفسه منزلة غير منزلته، والفاسق كاذب لأنه كذب في دعوى الإيمان ونقض ما عاهد الله عليه، والنمام كاذب لأنه لم يتق الله في فتنته فيتحرى الصدق في نميمته، والمتملق كاذب لأن ظاهره ينفعك وباطنه يلدغك».
أما الرئيس الأمريكي إبراهام لنكولن فله جملته الشهيرة التي تقول: «تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت، لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت»، في حين يقول الأديب البريطاني الساخر جورج برنارد شو: «ليست عقوبة الكذب أنّ الناس لا يصدقونه بل أنهُ هو لا يستطيع أن يصدق الناس».
مع ذلك، يبقى السؤال: لماذا يكذب الناس؟!
بحثت عن الأسباب، فوجدت أن علماء النفس، وخبراء السلوك البشري يتفقون على عدة أسباب، هي كالتالي:
* يكذب الشخص حينما يحس بأنه سيتعرض للعقاب، وغالباً هذا النوع تجده عند الأطفال، ويتم بطريقة لا شعورية.
* يكذب الشخص محاولاً تحسين صورته في المجتمع، بحيث يضفي على نفسه صفات ليس فيه، فقط لكسب إعجابهم، كالبخيل الذي يدعي الكرم، أو صاحب مستوى اجتماعي معين يريد إيهام الناس بأنه صاحب منزلة أعلى وهكذا.
* يكذب الشخص أيضاً في محاولات ليكون محبوباً في المجتمع وبين الناس، بحيث يتودد لأفراد معينين، يكذب ليجعلهم يحبونه ويقربونه منهم.
* يكذب الشخص على سبيل المزاح، ولهذا النوع من الكذب خطورة كبيرة، خاصة إن كان يهدف لتشويه صورة وسمعة الآخرين.
* أما أخطر أنواع الكذب، فهو تعمده بهدف الإضرار بالناس عن عمد، ولإيقاع الضرر بهم، أو إخفاء حقائق مهمة عنهم، أو نصب المكائد والأفخاخ لهم عند الآخرين.
لكن بشأن ممارسة الكذب، فإضافة إلى تشخيص خبراء علم النفس للشخصية الكاذبة بأن أساس هذه الممارسة «انعدام الثقة بالنفس» أو «كراهية تجاه المجتمع»، فإن بعضهم يرجعونه كمرض إلى ما يسمى بـ»الكذب القهري»، وهنا تجد هذه النوعيات «تحترف» الكذب وتعتبره مثل «المخدرات» في الدم، فيميلون دوماً للكذب، بمناسبة أو غيرها، وتتطور هذه الحالة لمرحلة تجد هذا الشخص يرى في كل الناس من حوله «كاذبين» لا يقولون الحقيقة.
النصيحة هنا، لو كنت ممن يمارسون الكذب ويستحبونه، فقط اعرف بأن الدنيا صغيرة جداً، ومهما أوغلت في الكذب، فلابد وأن هناك من يعرف أنك تكذب، وسيأتي يوم يتخلى أحدهم أو بعضهم عن «اللباقة» و»الكياسة» ليقولها في وجهك، إما بينه وبينك أو أمام الناس، بأنك «كاذب» وآن الأوان لوضع حد لما تمارسه من أمراض على الآخرين والمجتمع.
وهنا سأخلص للقول، بأن الكذب ليس خصلة أو صفة أو طبعاً، بل الكذب «مرض» صاحبه عليه أن يتعالج، وأن يكتشف الدوافع النفسية التي حولته لمريض بهذاء الداء القبيح.
{{ article.visit_count }}
الكذب خصلة سيئة جداً، لأن من خلالها يقدم الشخص نفسه لك على أنه إنسان آخر، بالتالي لا تجد أمامك إنساناً حقيقياً، في أفعاله وتصرفاته ولا أقواله، بل إنساناً «مزيفاً»، مثلما يكذب عليك فإنه يكذب على غيرك.
طرحت السؤال أعلاه «لماذا يكذب الناس»، وأخذت أبحث في الأدبيات التي تتحدث عن هذه الخصلة، بل الأصح «الآفة» السيئة، فوجدت بعض الأقوال الشهيرة التي تتحدث عن عواقب الكذب، أو تداعياته، وتصف الكاذب عبر أدق وصف.
أحد هذه المقولات ما تم نقله عن قائل مجهول، يقول فيها: «المنافق كاذب، لأن لسانه ينطق بغير ما في قلبه، والمتكبر كاذب لأنه يدعي لنفسه منزلة غير منزلته، والفاسق كاذب لأنه كذب في دعوى الإيمان ونقض ما عاهد الله عليه، والنمام كاذب لأنه لم يتق الله في فتنته فيتحرى الصدق في نميمته، والمتملق كاذب لأن ظاهره ينفعك وباطنه يلدغك».
أما الرئيس الأمريكي إبراهام لنكولن فله جملته الشهيرة التي تقول: «تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت، لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت»، في حين يقول الأديب البريطاني الساخر جورج برنارد شو: «ليست عقوبة الكذب أنّ الناس لا يصدقونه بل أنهُ هو لا يستطيع أن يصدق الناس».
مع ذلك، يبقى السؤال: لماذا يكذب الناس؟!
بحثت عن الأسباب، فوجدت أن علماء النفس، وخبراء السلوك البشري يتفقون على عدة أسباب، هي كالتالي:
* يكذب الشخص حينما يحس بأنه سيتعرض للعقاب، وغالباً هذا النوع تجده عند الأطفال، ويتم بطريقة لا شعورية.
* يكذب الشخص محاولاً تحسين صورته في المجتمع، بحيث يضفي على نفسه صفات ليس فيه، فقط لكسب إعجابهم، كالبخيل الذي يدعي الكرم، أو صاحب مستوى اجتماعي معين يريد إيهام الناس بأنه صاحب منزلة أعلى وهكذا.
* يكذب الشخص أيضاً في محاولات ليكون محبوباً في المجتمع وبين الناس، بحيث يتودد لأفراد معينين، يكذب ليجعلهم يحبونه ويقربونه منهم.
* يكذب الشخص على سبيل المزاح، ولهذا النوع من الكذب خطورة كبيرة، خاصة إن كان يهدف لتشويه صورة وسمعة الآخرين.
* أما أخطر أنواع الكذب، فهو تعمده بهدف الإضرار بالناس عن عمد، ولإيقاع الضرر بهم، أو إخفاء حقائق مهمة عنهم، أو نصب المكائد والأفخاخ لهم عند الآخرين.
لكن بشأن ممارسة الكذب، فإضافة إلى تشخيص خبراء علم النفس للشخصية الكاذبة بأن أساس هذه الممارسة «انعدام الثقة بالنفس» أو «كراهية تجاه المجتمع»، فإن بعضهم يرجعونه كمرض إلى ما يسمى بـ»الكذب القهري»، وهنا تجد هذه النوعيات «تحترف» الكذب وتعتبره مثل «المخدرات» في الدم، فيميلون دوماً للكذب، بمناسبة أو غيرها، وتتطور هذه الحالة لمرحلة تجد هذا الشخص يرى في كل الناس من حوله «كاذبين» لا يقولون الحقيقة.
النصيحة هنا، لو كنت ممن يمارسون الكذب ويستحبونه، فقط اعرف بأن الدنيا صغيرة جداً، ومهما أوغلت في الكذب، فلابد وأن هناك من يعرف أنك تكذب، وسيأتي يوم يتخلى أحدهم أو بعضهم عن «اللباقة» و»الكياسة» ليقولها في وجهك، إما بينه وبينك أو أمام الناس، بأنك «كاذب» وآن الأوان لوضع حد لما تمارسه من أمراض على الآخرين والمجتمع.
وهنا سأخلص للقول، بأن الكذب ليس خصلة أو صفة أو طبعاً، بل الكذب «مرض» صاحبه عليه أن يتعالج، وأن يكتشف الدوافع النفسية التي حولته لمريض بهذاء الداء القبيح.