كثيرون هم من يتحدثون عن الوطنية الحقة، وكيف أن للوطنية شروطاً كثيرة يجب الالتزام بها، ويضعون النظريات ويتفننون في طرح الأمثلة ويسهبون في الحديث عن خدماتهم للوطن وكأنهم يقدمون فضلاً لا واجباً، نراهم كثراً بين جنباتنا، وبين أروقة أعمالنا، نشاهدهم في بعض المقابلات التلفزيونية ونقرأ لهم في بعض الصحف ونتابع تغريداتهم في وسائل التواصل الاجتماعي.
البعض من تلك الفئة يحمل مسميات متعددة، فمنهم المسؤول ومنهم الكاتب ومنهم رائد الأعمال ومنهم شيخ الدين ومنهم الطبيب ومنهم ومنهم، عندما تستمع أو تقرأ ما يقولون تشعر وكأنك عالة على الوطن، بل تشعر وكأنك لم تقدم طوال حياتك أي عمل وطني ولم تساهم ولو بجزء يسير في بناء الوطن، يشعرونك بالخجل من نفسك، وكم أنت مقصر كثيراً تجاه وطنك.
تلك الفئة ذاتها عندما ترقب تصرفاتها تراها على النقيض تماماً، ترى أفعالاً عكس ما تقرأ لهم وما كتبوا وما قالوا وما نصحوا، ترى أن أقوالهم ومبادئهم في جانب، وحقيقتهم عكس ذلك تماماً، بل أكثر من ذلك أنها على النقيض تماماً.
حب الأوطان ليس عبارات نقولها أمام الملأ وعندما ننفرد بأنفسنا أو عوائلنا نفعل عكس ذلك، حب الأوطان تضحية وعمل وإخلاص ومثابرة، وهنا أقتبس جزءاً مما كتبه الكاتب أدهم الشرقاوي -وإن كنت أختلف معه في توجهاته- إلا أن روايته الأخيرة التي حملت عنوان «وإذا الصحف نشرت» ضمنها عدداً من الجمل أجدها رائعة في حب الوطن، أقتبس مما قاله أن الدفاع عن الوطن ليس مهمة الجنود فقط، بل كل واحد منا جندي في محله، فلا تتحدث عن الوطنية وأنت تحضر إلى عملك متأخراً وتنصرف باكراً، والأوساخ التي نلقيها على الأرض طعنة في خاصرة الوطن، والمعاملات المكومة على المكاتب بانتظار توقيع لا تأخذ من الموظف ثانيتين هي طعنة في خاصرة الوطن -انتهى الاقتباس-.
أتفق مع الكاتب في كل ما ذكر، بل وأتفق أيضاً مع الزميل العزيز فيصل الشيخ في ما ذهب إليه في مقاله بعنوان «المنظرون المتناقضون»، وضمن في جزئية منه التناقض بين توجيه النصائح والإرشادات وبين الأفعال والممارسات.
بالفعل نحن في زمن غريب ومتناقض، نقرأ الحكمة من شخص غير حكيم، ونرى الوطنية في كتابات أشخاص يعملون في الخفاء على محاربة الوطن، ونستمع لخطب رنانة تدعي حب الوطن وهي تعمل ليل نهار على هدم منجزاته.
وصلت لقناعة تامة أن الإنسان الوطني ليس بحاجة إلى إثبات وطنيته بأي طريقة كانت، فقط أخلص في عملك، وقم بدورك على أكمل وجه، وأد مهامك بتفانٍ، وحافظ على نظافة بيئتك الداخلية والخارجية، وصن لسانك، واعمل على الارتقاء بنفسك وأسرتك، وساعد غيرك وقدم المعونة وكن خير سفير لوطنك في الخارج عند السفر وكن مؤتمناً على ما يوكل إليك من أعمال والتزم بالقوانين، فتلك هي الوطنية الحقة.
أختم بتناقض غريب رأيته عبر وسائل التواصل، في الوقت الذي يعمل الوطن من أجل تنويع مصادر دخله عبر العديد من القطاعات ومنها القطاع السياحي الذي اهتم في الآونة الأخيرة بسياحة ما يسمى بالأعراس أي حفلات الزواج، ونجح في ذلك عبر استقطاب عدد من رجال الأعمال الأجانب لإقامة حفلات الزواج في الوطن، رأيت أبناء وطني يقيمون حفلات زواجهم خارج الوطن.
البعض من تلك الفئة يحمل مسميات متعددة، فمنهم المسؤول ومنهم الكاتب ومنهم رائد الأعمال ومنهم شيخ الدين ومنهم الطبيب ومنهم ومنهم، عندما تستمع أو تقرأ ما يقولون تشعر وكأنك عالة على الوطن، بل تشعر وكأنك لم تقدم طوال حياتك أي عمل وطني ولم تساهم ولو بجزء يسير في بناء الوطن، يشعرونك بالخجل من نفسك، وكم أنت مقصر كثيراً تجاه وطنك.
تلك الفئة ذاتها عندما ترقب تصرفاتها تراها على النقيض تماماً، ترى أفعالاً عكس ما تقرأ لهم وما كتبوا وما قالوا وما نصحوا، ترى أن أقوالهم ومبادئهم في جانب، وحقيقتهم عكس ذلك تماماً، بل أكثر من ذلك أنها على النقيض تماماً.
حب الأوطان ليس عبارات نقولها أمام الملأ وعندما ننفرد بأنفسنا أو عوائلنا نفعل عكس ذلك، حب الأوطان تضحية وعمل وإخلاص ومثابرة، وهنا أقتبس جزءاً مما كتبه الكاتب أدهم الشرقاوي -وإن كنت أختلف معه في توجهاته- إلا أن روايته الأخيرة التي حملت عنوان «وإذا الصحف نشرت» ضمنها عدداً من الجمل أجدها رائعة في حب الوطن، أقتبس مما قاله أن الدفاع عن الوطن ليس مهمة الجنود فقط، بل كل واحد منا جندي في محله، فلا تتحدث عن الوطنية وأنت تحضر إلى عملك متأخراً وتنصرف باكراً، والأوساخ التي نلقيها على الأرض طعنة في خاصرة الوطن، والمعاملات المكومة على المكاتب بانتظار توقيع لا تأخذ من الموظف ثانيتين هي طعنة في خاصرة الوطن -انتهى الاقتباس-.
أتفق مع الكاتب في كل ما ذكر، بل وأتفق أيضاً مع الزميل العزيز فيصل الشيخ في ما ذهب إليه في مقاله بعنوان «المنظرون المتناقضون»، وضمن في جزئية منه التناقض بين توجيه النصائح والإرشادات وبين الأفعال والممارسات.
بالفعل نحن في زمن غريب ومتناقض، نقرأ الحكمة من شخص غير حكيم، ونرى الوطنية في كتابات أشخاص يعملون في الخفاء على محاربة الوطن، ونستمع لخطب رنانة تدعي حب الوطن وهي تعمل ليل نهار على هدم منجزاته.
وصلت لقناعة تامة أن الإنسان الوطني ليس بحاجة إلى إثبات وطنيته بأي طريقة كانت، فقط أخلص في عملك، وقم بدورك على أكمل وجه، وأد مهامك بتفانٍ، وحافظ على نظافة بيئتك الداخلية والخارجية، وصن لسانك، واعمل على الارتقاء بنفسك وأسرتك، وساعد غيرك وقدم المعونة وكن خير سفير لوطنك في الخارج عند السفر وكن مؤتمناً على ما يوكل إليك من أعمال والتزم بالقوانين، فتلك هي الوطنية الحقة.
أختم بتناقض غريب رأيته عبر وسائل التواصل، في الوقت الذي يعمل الوطن من أجل تنويع مصادر دخله عبر العديد من القطاعات ومنها القطاع السياحي الذي اهتم في الآونة الأخيرة بسياحة ما يسمى بالأعراس أي حفلات الزواج، ونجح في ذلك عبر استقطاب عدد من رجال الأعمال الأجانب لإقامة حفلات الزواج في الوطن، رأيت أبناء وطني يقيمون حفلات زواجهم خارج الوطن.