في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي أسدلت الصحوة الإسلامية الستار على «الزمن الجميل» المتسم ببساطة الحياة الاجتماعية والترابط الذي تجاوز الصلات الأسرية فضلاً عن علاقات الجيران، حيث لم تكن تلك الحواجز التي نعرفها بين الرجل والمرأة، وكان مفهوم «الحشمة» مغايراً لما آل إليه لاحقاً، تأثر كثير من الناس في المنطقة بالسينما وما أفرزته من ثقافة انعكست على اللباس وعلى مفهوم الحب الطاهر، ولم تكن عباءة الرأس آنذاك إلاَّ شكلاً من أشكال الحفاظ على العادات والتقاليد دون النزوع إلى المبالغة في «الستر».
ثم أقامت الصحوة الدينية الحواجز بين الجنسين، وفرضت قيوداً مبالغاً فيها على اللباس، رافق ذلك فرض مفهوم التقوى، الذي انعكس على وسائل الإعلام بفرض الرقابة عليها، وامتد إلى موجات التحريم في كل شاردة وواردة في الحياة، حتى أصبح هناك دعاة وأتباع من المهووسين بتحريم كافة أشكال الترفيه نزوعاً إلى الزهد المطلق.
امتدت سيطرة الصحوة الدينية على الفكر الجمعي حتى نهاية التسعينات ومطلع الألفية الثانية، وما رافقهما من موجات تحريم للإنترنت والفضائيات التلفزيونية والموبايلات، وتحريم المستجدات الأخرى كظهور المجمعات التجارية، وما زلت أذكر جلياً كيف أن ارتياد «مجمع السيف» كأول مجمع حديث في البحرين، جعل كثيراً من العوائل تحرم على أبنائها ارتياده لما قيل عن المجمعات من مفسدة للأخلاق..!!
لقد أسهم تغلغل الجماعات الإسلامية في العمل والحركات السياسية المختلفة إلى انكشاف وجهها ومآربها على فترات متفاوتة من الزمن، غير أن العقد الأخير كفل تجلي الحقائق المغيبة حول تلك الجماعات، وافتضاح غاياتها التي سخرت لأجلها الوسائل الدينية لحشد أكبر عدد ممكن من الأتباع والجمهور. وكانت الحرب على الإسلامويين أول الطريق إلى تراجع أثر الصحوة الدينية والتعاطي مع الإسلام بمنظور مختلف. غير أن اللافت، تحول بعض الدعاة والشيوخ والأئمة عن مواقف قادوا فيها الأمة الإسلامية لعقود مضت، ما يجعلنا نتساءل حول مصداقية فتواهم في الماضي فضلاً عن الحاضر، فهل ذلك التحول يمثل ركوب هؤلاء لموجات سياسية راهنة بحثاً عن موطئ قدم أن أنها الحقيقة المغيبة؟!
في نقاش مطول مع أحد المختصين في الشريعة، وقفت على أمور حول حرمة الغناء ومعنى الحجاب ووجوبه بالشكل الذي نعرفه اليوم، وأحاديث في أمور فقهية متفرقة، وخلصت إلى أن ثمة ما يمكن مراجعته حول هذا الشأن، فكثير من المحرمات إنما جاءت من باب سد الذرائع لا لحرمتها في الأصل. ما يفسر الموجة الجديدة في عودة كثير من المتدينين لسماع الأغاني، ولنزع كثيرات للحجاب.
* اختلاج النبض:
عندما ركب دعاة الدين موجات متفرقة من سد الذرائع إلى مجاراة المزاج السياسي العام، مبحرين في لجج مرعبة يقودون خلفهم الحشود، دون البحث عن مرافئ آمنة ليرسوا عليها المسلمين جميعاً. أصبح يمكننا القول أننا نعتنق بتبعيتنا لهؤلاء «إسلام ع الموضة»، فلكل موسم سياسي أو اجتماعي تقليعة و«كولكشن» خاص. لذلك استفتوا قلوبكم، وحكموا عقولكم وضمائركم وحسب.
ثم أقامت الصحوة الدينية الحواجز بين الجنسين، وفرضت قيوداً مبالغاً فيها على اللباس، رافق ذلك فرض مفهوم التقوى، الذي انعكس على وسائل الإعلام بفرض الرقابة عليها، وامتد إلى موجات التحريم في كل شاردة وواردة في الحياة، حتى أصبح هناك دعاة وأتباع من المهووسين بتحريم كافة أشكال الترفيه نزوعاً إلى الزهد المطلق.
امتدت سيطرة الصحوة الدينية على الفكر الجمعي حتى نهاية التسعينات ومطلع الألفية الثانية، وما رافقهما من موجات تحريم للإنترنت والفضائيات التلفزيونية والموبايلات، وتحريم المستجدات الأخرى كظهور المجمعات التجارية، وما زلت أذكر جلياً كيف أن ارتياد «مجمع السيف» كأول مجمع حديث في البحرين، جعل كثيراً من العوائل تحرم على أبنائها ارتياده لما قيل عن المجمعات من مفسدة للأخلاق..!!
لقد أسهم تغلغل الجماعات الإسلامية في العمل والحركات السياسية المختلفة إلى انكشاف وجهها ومآربها على فترات متفاوتة من الزمن، غير أن العقد الأخير كفل تجلي الحقائق المغيبة حول تلك الجماعات، وافتضاح غاياتها التي سخرت لأجلها الوسائل الدينية لحشد أكبر عدد ممكن من الأتباع والجمهور. وكانت الحرب على الإسلامويين أول الطريق إلى تراجع أثر الصحوة الدينية والتعاطي مع الإسلام بمنظور مختلف. غير أن اللافت، تحول بعض الدعاة والشيوخ والأئمة عن مواقف قادوا فيها الأمة الإسلامية لعقود مضت، ما يجعلنا نتساءل حول مصداقية فتواهم في الماضي فضلاً عن الحاضر، فهل ذلك التحول يمثل ركوب هؤلاء لموجات سياسية راهنة بحثاً عن موطئ قدم أن أنها الحقيقة المغيبة؟!
في نقاش مطول مع أحد المختصين في الشريعة، وقفت على أمور حول حرمة الغناء ومعنى الحجاب ووجوبه بالشكل الذي نعرفه اليوم، وأحاديث في أمور فقهية متفرقة، وخلصت إلى أن ثمة ما يمكن مراجعته حول هذا الشأن، فكثير من المحرمات إنما جاءت من باب سد الذرائع لا لحرمتها في الأصل. ما يفسر الموجة الجديدة في عودة كثير من المتدينين لسماع الأغاني، ولنزع كثيرات للحجاب.
* اختلاج النبض:
عندما ركب دعاة الدين موجات متفرقة من سد الذرائع إلى مجاراة المزاج السياسي العام، مبحرين في لجج مرعبة يقودون خلفهم الحشود، دون البحث عن مرافئ آمنة ليرسوا عليها المسلمين جميعاً. أصبح يمكننا القول أننا نعتنق بتبعيتنا لهؤلاء «إسلام ع الموضة»، فلكل موسم سياسي أو اجتماعي تقليعة و«كولكشن» خاص. لذلك استفتوا قلوبكم، وحكموا عقولكم وضمائركم وحسب.