خلاصة مقال الأمس تفيد بأنه لا يوجد عمل سيء، لكن يوجد مدراء سيئون، عليه فإن «الخلطة السحرية» تتمثل بكيفية التعامل مع مثل هؤلاء المسؤولين، في حال لم تتدخل سلطة أعلى لـ «تنقذ» موقع العمل والعاملين منهم.

مؤلفة كتاب «ترويض طاغيتك المكتبي الفظيع» الخبيرة لين تايلور تتحدث في كتابها عن كيفية التعامل مع سلوك رئيسك إن كان من هذا النوع. هي تقول بأن «المدير السيئ لا يعرقل العمل فقط، بل يعرقل الحياة أيضاً»، وهذا أمر صحيح تماما، فتأثير هذه النوعية من المسؤولين تتجاوز أجواء وبيئة العمل، وتصل لتؤثر على الفرد في حياته ونفسيته وحتى صحته، ويكون نتاجها ظاهراً على ممارسته لحياته.

حتى مع الحلول التي تقدمها تايلور، فإن القول بوجود أساليب وطرائق نموذجية للتعامل مع هذه النوعية من المسؤولين مسألة «نسبية»، إذ لا يوجد أسلوب تعامل يجب اتباعه في مقابل سلوك سيء يصدر، ومثل هذه النوعية من البشر قد تتوقع منها أساليب مبتكرة في «أذية» الموظفين أو «ظلمهم» أو «حرمانهم من حقوقهم»، لكن الأمر الذي يجمع عليه الكل بأن هذه الممارسات يمكن التعامل معها بأساليب هادئة أو من خلال التجاهل، لكن شريطة ألا تصل إلى المساس بكرامة الفرد.

لكن تايلور تتحدث عن آلية استباقية هي بمثابة النصيحة التي تقدمها للموظفين الجدد، وذلك من خلال التدقيق في شخصية هذا المسؤول عند المقابلة الشخصية، وتحديد ما إذا كان الوضع يستحمل «المخاطرة» بالعمل تحت قيادته أو أنه يفترض به ترك المكان والمغادرة.

بيد أن المشكلة الأكبر حينما توجد على رأس عملك ويعين مسؤول جديد، أو يكون لديك مسؤول موجود بالفعل، وهو ضمن تصنيف المسؤولين السيئين.

هناك أعراض وظواهر تظهر على هؤلاء، سأنقلها لكم أدناه، وهدفي من ذلك ليس الموظفين أنفسهم، بل المدراء والمسؤولين الذين بعضهم يحاول أن يمارس الإدارة الصحيحة حتى يتجنبوها، أو بعض آخر ممن يظنون أنهم ممارسون فعليون للإدارة الصالحة لكن تصدر منهم تصرفات وأفعال تثبت أنهم «سيئون» بالفعل.

حاول أن تلاحظ هذه السلوكيات في مسؤولك، وإذا وجدتها حاظرة فأنت في ابتلاء مع هذا المسؤول، وقد حددتها الخبيرة لين تايلور في 20 سلوكاً كالتالي:

رئيسك لا يخطئ أبداً، ويوزع الوعود بسخاء دون تحقيقها، ويتوقع أن تكون شبيهاً له وإلا فإنك فاشل. هو يستدعيك للعمل في أيام العطل، ويتدخل في جميع التفاصيل، ولا يريد الاستماع لرأيك، بينما يغير رأيه باستمرار، والأخطر إن كانت لديه محسوبيات. وطبعاً يحب أن يكون تحت الأضواء، ويتعمد تجاهل الموظفين ويبدي العدوانية تجاههم، ويحب الغيبة ونقل الكلام، وهو يشير لأخطائك دائماً ولا يمدحك وقت نجاحك، بل يحرمك من فرص تطوير مهاراتك، ومهما عملت فهو قليل. سريع الغضب، وقد تجده فجأة ينقل مشروعك لشخص آخر بما يضيع تعبك، والمصيبة إن كان يكذب ويعمل ولديه مخاوف لا عقلانية.

هذه السلوكيات إن وجدت إحداها فإنك أمام نموذج لمسؤول سيء، وهذه النوعية من المسؤولين يجب البحث عنهم وإبعادهم عن مواقعهم بسرعة، لأن وجودهم فيه خسارة فادحة للمنظومة الإدارية وللبشر الذين يعملون فيها.