نعم عقولاً تبتكر، عقولاً تفكر في المستحيل لتجعله ممكناً، عقول مبدعة، لا تستهويها الأفكار المستنسخة، عقولاً تفكر في الجديد لا المستهلك والقديم، عقولاً لا تبحث عن لبس البشت والظهور في وسائل الإعلام بإنجازات مبتورة ومكررة، بل تتحدى ذاتها وتحقق الجديد والمبتكر، عقولاً تبادر وتقود ولا تقاد.
نحن في دولة تمتد حضارتها لمئات بل آلاف السنين، شهدت ثورات متعددة في مجالات الصناعة والعمارة وغيرها، ومنذ عهد المؤسس أحمد الفاتح كانت البحرين الأولى في كل شيء في مجال التعليم والتجارة والفن والأدب، وكان الجيل وقتها جيلاً مبتكراً، يبحث عن البناء والتطور والرقي، ولكن ما الذي حدث بعد ذلك؟ انخرطنا في عالم الحداثة المزعج، وبتنا نملك جيلاً يفتقر إلى الابتكار واتجه إلى التقليد، جيلاً يحظى برعاية ملكية سامية تحث على فتح العقول، وتؤمن بالشباب، وتدعم المواطن وترعى الكفاءات، وتنتهج الديمقراطية، ولكننا لا نستثمر كل ذلك، بل بتنا اتكاليين نبحث عن الجديد في عالم الوجبات الغذائية، نملأ البطون ونبحث عن الرفاهية التي توصلنا إلى الكسل.
عفواً لا أقصد بالجيل هنا المواطن فقط، بل حتى من تبوأ منصب المسؤولية أيضاً، بتنا نلحظ بعض الوزراء جالسين على مكاتبهم بانتظار التوجيهات حتى يقوموا بأبسط عمل لهم، فقدوا المبادرة واهتموا بتنفيذ الأعمال الروتينية فقط، فنقلوا تلك العدوى تدريجياً حتى باتت بعض الوزارات أشبه ببيئة السلاحف في نشاطها وعملها، وازدادت سمنتها الوظيفية حتى باتت بعض الإدارات تضم ثلاثة موظفين يرأسهم مدير إدارة للقيام بعمل يمكن أن يقوم به موظف واحد فقط دون بهرجة أو توجيه.
دعوني أطرح أمثلة من واقع الحياة، هل فينا من فكر في كيفية القضاء على الازدحام المروري المربك يومياً في فترات معينة، هل هناك من فكر خارج الصندوق وقدم حلولاً مبتكرة دون أن تمس الميزانية وترهق كاهل خزينة الدولة، كتغيير بعض أوقات الدوام الرسمي وتجزئتها ما بين القطاعين العام والخاص وحتى القطاع التعليمي بحيث تنساب الحركة المرورية دون الحاجة إلى جسور وأنفاق وتقاطعات.
هل فينا من فكر في كيفية حلحلة الملف الصحي بمجمع السلمانية الطبي والقضاء على ظاهرة الانتظار بقسم الطوارئ وعدم توفر الغرف وغيرها من الشكاوى المتكررة على أقدم وأعرق مستشفى بالمملكة؟
هل فينا من أمسك بيد بعض النواب وطرح عليهم أفكاراً غير مسبوقة تقودهم إلى سن قوانين تتناسب مع الألفية الثالثة وتحفز على الابتكار والتجديد بدلاً من السخرية المتواصلة والسخط على أداء بعضهم دون هدف ولا معنى ولا طائل؟
هل وهل وهل؟ أسئلة عدة تدور في مخيلتي جعلتني في موقع المقيم وأنا لست كذلك، بل أنا أحد أفراد هذا المجتمع الذي ذاب مع من ذاب في أعماق الأعمال الروتينية، وأخشى كل ما أخشاه أن يذوب أبنائي وأجيالنا القادمة كما ذبت أنا وغيري ووقفنا دون حراك وابتكار.
يؤسفني حال جيلنا الحالي، فهو جيل مستهلك يلهث صغاره حول الألعاب الإلكترونية، ويغوص شبابه في أعماق التطبيقات والمواقع الإلكترونية أيضاً، بينما يقف أفراد الجيل الماضي في مدرجات المتفرجين، محاولين مجاراة الواقع تارة، والتحسر على الزمن الجميل تارة أخرى.
الوطن يحتاج عقولاً تبتكر، تصنع من استهلاكها سلعة جديدة، وتخرج من أعماق التطبيقات الجديدة ابتكاراً ملفتاً، تعبنا وسئمنا ومللنا من الأجساد المحتضرة التي لا تملك سوى الشكوى والتذمر، نريد مسؤولين يتواجدون ميدانياً، يبدعون ويتقنون لكي ينالوا شرف البقاء في ذاكرة الوطن والزمن، مسؤولين يتعبون من بعدهم، يملكون عقولاً تبتكر لا أجساداً تحتضر.
نحن في دولة تمتد حضارتها لمئات بل آلاف السنين، شهدت ثورات متعددة في مجالات الصناعة والعمارة وغيرها، ومنذ عهد المؤسس أحمد الفاتح كانت البحرين الأولى في كل شيء في مجال التعليم والتجارة والفن والأدب، وكان الجيل وقتها جيلاً مبتكراً، يبحث عن البناء والتطور والرقي، ولكن ما الذي حدث بعد ذلك؟ انخرطنا في عالم الحداثة المزعج، وبتنا نملك جيلاً يفتقر إلى الابتكار واتجه إلى التقليد، جيلاً يحظى برعاية ملكية سامية تحث على فتح العقول، وتؤمن بالشباب، وتدعم المواطن وترعى الكفاءات، وتنتهج الديمقراطية، ولكننا لا نستثمر كل ذلك، بل بتنا اتكاليين نبحث عن الجديد في عالم الوجبات الغذائية، نملأ البطون ونبحث عن الرفاهية التي توصلنا إلى الكسل.
عفواً لا أقصد بالجيل هنا المواطن فقط، بل حتى من تبوأ منصب المسؤولية أيضاً، بتنا نلحظ بعض الوزراء جالسين على مكاتبهم بانتظار التوجيهات حتى يقوموا بأبسط عمل لهم، فقدوا المبادرة واهتموا بتنفيذ الأعمال الروتينية فقط، فنقلوا تلك العدوى تدريجياً حتى باتت بعض الوزارات أشبه ببيئة السلاحف في نشاطها وعملها، وازدادت سمنتها الوظيفية حتى باتت بعض الإدارات تضم ثلاثة موظفين يرأسهم مدير إدارة للقيام بعمل يمكن أن يقوم به موظف واحد فقط دون بهرجة أو توجيه.
دعوني أطرح أمثلة من واقع الحياة، هل فينا من فكر في كيفية القضاء على الازدحام المروري المربك يومياً في فترات معينة، هل هناك من فكر خارج الصندوق وقدم حلولاً مبتكرة دون أن تمس الميزانية وترهق كاهل خزينة الدولة، كتغيير بعض أوقات الدوام الرسمي وتجزئتها ما بين القطاعين العام والخاص وحتى القطاع التعليمي بحيث تنساب الحركة المرورية دون الحاجة إلى جسور وأنفاق وتقاطعات.
هل فينا من فكر في كيفية حلحلة الملف الصحي بمجمع السلمانية الطبي والقضاء على ظاهرة الانتظار بقسم الطوارئ وعدم توفر الغرف وغيرها من الشكاوى المتكررة على أقدم وأعرق مستشفى بالمملكة؟
هل فينا من أمسك بيد بعض النواب وطرح عليهم أفكاراً غير مسبوقة تقودهم إلى سن قوانين تتناسب مع الألفية الثالثة وتحفز على الابتكار والتجديد بدلاً من السخرية المتواصلة والسخط على أداء بعضهم دون هدف ولا معنى ولا طائل؟
هل وهل وهل؟ أسئلة عدة تدور في مخيلتي جعلتني في موقع المقيم وأنا لست كذلك، بل أنا أحد أفراد هذا المجتمع الذي ذاب مع من ذاب في أعماق الأعمال الروتينية، وأخشى كل ما أخشاه أن يذوب أبنائي وأجيالنا القادمة كما ذبت أنا وغيري ووقفنا دون حراك وابتكار.
يؤسفني حال جيلنا الحالي، فهو جيل مستهلك يلهث صغاره حول الألعاب الإلكترونية، ويغوص شبابه في أعماق التطبيقات والمواقع الإلكترونية أيضاً، بينما يقف أفراد الجيل الماضي في مدرجات المتفرجين، محاولين مجاراة الواقع تارة، والتحسر على الزمن الجميل تارة أخرى.
الوطن يحتاج عقولاً تبتكر، تصنع من استهلاكها سلعة جديدة، وتخرج من أعماق التطبيقات الجديدة ابتكاراً ملفتاً، تعبنا وسئمنا ومللنا من الأجساد المحتضرة التي لا تملك سوى الشكوى والتذمر، نريد مسؤولين يتواجدون ميدانياً، يبدعون ويتقنون لكي ينالوا شرف البقاء في ذاكرة الوطن والزمن، مسؤولين يتعبون من بعدهم، يملكون عقولاً تبتكر لا أجساداً تحتضر.