في كل الأسر تجد الأم هي أكثر من يتمسك ويصر على موضوع «اللمة العائلية»، أي اجتماع الأسرة على الأقل مرة أسبوعياً؟
قد يضايق ذلك الأبناء أحياناً نظراً لتضارب مواعيدهم وجدولهم اليومي بين الإخوة بعضهم البعض، ويعتذرون بأننا نراك ونجتمع بك دائماً، ولكن الأم لا تقبل الأعذار، فتصر على أن المهم هو أن يجتمع الأبناء أمامها مع بعضهم البعض بشكل دوري ومنتظم.
ما كنت أفهم هذا الإصرار من أمي إلا بعد أن أصبحت أماً، لأعرف أنها لا تصر رغبة في أن يبقى الأبناء تحت سيطرتها، أو لتراهم و»تتحلى» عليهم فقط، علمت أنها تحرص على جمع أبنائها مع بعضهم البعض أكثر من جمعهم معها، هي تريد أن تضمن قوة لحمة الأخوة!
علمتني أمي أن أحرص دوماً على علاقة أبناء بطنها، والخوف كان يعتريها من فرقة الإخوة والرغبة في ضمان فهمهم لضرورة هذا الرابط الذي يجمعهم، لقد زرعت مفهوماً وحصدت رابطاً انعكس في علاقتنا ببعضنا البعض كإخوة، علاقة أشعر أنها من نوادر هذا الزمن وله الحمد والمنة على هذه النعمة ولأمي الحبيبة الفضل الأكبر في تقويتها.
إنني مؤمنة أن رابطة الأخوة رابطة إيمانية لها دلالاتها، فالأم ترى ما لا يراه الأبناء، إنها تعرف أنها بوجودها بحياتها ستظل هي الحبل السري الذي يجمعهم، وتحاول أن تلفت انتباههم أن المحظوظين من الإخوة هم الذين يبقون على ذلك الرابط حباً في الله حتى بعد أن تغادرهم أمهم.
ألم يدخل إبليس بين أول أخوين على الحياة وفرق بينهما وحرض أحدهما على قتل أخيه؟ قصة قابيل وهابيل؟ ألم يدخل بين أبناء الأنبياء وحرض إخوة يوسف على أخيهم؟ ألم تعرف أن إبليس يتربص لها هنا عند هذا الرابط الأخوي الذي أوجده الله امتحاناً أولياً يقيس فيه الإنسان قدرته على التعايش والتسامح مع الآخرين، فإن مر الإخوة من مطب اختلافاتهم وفخه بحب وسلام، فقد من الله عليهم ونجحوا بأول اختبار للتعايش والتسامح والمحبة مع الآخرين من البشر.
سبحانك يا رب تخلق بشراً من أب واحد وأم واحدة حملهم بطن واحد وغذائهم وبيئتهم واحدة تلك التي ربتهم ونمتهم، ولكنهم يخلقون مختلفي الأطباع والصفات والأذواق، بل مختلفين حتى في طريقة تفكيرهم وقناعاتهم، وتلك الاختلافات هي سنة الحياة في التنوع، فإن قبل الإخوة هذه الحقيقة وهذا التفسير للاختلافات فيما بينهم بأنها إرادة ربانية، وتعايشوا معها على أنها أمر طبيعي وتقبلوا بعضهم البعض باختلافاتهم برحابة صدر وبحب وبتسامح وبتجاوز عن زلات بعضهم تجاه بعضهم، فقد أنعم الله عليهم برابطة لن يدركوا أهميتها إلا حين يغيب الجامع بينهم ألا وهو والداهم.
في العديد من الأسر يبقى الرابط قوياً بين الإخوة بفعل الأم أو الأب أو الاثنين معاً، وحين يغيب الوالدان يبدأ التفكك وتدخل الأنانية مع الأسف، وتبرز جبال من الخلافات والثأر والغيرة والحسد، وكل ما كانت الأم تحجبه عن بعضهم البعض يتصدر المشهد بين الإخوة، فيظهر إبليس بأبشع صوره منتصراً على الأم.
أشد ما يؤلم الأم هذه الخلافات الأخوية على الإرث أو على خلافات الأطفال أو على أي أمر زهيد من زهائد الدنيا، ينكسر قلب الأم أمام انتصار إبليس عليها، وفشلها في محاولات صده عن أبنائها حتى لا يدخل بينهم، حزناً يلف الأرض ليس لأنهم خسروا إخوتهم فقط، بل لأنهم خسروا أنفسهم قبل هذا وسقطوا في الامتحان الأكبر، فلا تنصروا إبليس على أمهاتكم.
قد يضايق ذلك الأبناء أحياناً نظراً لتضارب مواعيدهم وجدولهم اليومي بين الإخوة بعضهم البعض، ويعتذرون بأننا نراك ونجتمع بك دائماً، ولكن الأم لا تقبل الأعذار، فتصر على أن المهم هو أن يجتمع الأبناء أمامها مع بعضهم البعض بشكل دوري ومنتظم.
ما كنت أفهم هذا الإصرار من أمي إلا بعد أن أصبحت أماً، لأعرف أنها لا تصر رغبة في أن يبقى الأبناء تحت سيطرتها، أو لتراهم و»تتحلى» عليهم فقط، علمت أنها تحرص على جمع أبنائها مع بعضهم البعض أكثر من جمعهم معها، هي تريد أن تضمن قوة لحمة الأخوة!
علمتني أمي أن أحرص دوماً على علاقة أبناء بطنها، والخوف كان يعتريها من فرقة الإخوة والرغبة في ضمان فهمهم لضرورة هذا الرابط الذي يجمعهم، لقد زرعت مفهوماً وحصدت رابطاً انعكس في علاقتنا ببعضنا البعض كإخوة، علاقة أشعر أنها من نوادر هذا الزمن وله الحمد والمنة على هذه النعمة ولأمي الحبيبة الفضل الأكبر في تقويتها.
إنني مؤمنة أن رابطة الأخوة رابطة إيمانية لها دلالاتها، فالأم ترى ما لا يراه الأبناء، إنها تعرف أنها بوجودها بحياتها ستظل هي الحبل السري الذي يجمعهم، وتحاول أن تلفت انتباههم أن المحظوظين من الإخوة هم الذين يبقون على ذلك الرابط حباً في الله حتى بعد أن تغادرهم أمهم.
ألم يدخل إبليس بين أول أخوين على الحياة وفرق بينهما وحرض أحدهما على قتل أخيه؟ قصة قابيل وهابيل؟ ألم يدخل بين أبناء الأنبياء وحرض إخوة يوسف على أخيهم؟ ألم تعرف أن إبليس يتربص لها هنا عند هذا الرابط الأخوي الذي أوجده الله امتحاناً أولياً يقيس فيه الإنسان قدرته على التعايش والتسامح مع الآخرين، فإن مر الإخوة من مطب اختلافاتهم وفخه بحب وسلام، فقد من الله عليهم ونجحوا بأول اختبار للتعايش والتسامح والمحبة مع الآخرين من البشر.
سبحانك يا رب تخلق بشراً من أب واحد وأم واحدة حملهم بطن واحد وغذائهم وبيئتهم واحدة تلك التي ربتهم ونمتهم، ولكنهم يخلقون مختلفي الأطباع والصفات والأذواق، بل مختلفين حتى في طريقة تفكيرهم وقناعاتهم، وتلك الاختلافات هي سنة الحياة في التنوع، فإن قبل الإخوة هذه الحقيقة وهذا التفسير للاختلافات فيما بينهم بأنها إرادة ربانية، وتعايشوا معها على أنها أمر طبيعي وتقبلوا بعضهم البعض باختلافاتهم برحابة صدر وبحب وبتسامح وبتجاوز عن زلات بعضهم تجاه بعضهم، فقد أنعم الله عليهم برابطة لن يدركوا أهميتها إلا حين يغيب الجامع بينهم ألا وهو والداهم.
في العديد من الأسر يبقى الرابط قوياً بين الإخوة بفعل الأم أو الأب أو الاثنين معاً، وحين يغيب الوالدان يبدأ التفكك وتدخل الأنانية مع الأسف، وتبرز جبال من الخلافات والثأر والغيرة والحسد، وكل ما كانت الأم تحجبه عن بعضهم البعض يتصدر المشهد بين الإخوة، فيظهر إبليس بأبشع صوره منتصراً على الأم.
أشد ما يؤلم الأم هذه الخلافات الأخوية على الإرث أو على خلافات الأطفال أو على أي أمر زهيد من زهائد الدنيا، ينكسر قلب الأم أمام انتصار إبليس عليها، وفشلها في محاولات صده عن أبنائها حتى لا يدخل بينهم، حزناً يلف الأرض ليس لأنهم خسروا إخوتهم فقط، بل لأنهم خسروا أنفسهم قبل هذا وسقطوا في الامتحان الأكبر، فلا تنصروا إبليس على أمهاتكم.