إن الثقل والمكانة المتميزة التي حظيت وتحظى بها المملكة العربية السعودية والتي تلفت النظر على مختلف المستويات والأصعدة، باستثناء الدول العظمى، ليس هناك من دولة يمكن أن تجاري هذه المملكة المباركة وتكون في مستواها، إذ أن لها دور وحضور مميز ومؤثر وفعال لا يمكن الاستغناء عنه على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، والأهم في ذلك أنه
ليس بوسع أية دولة أخرى أن تحل مكان السعودية وتضطلع بدورها ومكانتها هذه.
في يومها الوطني تاريخ المملكة حافل بالإنجازات..سرها الأكبر سياسة رشيدة لا تغامر على حساب أمن واستقرار الشعوب
بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية الذي يصادف يوم الاثنين الموافق لـ 23 سبتمبر، فإن مراجعة تاريخ المملكة العربية السعودية المجيد يبعث على الفخر لكل عربي ومسلم ومؤمن بالإنسانية، وإن الدور الإيجابي الذي قام به قادتها الميامين الذين أثبتوا جدارتهم في قيادة دفة الأمور على المستوى العربي والإسلامي والدولي وانتهجوا سياسة معتدلة ومتوازنة تأخذ بعين الاعتبار المصالح العليا للأمتين العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء، لذلك ومع ملاحظة حالات الإخفاق والانتكاس التي واجهت العديد من السياسات التي انتهجتها دول عربية وإسلامية لها وزنها وثقلها ومقارنتها بالحالة السعودية، فإنه لا مناص من الإقرار بأنه كانت هناك سياسة رشيدة تتسم بالحكمة وبعد النظر وعدم المغامرة والمخاطرة على حساب الشعوب وأمنها واستقرارها، وهذا هو السر الكبير الذي يشار له بالبنان والذي يشاد به على الدوام، ومن هنا فإن السعودية ليست كأية دولة أخرى بل إنها حالة خاصة حباها بها الله تعالى ولا يمكن أن تتكرر أو تستنسخ وفي ذلك حكمة ومشيئة إلهية يجب الانصياع لها والقبول بها، كما أن وجود الحرمين الشريفين فيها وهما أقدس مقدسات الأمة الإسلامية كفيل لتأكيد قدسية خصوصية الحالة السعودية.
إن المملكة بقيادة الملك سلمان وولي عهده تشهد عصرها الذهبي في ظل تجربتها الجديدة فهي تشهد عجلة تطور سريع وتقدم حضاري.
ان التطور والتقدم الحضاري والعلمي في مختلف المجالات التي يتم لمسها في السعودية، مع ملاحظة أن هناك حالة تقدم مستمر للأمام وإن أوضاع وأحوال الشعب السعودي تشهد قفزات نوعية لا مجال لإنكارها، ما جعل من التجربة السعودية مثار إعجاب العالم كله ويتم الإشارة لها، في دلالة على إخلاص قادة المملكة منذ عهد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود إلى يومنا هذا، بل وإن هناك آمالاً كبيرة تعقد على مستقبل المملكة المشرق، لاسيما بعد استلام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للراية مع ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حيث تشهد المملكة عصرها الذهبي، حيث يمكن القول إنها نجحت بفضل حنكة ودراية هذه القيادة الرشيدة أن تختصر عدة أشواط كبرى في شوط واحد.
ولابد من الإشارة إلى الدور الاستثنائي الذي تلعبه المملكة فهو قائم على رؤية واقعية تعكس حصافة قادتها.
السعودية ومن خلال الدور الاستثنائي الذي قامت وتقوم به على الصعيدين العربي والإسلامي، أصبحت تشكل مرجعية عربية إسلامية، وهذه المرجعية يعتد بها دوليا، إذ أن دول العالم تنظر وتتعامل مع الأوضاع والأمور المرتبطة بالعرب والمسلمين من خلال رؤية ونظرة السعودية، إذ أنها لا ولم ولن تبنى على أسس ومقومات طارئة وانفعالية أو من أجل مصالح ضيقة، إنما بنيت وتبنى على أساس نظرة واقعية بعيدة المدى تأخذ كافة الجوانب بعين الاعتبار، وهذا ما يجب أن يكون مبعث فخر لكل سعودي وعربي ومسلم، إذ أنه يدل على حصافة ورشادة لا نجد لها مثيلاً إلا في أرقى الأوساط السياسية الدولية العريقة.
ولابد أن نؤكد على أن سياسة المملكة أكبر من شعارات براقة، فنهجها قول وفعل. وبإلقاء نظرة على الدور السعودي عربياً، تظهر حقيقة هامة جداً وهي أن السعودية لا تتبع سياسة تعتمد على خطاب سياسي براق وطنان، يستهدف إلهاء الشعوب وإغداق وعود وعهود عليها بانتظار تنفيذها، بل إن السعودية أثبتت في سياستها تجاه العرب بشكل خاص بأنها «قول وفعل»، وإن التأثيرات الإيجابية لدورها يبدو ظاهراً وملموساً في أقطار الوطن العربي كافة، حيث تثبت أن السعودية كانت وستبقى الشقيقة الكبرى للأقطار العربية وملاذها الآمن والمخلص، وإن ما قدمته السعودية من جهد ومال وخدمات ومختلف أنواع الدعم والمساعدة للبلدان العربية حقيقة وأمر واقع ويمكن اعتباره شهادة عملية بحقها بهذا الصدد.
ولابد أن نتذكر خدمة القضايا الإسلامية، والجهود المضنية التي تبذلها السعودية لتجديد الخطاب الديني ومحاربة التطرف وفق رؤية الاعتدال والوسطية.
إسلامياً، من المهم جداً أن نضع في الحسبان دائماً المراجعة الفكرية المستمرة للسعودية وسعيها الدؤوب من أجل تجديد الخطاب الديني وحمايته من المتطرفين وذوي الفهم القاصر والمتجمد وإن الرؤية الوسطية المعتدلة التي تتبناها السعودية وتحرص عليها أشد الحرص لعبت دوراً كبيراً في مواجهة كيد الكائدين والمتربصين شراً بالإسلام والمسلمين، وذلك بأن أصبحت هذه الرؤية الفذة أفضل وسيلة لمواجهة الإسلاموفوبيا ودحضها بصورة عملية، وهذا بحد ذاته يبين مدى حرص وإخلاص السعودية على الإسلام وإبقائه ذلك الدين الذي جمع الإنسانية على مسار المحبة والتعاون والتعاضد والتعايش السلمي والقبول بالآخر، وحتى إن دور السعودية الكبير في مجال التقارب بين الطوائف والأديان ومكافحة خطاب الكراهية والتطرف والانعزال، صار دوراً يتم الترحيب والإشادة به، وهو ما يدل على أن هناك قيادة مخلصة تؤدي دورها المطلوب لمواجهة كافة الأخطار والتهديدات مع ملاحظة أن «الإسلاموفوبيا» والتطرف والإرهاب من أكبر التهديدات بهذا الخصوص ولكن العقلية السعودية الحصيفة والمتنورة تمكنت من مواجهة هذه التهديدات بتجربة صارت بمثابة تجربة تعدت المستويات الإقليمية وصارت تجربة دولية تتم دراستها وبحثها.
إننا كلما أسردنا ذكره آنفاً، إنما هو غيض من فيض فالعطاء السعودي أكبر من أن يتم اختصاره في هكذا مجال ضيق، وإننا لا نملك إلا أن نتقدم بالتهنئة والتبريك لمقام خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وللشعب السعودي الكريم والعزيز ونرفع أيدينا بدعوة إبراهيم المستجابة رب اجعل هذا البلد آمناً وارزق أهله من الثمرات.
* الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان
ليس بوسع أية دولة أخرى أن تحل مكان السعودية وتضطلع بدورها ومكانتها هذه.
في يومها الوطني تاريخ المملكة حافل بالإنجازات..سرها الأكبر سياسة رشيدة لا تغامر على حساب أمن واستقرار الشعوب
بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية الذي يصادف يوم الاثنين الموافق لـ 23 سبتمبر، فإن مراجعة تاريخ المملكة العربية السعودية المجيد يبعث على الفخر لكل عربي ومسلم ومؤمن بالإنسانية، وإن الدور الإيجابي الذي قام به قادتها الميامين الذين أثبتوا جدارتهم في قيادة دفة الأمور على المستوى العربي والإسلامي والدولي وانتهجوا سياسة معتدلة ومتوازنة تأخذ بعين الاعتبار المصالح العليا للأمتين العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء، لذلك ومع ملاحظة حالات الإخفاق والانتكاس التي واجهت العديد من السياسات التي انتهجتها دول عربية وإسلامية لها وزنها وثقلها ومقارنتها بالحالة السعودية، فإنه لا مناص من الإقرار بأنه كانت هناك سياسة رشيدة تتسم بالحكمة وبعد النظر وعدم المغامرة والمخاطرة على حساب الشعوب وأمنها واستقرارها، وهذا هو السر الكبير الذي يشار له بالبنان والذي يشاد به على الدوام، ومن هنا فإن السعودية ليست كأية دولة أخرى بل إنها حالة خاصة حباها بها الله تعالى ولا يمكن أن تتكرر أو تستنسخ وفي ذلك حكمة ومشيئة إلهية يجب الانصياع لها والقبول بها، كما أن وجود الحرمين الشريفين فيها وهما أقدس مقدسات الأمة الإسلامية كفيل لتأكيد قدسية خصوصية الحالة السعودية.
إن المملكة بقيادة الملك سلمان وولي عهده تشهد عصرها الذهبي في ظل تجربتها الجديدة فهي تشهد عجلة تطور سريع وتقدم حضاري.
ان التطور والتقدم الحضاري والعلمي في مختلف المجالات التي يتم لمسها في السعودية، مع ملاحظة أن هناك حالة تقدم مستمر للأمام وإن أوضاع وأحوال الشعب السعودي تشهد قفزات نوعية لا مجال لإنكارها، ما جعل من التجربة السعودية مثار إعجاب العالم كله ويتم الإشارة لها، في دلالة على إخلاص قادة المملكة منذ عهد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود إلى يومنا هذا، بل وإن هناك آمالاً كبيرة تعقد على مستقبل المملكة المشرق، لاسيما بعد استلام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للراية مع ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حيث تشهد المملكة عصرها الذهبي، حيث يمكن القول إنها نجحت بفضل حنكة ودراية هذه القيادة الرشيدة أن تختصر عدة أشواط كبرى في شوط واحد.
ولابد من الإشارة إلى الدور الاستثنائي الذي تلعبه المملكة فهو قائم على رؤية واقعية تعكس حصافة قادتها.
السعودية ومن خلال الدور الاستثنائي الذي قامت وتقوم به على الصعيدين العربي والإسلامي، أصبحت تشكل مرجعية عربية إسلامية، وهذه المرجعية يعتد بها دوليا، إذ أن دول العالم تنظر وتتعامل مع الأوضاع والأمور المرتبطة بالعرب والمسلمين من خلال رؤية ونظرة السعودية، إذ أنها لا ولم ولن تبنى على أسس ومقومات طارئة وانفعالية أو من أجل مصالح ضيقة، إنما بنيت وتبنى على أساس نظرة واقعية بعيدة المدى تأخذ كافة الجوانب بعين الاعتبار، وهذا ما يجب أن يكون مبعث فخر لكل سعودي وعربي ومسلم، إذ أنه يدل على حصافة ورشادة لا نجد لها مثيلاً إلا في أرقى الأوساط السياسية الدولية العريقة.
ولابد أن نؤكد على أن سياسة المملكة أكبر من شعارات براقة، فنهجها قول وفعل. وبإلقاء نظرة على الدور السعودي عربياً، تظهر حقيقة هامة جداً وهي أن السعودية لا تتبع سياسة تعتمد على خطاب سياسي براق وطنان، يستهدف إلهاء الشعوب وإغداق وعود وعهود عليها بانتظار تنفيذها، بل إن السعودية أثبتت في سياستها تجاه العرب بشكل خاص بأنها «قول وفعل»، وإن التأثيرات الإيجابية لدورها يبدو ظاهراً وملموساً في أقطار الوطن العربي كافة، حيث تثبت أن السعودية كانت وستبقى الشقيقة الكبرى للأقطار العربية وملاذها الآمن والمخلص، وإن ما قدمته السعودية من جهد ومال وخدمات ومختلف أنواع الدعم والمساعدة للبلدان العربية حقيقة وأمر واقع ويمكن اعتباره شهادة عملية بحقها بهذا الصدد.
ولابد أن نتذكر خدمة القضايا الإسلامية، والجهود المضنية التي تبذلها السعودية لتجديد الخطاب الديني ومحاربة التطرف وفق رؤية الاعتدال والوسطية.
إسلامياً، من المهم جداً أن نضع في الحسبان دائماً المراجعة الفكرية المستمرة للسعودية وسعيها الدؤوب من أجل تجديد الخطاب الديني وحمايته من المتطرفين وذوي الفهم القاصر والمتجمد وإن الرؤية الوسطية المعتدلة التي تتبناها السعودية وتحرص عليها أشد الحرص لعبت دوراً كبيراً في مواجهة كيد الكائدين والمتربصين شراً بالإسلام والمسلمين، وذلك بأن أصبحت هذه الرؤية الفذة أفضل وسيلة لمواجهة الإسلاموفوبيا ودحضها بصورة عملية، وهذا بحد ذاته يبين مدى حرص وإخلاص السعودية على الإسلام وإبقائه ذلك الدين الذي جمع الإنسانية على مسار المحبة والتعاون والتعاضد والتعايش السلمي والقبول بالآخر، وحتى إن دور السعودية الكبير في مجال التقارب بين الطوائف والأديان ومكافحة خطاب الكراهية والتطرف والانعزال، صار دوراً يتم الترحيب والإشادة به، وهو ما يدل على أن هناك قيادة مخلصة تؤدي دورها المطلوب لمواجهة كافة الأخطار والتهديدات مع ملاحظة أن «الإسلاموفوبيا» والتطرف والإرهاب من أكبر التهديدات بهذا الخصوص ولكن العقلية السعودية الحصيفة والمتنورة تمكنت من مواجهة هذه التهديدات بتجربة صارت بمثابة تجربة تعدت المستويات الإقليمية وصارت تجربة دولية تتم دراستها وبحثها.
إننا كلما أسردنا ذكره آنفاً، إنما هو غيض من فيض فالعطاء السعودي أكبر من أن يتم اختصاره في هكذا مجال ضيق، وإننا لا نملك إلا أن نتقدم بالتهنئة والتبريك لمقام خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وللشعب السعودي الكريم والعزيز ونرفع أيدينا بدعوة إبراهيم المستجابة رب اجعل هذا البلد آمناً وارزق أهله من الثمرات.
* الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان