لم يعد الإنترنت أداة للتواصل مع البشر وحسب، بل أصبح يقيم جسوره وعلاقته بين الأشياء بعضها ببعض، من خلال مجموعة من الأوامر المسبقة التي برمجه الإنسان عليها ليطلقه ممارساً عمله على نحو مستقل تماماً. يطلق على هذا اسم «إنترنت الأشياء»، وهو مجال كبير يشرع الأبواب على مزيد من تغلغل الإنترنت في حياتنا اليومية، ليرصد ما تناولناه من أطعمة طوال اليوم مثلاً بحساب سعراتها الحرارية والتزامنا باحتياجاتنا اليومية أو تجاوزها، إنترنت الأشياء أصبح يمنح ثلاجة الأطعمة في مطبخك الحق لمراسلتك برسائل على هاتفك لتخبرك بأن قطع الجبن قد انتهت، وأنك بحاجة لتوفير المزيد من الحليب. بات سهلاً أيضاً أن تستشعر سيارتك اقترابك منها لتفتح قفلها تلقائياً، ثم تستشعر أيضاً ابتعادك عنها فتقفل تلقائياً.
الأمر لم يعد يقتصر على ذلك، فكل أشيائك التي تخشى ضياعها أو ترغب في متابعتها والتحكم فيها على الدوام يمكنك تضمينها شريحة البيانات التي تحتاجها، وبالتالي فإن حتى الحيوانات أو بشر آخرين يمكنك مراقبتهم ومتابعتهم على هذا النحو. تُرى.. هل سيكون أحد متطلبات الزواج المستقبلية، غرس شريحة في جسد المرأة ليراقبها الرجل أو العكس، أو ربما غرس شريحة في جسدي الاثنين معاً؟!!
إن إنترنت الأشياء طُرحت لتقود عمليات حياتنا المختلفة صغيرها وكبيرها، حتى أن الوسادة التي ننام عليها تتحول فجأة إلى تنظيم عملية نومنا وتحليلها من خلال وصلها بالإنترنت، ما يرفع من قدرتها على تقديم مستوى أعلى من البيانات والإرشادات اللازمة لتطوير حياتنا وأنماطها نحو الأفضل، ولا شك في أنه بقدر ذلك التطور الهائل الذي بات يحدثه إنترنت الأشياء على كافة الأصعدة الحياتية، سيكون هناك أيضاً إلغاء لكثير من الوظائف بالاستعاضة عنها بهذه التقنية وما يمكنها أن تؤديه من أدوار، لاسيما وأن الدراسات الحديثة تشير إلى أن حوالي 6 مليارات شيء بات موصولاً على الإنترنت اليوم ومن المرجح أن يصل إلى 50 مليار شيء في العام 2020.
* اختلاج النبض:
بقدر ما نجد الأمر شيقاً ويبعث على الإبهار، بقدر ما هو انتهاك شديد للخصوصية في كافة تفاصيل الحياة، فالإنترنت بات يعرفك أكثر من أي شخص آخر على وجه الأرض، بات يعرف تفاصيلك وأنماط حياتك واختياراتك وأوقاتك وأسلوب إدارتك لكل التفاصيل من حولك، ولا شك في أن هذا يشكل تهديداً مباشراً للأفراد أو للجماعات في المستقبل. لكن من زاوية أخرى، كان يبدو صعباً على الباحثين في المجالات الحساسة الاجتماعية والنفسية الوصول للبيانات بسهولة عن أفراد المجتمع أو عينات منه، ولعل هذا التطور بات يكفل تقديم البيانات اللازمة على نحو كمي أو نوعي دون الإفصاح بالهويات، بما يتيح الفرصة لدراسة المجتمعات والأفراد بمستوى أعلى من المصداقية ودون أدنى احتمالية للتضليل في المعلومات من قبل العينة.
الأمر لم يعد يقتصر على ذلك، فكل أشيائك التي تخشى ضياعها أو ترغب في متابعتها والتحكم فيها على الدوام يمكنك تضمينها شريحة البيانات التي تحتاجها، وبالتالي فإن حتى الحيوانات أو بشر آخرين يمكنك مراقبتهم ومتابعتهم على هذا النحو. تُرى.. هل سيكون أحد متطلبات الزواج المستقبلية، غرس شريحة في جسد المرأة ليراقبها الرجل أو العكس، أو ربما غرس شريحة في جسدي الاثنين معاً؟!!
إن إنترنت الأشياء طُرحت لتقود عمليات حياتنا المختلفة صغيرها وكبيرها، حتى أن الوسادة التي ننام عليها تتحول فجأة إلى تنظيم عملية نومنا وتحليلها من خلال وصلها بالإنترنت، ما يرفع من قدرتها على تقديم مستوى أعلى من البيانات والإرشادات اللازمة لتطوير حياتنا وأنماطها نحو الأفضل، ولا شك في أنه بقدر ذلك التطور الهائل الذي بات يحدثه إنترنت الأشياء على كافة الأصعدة الحياتية، سيكون هناك أيضاً إلغاء لكثير من الوظائف بالاستعاضة عنها بهذه التقنية وما يمكنها أن تؤديه من أدوار، لاسيما وأن الدراسات الحديثة تشير إلى أن حوالي 6 مليارات شيء بات موصولاً على الإنترنت اليوم ومن المرجح أن يصل إلى 50 مليار شيء في العام 2020.
* اختلاج النبض:
بقدر ما نجد الأمر شيقاً ويبعث على الإبهار، بقدر ما هو انتهاك شديد للخصوصية في كافة تفاصيل الحياة، فالإنترنت بات يعرفك أكثر من أي شخص آخر على وجه الأرض، بات يعرف تفاصيلك وأنماط حياتك واختياراتك وأوقاتك وأسلوب إدارتك لكل التفاصيل من حولك، ولا شك في أن هذا يشكل تهديداً مباشراً للأفراد أو للجماعات في المستقبل. لكن من زاوية أخرى، كان يبدو صعباً على الباحثين في المجالات الحساسة الاجتماعية والنفسية الوصول للبيانات بسهولة عن أفراد المجتمع أو عينات منه، ولعل هذا التطور بات يكفل تقديم البيانات اللازمة على نحو كمي أو نوعي دون الإفصاح بالهويات، بما يتيح الفرصة لدراسة المجتمعات والأفراد بمستوى أعلى من المصداقية ودون أدنى احتمالية للتضليل في المعلومات من قبل العينة.