كنت بالأمس في القاهرة، وتحديداً في جامعة الدول العربية، مشاركاً في ورشة إعلامية متخصصة، نظمها الملتقى الإعلامي العربي، هذا الملتقى المتميز دائماً بأطروحاته وبأفكاره المتفردة التي يقدمها من خلال أمينه العام الزميل الأستاذ ماضي الخميس.
الورشة ضمت 30 مسؤولاً وخبيراً إعلامياً، من مؤسسات ومنظمات وصحف وقنوات، وركزت على التحديات الإعلامية المختلفة في عصر أصبحت التكنولوجيا فيه سيدة الموقف، والمتحكمة عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة في مصائر عديدة من وسائل الإعلام التقليدية.
اليوم تحول المواطن العادي إلى «مواطن إعلامي» في تسمية «يتحسس» منها الإعلاميون المتمرسون، لكنها اليوم واقع معاش لابد منه، فالناس وجدت لها متنفسات رحبة أكبر، خاصة وإن رأت بأن أبواب الإعلام الرسمي وحتى الخاص «تضيق» أمامها، أو تنحرف في اتجاهاتها عن القيام بدورها المطلوب كـ«نبض للشارع» و«ناقل لهموم الناس» و«جهة تبحث عن المعالجات والحلول».
لكن الجدلية تظل قائمة بشأن «نوعية الممارسات» الاجتماعية عبر هذه الوسائل، إذ في ظل مساعي بعض الدول وضع قوانين لتنظم ممارسات الإعلام الإلكتروني، بعضها من منطلق نوايا رقابية تضيق من الحريات، وبعضها من منطلق تنظيمي يحرص على تهذيب الممارسة ووضعها ضمن أطر صحيحة، بالتالي تكون عنصر فائدة وتنوير للمجتمع، بل تحولها لأداة تشعل الفتن وتحرض على الإرهاب والفوضى.
بيد أن هذا ليس حديثي الرئيس هنا، بل المهم هو الوضع القائم للإعلام العربي، وهنا أتحدث عن منصات الإعلام الرسمي الذي أحد أهم واجباته هو الدفاع عن الوطن، والتصدي لأية حملات تشويه واستهداف، وأيضاً التمثل بدور تفاعلي مع المتلقي، وينهض بجهوده ليصل للمجتمع الغربي مقدماً له المعلومات الصحيحة، راداً على المغالطات والأكاذيب والفبركات، مجيباً عن التساؤلات التي تثار، دون أن يترك المجال لأطراف أخرى لتستفيد من ركوده أو سباته، بالتالي تقلب الحقائق إلى أكاذيب، وتحرف رأي شرائح كبيرة من المجتمعات الغربية التي لا تصل لها المعلومات الصحيحة.
العنوان أعلاه اقتبسته من الورشة، وتحديداً من رجل إعلامي بحريني متمرس، ومثل البحرين كسفير لها في جمهورية مصر الشقيقة، واليوم هو في موقع الأمين العام المساعد لقطاع الشؤون العربية والأمن القومي، السفير الأستاذ خليل الذوادي، إذ في معرض مداخلته رداً على تساؤل قيم بشأن علاقة الإعلام بالأمن القومي للدول، قال بأن الإعلام أحد الجيوش الهامة التي تدافع عن الأوطان، وأنه له تأثيراته المباشرة بالأمن القومي، واليوم تحتاج دولنا لاستنهاض أجهزة الإعلام ودعمها، والحرص على تواجد صوتها مسموعاً وقوياً في الخارج، لأنك لو تركت الساحة، وتخليت عن مكانك، فإن غيرك سيأخذه منك وسيملؤه بما يريده من أفكار ومعلومات تخدم أجندته.
نعم، وكأن هذا الحديث يذكرني بما شهدناه في انقلاب 2011، حينما عانت البحرين من موجة إعلامية خارجية مغرضة، استخدمها الانقلابيون، ورغم وجود عمل قائم على الفرديات والجهود الشخصية لإعلاميين وكتاب وعديد من شرائح، وعمل طارئ يقوم على التضحيات والاجتهاد من قبل وزارة الإعلام، إلا أن إيصال الحقيقة والدفاع عنها كان أقوى الأسلحة التي كشفت فيه البحرين حقيقة ما يستهدفها آنذاك.
لكن ماذا حصل بعدها؟! هل بدأنا عملية تنظيم صحيحة، تقوم على استراتيجية إعلامية متكاملة تضم جميع القطاعات الرسمية والأهلية، وتستفيد من قدرات الأشخاص الذي يمتلكون المنطق والحضور الإعلامي القوي، أم واصلنا في العمل بأسلوب مجتزأ ويظل من يعمل شخصياً يطير في فلكه وحده؟
لا تتركوا الساحة وتأخذوا الأمور بهدوء، فحينما نهدأ وكأننا نتخلى عن أماكننا، نترك الساحة لمن يحاول العودة لاستغلال ذلك، بل نترك المجال لمن يريد الدخول والمزاحمة ليفرض وجوده، ويؤثر في قضايانا بحسب ما يخدمه، والدليل هنا يتمثل بإجابة واقعية للسؤال التالي: لماذا تعمد دول أجنبية لإنشاء قنوات فضائية ناطقة بالعربية؟! هل لتدافع عن قضايانا، أم هناك أسباب أخرى؟!
والحديث بشأن الإعلام وأهميته ودوره وخطورته يطول ويطول.
الورشة ضمت 30 مسؤولاً وخبيراً إعلامياً، من مؤسسات ومنظمات وصحف وقنوات، وركزت على التحديات الإعلامية المختلفة في عصر أصبحت التكنولوجيا فيه سيدة الموقف، والمتحكمة عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة في مصائر عديدة من وسائل الإعلام التقليدية.
اليوم تحول المواطن العادي إلى «مواطن إعلامي» في تسمية «يتحسس» منها الإعلاميون المتمرسون، لكنها اليوم واقع معاش لابد منه، فالناس وجدت لها متنفسات رحبة أكبر، خاصة وإن رأت بأن أبواب الإعلام الرسمي وحتى الخاص «تضيق» أمامها، أو تنحرف في اتجاهاتها عن القيام بدورها المطلوب كـ«نبض للشارع» و«ناقل لهموم الناس» و«جهة تبحث عن المعالجات والحلول».
لكن الجدلية تظل قائمة بشأن «نوعية الممارسات» الاجتماعية عبر هذه الوسائل، إذ في ظل مساعي بعض الدول وضع قوانين لتنظم ممارسات الإعلام الإلكتروني، بعضها من منطلق نوايا رقابية تضيق من الحريات، وبعضها من منطلق تنظيمي يحرص على تهذيب الممارسة ووضعها ضمن أطر صحيحة، بالتالي تكون عنصر فائدة وتنوير للمجتمع، بل تحولها لأداة تشعل الفتن وتحرض على الإرهاب والفوضى.
بيد أن هذا ليس حديثي الرئيس هنا، بل المهم هو الوضع القائم للإعلام العربي، وهنا أتحدث عن منصات الإعلام الرسمي الذي أحد أهم واجباته هو الدفاع عن الوطن، والتصدي لأية حملات تشويه واستهداف، وأيضاً التمثل بدور تفاعلي مع المتلقي، وينهض بجهوده ليصل للمجتمع الغربي مقدماً له المعلومات الصحيحة، راداً على المغالطات والأكاذيب والفبركات، مجيباً عن التساؤلات التي تثار، دون أن يترك المجال لأطراف أخرى لتستفيد من ركوده أو سباته، بالتالي تقلب الحقائق إلى أكاذيب، وتحرف رأي شرائح كبيرة من المجتمعات الغربية التي لا تصل لها المعلومات الصحيحة.
العنوان أعلاه اقتبسته من الورشة، وتحديداً من رجل إعلامي بحريني متمرس، ومثل البحرين كسفير لها في جمهورية مصر الشقيقة، واليوم هو في موقع الأمين العام المساعد لقطاع الشؤون العربية والأمن القومي، السفير الأستاذ خليل الذوادي، إذ في معرض مداخلته رداً على تساؤل قيم بشأن علاقة الإعلام بالأمن القومي للدول، قال بأن الإعلام أحد الجيوش الهامة التي تدافع عن الأوطان، وأنه له تأثيراته المباشرة بالأمن القومي، واليوم تحتاج دولنا لاستنهاض أجهزة الإعلام ودعمها، والحرص على تواجد صوتها مسموعاً وقوياً في الخارج، لأنك لو تركت الساحة، وتخليت عن مكانك، فإن غيرك سيأخذه منك وسيملؤه بما يريده من أفكار ومعلومات تخدم أجندته.
نعم، وكأن هذا الحديث يذكرني بما شهدناه في انقلاب 2011، حينما عانت البحرين من موجة إعلامية خارجية مغرضة، استخدمها الانقلابيون، ورغم وجود عمل قائم على الفرديات والجهود الشخصية لإعلاميين وكتاب وعديد من شرائح، وعمل طارئ يقوم على التضحيات والاجتهاد من قبل وزارة الإعلام، إلا أن إيصال الحقيقة والدفاع عنها كان أقوى الأسلحة التي كشفت فيه البحرين حقيقة ما يستهدفها آنذاك.
لكن ماذا حصل بعدها؟! هل بدأنا عملية تنظيم صحيحة، تقوم على استراتيجية إعلامية متكاملة تضم جميع القطاعات الرسمية والأهلية، وتستفيد من قدرات الأشخاص الذي يمتلكون المنطق والحضور الإعلامي القوي، أم واصلنا في العمل بأسلوب مجتزأ ويظل من يعمل شخصياً يطير في فلكه وحده؟
لا تتركوا الساحة وتأخذوا الأمور بهدوء، فحينما نهدأ وكأننا نتخلى عن أماكننا، نترك الساحة لمن يحاول العودة لاستغلال ذلك، بل نترك المجال لمن يريد الدخول والمزاحمة ليفرض وجوده، ويؤثر في قضايانا بحسب ما يخدمه، والدليل هنا يتمثل بإجابة واقعية للسؤال التالي: لماذا تعمد دول أجنبية لإنشاء قنوات فضائية ناطقة بالعربية؟! هل لتدافع عن قضايانا، أم هناك أسباب أخرى؟!
والحديث بشأن الإعلام وأهميته ودوره وخطورته يطول ويطول.