ليس الكل متابعاً لقناة الجزيرة إذ فقدت قاعدة كبيرة من متابعيها بعد انكشاف دورها الخبيث، ولكن يوم أمس انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي فيديو قصير يوضح كيف قامت القناة بتزوير الصور والفيديوات الخاصة بالمظاهرات التي دعت لها القناة في جمهورية مصر العربية وسخرت لها كل إمكانيتها المادية والإعلامية خلال الأيام الماضية.

أي أن ما فعلته قناة الجزيرة القطرية خلال الأيام الماضية في المصريين جريمة لا تغتفر، وفعل وضيع لا يمكن أن يقوم به شخص سوي، إنما يقوم به عدو موغل في الشر وفاجر في الخصومة، كذب وتزوير في ما يعرض على شاشتهم وعمل على الأرض صاحب العرض الإعلامي ودفع أموال وتخصيص طواقم للعمل والتفرغ للمساهمة في الفوضى والدمار، أي جرم ممنهج ثابت بالصوت والصورة لزعزعة الأمن والاستقرار في مصر!!

لماذا؟ السؤال الذي يلح علينا جميعاً نحن والمصريون معاً، هو ماذا فعل المصريون لأهلنا في قطر؟ أي جريمة ارتكبوها في حق القطريين حتى يقبلوا أن يضروا مصر بهذا الشكل الإجرامي بين مصر وقطر آلاف الأميال؟

إن كانت قطر تبرر الجرائم التي ترتكبها في حقنا نحن دول الخليج الثلاث البحرين والإمارات والسعودية بسبب أضرار المقاطعة التي تسميها "الحصار"، فإن مصر لا "تحاصر" قطر فلا حدود لقطر مع مصر ولا ضرر منهم إذاً، فما الذي يبرر تلك الجريمة التي قام بها القائمون على القناة القطرية في حق مصر والمصريين؟ إلا إن كان القطريون العاملون والمسؤولون عن الجزيرة ما هم سوى عبد مأمور لعزمي بشارة عميل الموساد المكلف بإتمام مشروع «صفقة القرن»؟ فيدفعون رواتب العاملين في القناة ولا رأي لهم ولا كلمة صم بكم عمي فهم لا يفقهون.

الكل يعلم أن القناة ليست سوى أداة في يد الموساد الإسرائيلي منذ تأسيسها في منتصف التسعينات ولها مهمة واحدة مكلفة بها وهي العمل ضمن «صفقة القرن» لإسقاط الأنظمة العربية وإعادة تقسيم المنطقة، وهذا هو السبب الذي يجعل من تلك القناة تستميت من أجل البدء في المرحلة الثانية والخطة باء في الصفقة بعد أن فشلت المرحلة الأولى فشلاً ذريعاً عام 2011.

وهنا ألا يحق للقطريين الشرفاء أن يتحركوا لكف يد تمتد بالشر للمصريين باسمهم وبأموالهم؟

مصر لم تضر قطر بشيء والمصريون بعيدون عن قطر وأهل قطر، لاشأن لهم بقطر، لا تبادل تجارياً بينهما، لا سياحة بينهما، لا علاقة من قريب أو بعيد، كيف يسمح أهلنا في قطر أن تضار مصر والمصريين على يدهم وباسمهم بهذا الشكل الذي فعلته الجزيرة؟

صحيح أن المصريين ردوا كيد القائمين على القناة ودحروا شرها ووقفوا وقفة رجال مع الدولة والجيش وأنهوا المؤامرة وفشلت الخطة باء كذلك، ولكن الماسأة أن الجريمة التي ارتكبتها القناة لم ترتكب باسم القناة بل هي جريمة مسجلة باسم أهلنا في قطر، لقد أصبحت العوائل القطرية التي لا ناقة لها ولا جمل في القناة تتحمل مسؤولية القبول والسكوت والصمت على الجرائم التي ترتكب باسمهم.