في إحدى السنوات كنت عضواً في إحدى لجان الاتحاد الدولي للشطرنج، وكنا في مهمة ببعض الدول العربية، منها العراق، بغية إقناع المسؤولين عن اتحاد الشطرنج فيها للتصويت لصالح ليبيا «القذافي» التي كانت قد عبرت حينها عن رغبتها في تنظيم أولمبياد الشطرنج وستدخل في منافسة مع دول أخرى للظفر بذلك. ببساطة قال لنا رئيس الاتحاد العراقي حينها واسمه على ما أتذكر عبدالرزاق إن العراق سيصوت لليبيا على اعتبار أنها بلد عربي وأن هذا ما ستفعله أغلب الدول العربية لكن الدول الأجنبية لن تصوت لها. فسألناه عن السبب فقال ببساطة «يابه.. ليبيا ماكو بيها خمر»، وشرح بأن هذه مسابقة دولية والناس تأتيها من كل بلدان العالم ومن الطبيعي أن بعضهم أو ربما أغلبهم يشرب الخمور والأكيد أنهم لن يحضروا مسابقة تقام في بلد ممنوع فيها ذلك. وهكذا صار، فأغلب الدول صوتت لصالح المنافسين الآخرين ولم تحظَ ليبيا بشرف تنظيم أولمبياد الشطرنج كما كانت تتمنى وتسعى، لا في ذلك العام ولا في أي عام.
اليوم نحن أمام مشهد مماثل ولكن مع بعض الاختلافات، فبدل ليبيا لدينا قطر التي لا تسمح بتناول الخمور إلا في بعض الفنادق و«على الضيق» و«على استحياء» ولكنها ستنظم مباريات كأس العالم لكرة القدم في 2022، ولدى قطر مشكلة أخرى هي أن الذين سيحضرون ليسوا جميعاً من الأسوياء الذين لا ينثنون في مشيهم، فهناك حالات خاصة -لكنها غير قليلة- لا يقبلها المجتمع القطري أياً كانت المبررات.
ولكن لأن قطر مختطفة من قبل نظام الحمدين، ولأنه ليس بيد الشعب القطري ما يعينه على رفض تجاوز عاداته وتقاليده والشرع الإسلامي والأخلاق، لذا فإن المشكلة الوحيدة لدى الحكومة القطرية هي في الأماكن التي سيسمح فيها بتناول المسكرات، وهو ما أكدته تصريحات الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة، ناصر الخاطر، الذي من الواضح أنه لم يجد مفراً من التحدث في هذا الموضوع الذي تم تأجيل الحديث فيه مرات.
«رويترز» ذكرت في تقرير لها أن اللجنة المنظمة لكأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر قالت إن الدوحة «ترغب في سهولة حصول المشجعين الزائرين خلال البطولة على المشروبات الكحولية وأنها ستستخدم السفن السياحية لضمان استيعاب مليون زائر متوقع»، وإن «المثليين ليس عليهم الخوف في قطر». كما ذكرت أن ناصر الخاطر قال لمجموعة من الصحفيين إنه رغم أن قطر دولة محافظة ورغم أن الكحول ليس من ثقافة أهلها إلا «أننا نريد التأكد من سهولة حصول الجماهير التي ستأتي من الخارج على الكحول» وأن الدوحة بصدد البحث عن «أماكن مخصصة للجماهير للحصول على المشروبات الكحولية بخلاف الأماكن التقليدية»، وأكد أن «المثليين لا خوف عليهم في قطر» حيث قال «أؤكد للجماهير من أي جنس أو توجه أو دين أو عرق أن قطر واحدة من أكثر الدول أماناً في العالم وسيشعرون بالترحيب هنا»!
مأزق لا تحسد عليه الدوحة، ولكن لأن نظام الحمدين واثق من أنه تمكن من تهميش الشعب القطري لذا فإنه لم يضع وقته في التفكير في مسألة الكحول والمثليين وقرر فرض الأمر الواقع على أهل قطر، والحجة أن هذه مسابقة دولية وأنه من دون السماح بهذه الأمور ما كان يمكن لقطر أن تحظى بهذا «الشرف» وأن هذا أمر استثنائي حيث سيتم بعد المسابقة إغلاق كل الأماكن التي سمح فيها بمعاقرة الخمور وسيتم «تطهير» البلاد من المثليين.
نظام الحمدين ليس أمامه سوى أن يقول لشعب قطر بأن هذا الأمر كما الحكم الصادر. حكم وصادر، ماذا يمكنه أن يفعل؟
اليوم نحن أمام مشهد مماثل ولكن مع بعض الاختلافات، فبدل ليبيا لدينا قطر التي لا تسمح بتناول الخمور إلا في بعض الفنادق و«على الضيق» و«على استحياء» ولكنها ستنظم مباريات كأس العالم لكرة القدم في 2022، ولدى قطر مشكلة أخرى هي أن الذين سيحضرون ليسوا جميعاً من الأسوياء الذين لا ينثنون في مشيهم، فهناك حالات خاصة -لكنها غير قليلة- لا يقبلها المجتمع القطري أياً كانت المبررات.
ولكن لأن قطر مختطفة من قبل نظام الحمدين، ولأنه ليس بيد الشعب القطري ما يعينه على رفض تجاوز عاداته وتقاليده والشرع الإسلامي والأخلاق، لذا فإن المشكلة الوحيدة لدى الحكومة القطرية هي في الأماكن التي سيسمح فيها بتناول المسكرات، وهو ما أكدته تصريحات الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة، ناصر الخاطر، الذي من الواضح أنه لم يجد مفراً من التحدث في هذا الموضوع الذي تم تأجيل الحديث فيه مرات.
«رويترز» ذكرت في تقرير لها أن اللجنة المنظمة لكأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر قالت إن الدوحة «ترغب في سهولة حصول المشجعين الزائرين خلال البطولة على المشروبات الكحولية وأنها ستستخدم السفن السياحية لضمان استيعاب مليون زائر متوقع»، وإن «المثليين ليس عليهم الخوف في قطر». كما ذكرت أن ناصر الخاطر قال لمجموعة من الصحفيين إنه رغم أن قطر دولة محافظة ورغم أن الكحول ليس من ثقافة أهلها إلا «أننا نريد التأكد من سهولة حصول الجماهير التي ستأتي من الخارج على الكحول» وأن الدوحة بصدد البحث عن «أماكن مخصصة للجماهير للحصول على المشروبات الكحولية بخلاف الأماكن التقليدية»، وأكد أن «المثليين لا خوف عليهم في قطر» حيث قال «أؤكد للجماهير من أي جنس أو توجه أو دين أو عرق أن قطر واحدة من أكثر الدول أماناً في العالم وسيشعرون بالترحيب هنا»!
مأزق لا تحسد عليه الدوحة، ولكن لأن نظام الحمدين واثق من أنه تمكن من تهميش الشعب القطري لذا فإنه لم يضع وقته في التفكير في مسألة الكحول والمثليين وقرر فرض الأمر الواقع على أهل قطر، والحجة أن هذه مسابقة دولية وأنه من دون السماح بهذه الأمور ما كان يمكن لقطر أن تحظى بهذا «الشرف» وأن هذا أمر استثنائي حيث سيتم بعد المسابقة إغلاق كل الأماكن التي سمح فيها بمعاقرة الخمور وسيتم «تطهير» البلاد من المثليين.
نظام الحمدين ليس أمامه سوى أن يقول لشعب قطر بأن هذا الأمر كما الحكم الصادر. حكم وصادر، ماذا يمكنه أن يفعل؟