إلى أي مدى نحن محصنون من خلال ما نملك من أسلحة؟!! ثم إلى أي مدى يمكن القول إن سباقات التسلح في الزمن الراهن الدعامة الأهم للحماية والأمن في دولنا؟!! أطرح هذين السؤالين لأن كثيراً من المتغيرات الهامة قد قلبت المعادلة رأساً على عقب، وأصبح السلاح والإعداد للقوات لا يفيان وحدهما بتحقيق متطلبات الأمن لبلد ما أو انتصاره في حرب يخوضها أو قد يفعل، ذلك أن إدماج الذكاء الاصطناعي اليوم في المجال العسكري تمخض عنه الكثير من العناصر ذات الأهمية والتي تسبق العنصرين الأخيرين اللذين تمت الإشارة إليهما «أي السلاح والإعداد الجيد للقوات البشرية».
إن سباقات التسلح التقليدية التي نعرفها لن تفضي اليوم إلى تساوي الجيوش أو تفوق أحدها على الآخر إلاَّ في نطاق محدود ليس ذي قيمة تذكراً قياساً بمن يملك سلاحه الجديد «الذكاء الاصطناعي» لما يحققه من أغراض أكثر أهمية وعمقاً ليس على المستوى القتالي وحسب، بل على مستوى المعلومات ومعالجتها وتحليلها، ما يفضي إلى جودة القرار الذي سيتم اتخاذه، بل أن القرار الاصطناعي بات يضطلع بمهمة اتخاذ القرارات اللازمة في هذا السياق على نحو أكثر دقة من القرارات البشرية مهما بلغ القادة العسكريون من خبرات وإمكانيات.
مفاد ذلك أن تطوير الجيوش اليوم بات يستلزم الالتفات الجاد لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في المجال العسكري على النحو الأمثل، ولعل واحدة من أكبر مشكلاتنا التي جعلتنا في موقع غير متكافئ مع الدول المصنعة للسلاح على مدى عقود، إنها المتحكم الفعلي في إدارة اللعبة برمتها، بل أن حتى حيازتنا للسلاح كانت في حدود معينة يقررها صنّاع وتجار السلاح في الدول المتقدمة على حسابنا في أغلب الأحيان، ما يعني أننا غير قادرين على مواجهتهم وأن حدود صراعاتنا وحروبنا التي نديرها إنما تقتصر على الدوائر المتكافئة أو الأضعف، مع ضرورة عقد الصداقات والتحالفات مع الدول الأكثر تقدماً لاتقاء شرها.
* اختلاج النبض:
عكفت بعض الدول الخليجية مؤخراً على صبّ جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي، وسعت بقوة إلى أن تكون طرفاً منتجاً إلى جانب الاستفادة من التجارب المتقدمة الأخرى والاستنارة منها، وبقدر ما تمكنت تلك الدول من دفع جهودها نحو القطاع العسكري واستخداماته بابتكار تقنياتها الخاصة في المجال، بقدر ما ستكون قادرة على التأسيس لقفزة نوعية حقيقية. صحيح أن مستوى الطموح عالٍ ولكن الرغبة الجادة في الوصول لهدف ما، أول مقومات تحقيقه. في هذا السياق أصبح من المهم أيضاً أن تلتفت بقية الدول الخليجية الأخرى ليس للمواكبة وحسب، بل للتفوق بالتركيز على هذا المجال الحيوي الجديد.
{{ article.visit_count }}
إن سباقات التسلح التقليدية التي نعرفها لن تفضي اليوم إلى تساوي الجيوش أو تفوق أحدها على الآخر إلاَّ في نطاق محدود ليس ذي قيمة تذكراً قياساً بمن يملك سلاحه الجديد «الذكاء الاصطناعي» لما يحققه من أغراض أكثر أهمية وعمقاً ليس على المستوى القتالي وحسب، بل على مستوى المعلومات ومعالجتها وتحليلها، ما يفضي إلى جودة القرار الذي سيتم اتخاذه، بل أن القرار الاصطناعي بات يضطلع بمهمة اتخاذ القرارات اللازمة في هذا السياق على نحو أكثر دقة من القرارات البشرية مهما بلغ القادة العسكريون من خبرات وإمكانيات.
مفاد ذلك أن تطوير الجيوش اليوم بات يستلزم الالتفات الجاد لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في المجال العسكري على النحو الأمثل، ولعل واحدة من أكبر مشكلاتنا التي جعلتنا في موقع غير متكافئ مع الدول المصنعة للسلاح على مدى عقود، إنها المتحكم الفعلي في إدارة اللعبة برمتها، بل أن حتى حيازتنا للسلاح كانت في حدود معينة يقررها صنّاع وتجار السلاح في الدول المتقدمة على حسابنا في أغلب الأحيان، ما يعني أننا غير قادرين على مواجهتهم وأن حدود صراعاتنا وحروبنا التي نديرها إنما تقتصر على الدوائر المتكافئة أو الأضعف، مع ضرورة عقد الصداقات والتحالفات مع الدول الأكثر تقدماً لاتقاء شرها.
* اختلاج النبض:
عكفت بعض الدول الخليجية مؤخراً على صبّ جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي، وسعت بقوة إلى أن تكون طرفاً منتجاً إلى جانب الاستفادة من التجارب المتقدمة الأخرى والاستنارة منها، وبقدر ما تمكنت تلك الدول من دفع جهودها نحو القطاع العسكري واستخداماته بابتكار تقنياتها الخاصة في المجال، بقدر ما ستكون قادرة على التأسيس لقفزة نوعية حقيقية. صحيح أن مستوى الطموح عالٍ ولكن الرغبة الجادة في الوصول لهدف ما، أول مقومات تحقيقه. في هذا السياق أصبح من المهم أيضاً أن تلتفت بقية الدول الخليجية الأخرى ليس للمواكبة وحسب، بل للتفوق بالتركيز على هذا المجال الحيوي الجديد.