عندما ظهرت الكمبيوترات في التسعينات للاستخدام الشخصي في المنازل، وكانت ثقافة استخدام الكمبيوتر محدودة نسبياً وتقتصر على الاستخدامات الرسمية، كان جهاز الكمبيوتر يستخدم في المنزل لضرورات دراسية أو لإنجاز بعض الأعمال الهامة والرسائل الرسمية التي يحررها الأفراد. ولذلك فإن مسألة الكتابة على الأجهزة لم تكن مطروحة على نحو جاد لارتباطها باحتياجات محدودة. ومع انتشار الكمبيوترات المحمولة، والتي باتت لكل فرد على حدة مثلها مثل الموبايلات التي أخذت في التطور عاماً بعد عام، يبدو أن ثمة تحولات حقيقية حدثت لاحقاً.
في التسعينات وفي مطلع الألفينيات كنا نعلي قيمة الورق، فالقراءة من الكتاب الورقي، والكتابة تبدأ بالورق وإن انتهت إلى الطباعة على الكمبيوتر، ثم سرعان ما فرضت تلك الأجهزة على البعض -وعلى سبيل توفير الوقت- التخلي شيئاً فشيئاً عن الاعتماد على الورق، وباتت الاستخدامات الورقية مقتصرة على تدوين الملاحظات والمذكرات الشخصية وكتابة مسودات محاضر الاجتماعات قبل تبيضها إلكترونياً وخلافه، وكنا لانزال نتمتع بحسنا الورقي تجاه أغلب ملاحظاتنا كالتذكير بمهمة ما أو قائمة المشتريات من «السوبر ماركت»، وغيرها.
ثم ومع تطور أجهزة الموبايلات وتحولها إلى أجهزة ذكية، حدثت نقلة نوعية أكثر غرابة وبوتيرة أسرع، حيث تحول الناس إلى تدوين كل ما يخطر على بالهم من ملاحظات وتدوينات ورسائل قصيرة على الأجهزة مباشرة، بل وزاد استخدام الموبايلات على الكمبيوترات المحمولة في هذا السياق، وشيئاً فشيئاً بتنا نستغني عن الورق ليس في كتابة المذكرات الخاصة التي نسترسل معها في الكتابة، ولا في الرسائل الرسمية وحدها، وليس مع النصوص الاعتيادية وحسب، بل حتى التخطيط الذي كنا نحشو به الورق معززاً بالرسوم وكثير من الأفكار المتناثرة هنا وهناك، بتنا نفرغه من عقولنا مباشرة على الأجهزة الإلكترونية سواء بالرسم أو بالنص أو غيرها من الأشكال المتاحة، حتى باتت هواتفنا النقالة وأجهزتنا مستودعات حياتنا المتنقلة معنا أينما ذهبنا، تحمل شخصياتنا المتعددة في العمل والبيت والحياة مع الأصدقاء وأشكال حيواتنا المختلفة.
أذكر قبل سنوات عندما بدأت في نشر مقالاتي في الصحيفة، كنت أحرص على كتابتها على الورق أولاً ثم تبييضها على الجهاز لأن تلك الخطوات تمنحني مزيداً من التركيز في الأفكار التي أكتبها أكثر من حاجتي للتركيز على لوحة المفاتيح، وخلال الفترة القصيرة الماضية، لفتني حجم التحول الذي بلغته من خلال حجم الملاحظات التي أدونها في هاتفي النقال خصوصاً عندما بدأت أسترسل وأكتب ما يشبه المذكرات والرسائل المطولة وأفكاراً متفرقة غدوت أترجمها إلى نصوص سأكشف بها يوماً عن جانب آخر مني.
* اختلاج النبض:
ما يجرني إلى هذا الحديث، تلك الملاحظة بشأن التحول الهائل الذي أحدثته الأجهزة في حياتي وحياة كثيرين، وبغض النظر أننا نرى هذا تحولاً إيجابياً، إلاَّ أنه بات يلزمنا الوقوف بجدية على حجم التحولات الهائلة التي أحدثتها التكنولوجيا في حياتنا ككل، والعمل على دراسات المقارنة للتحقق من مستوى ما تحقق من فوائد ومضار على أنماطنا السلوكية.
في التسعينات وفي مطلع الألفينيات كنا نعلي قيمة الورق، فالقراءة من الكتاب الورقي، والكتابة تبدأ بالورق وإن انتهت إلى الطباعة على الكمبيوتر، ثم سرعان ما فرضت تلك الأجهزة على البعض -وعلى سبيل توفير الوقت- التخلي شيئاً فشيئاً عن الاعتماد على الورق، وباتت الاستخدامات الورقية مقتصرة على تدوين الملاحظات والمذكرات الشخصية وكتابة مسودات محاضر الاجتماعات قبل تبيضها إلكترونياً وخلافه، وكنا لانزال نتمتع بحسنا الورقي تجاه أغلب ملاحظاتنا كالتذكير بمهمة ما أو قائمة المشتريات من «السوبر ماركت»، وغيرها.
ثم ومع تطور أجهزة الموبايلات وتحولها إلى أجهزة ذكية، حدثت نقلة نوعية أكثر غرابة وبوتيرة أسرع، حيث تحول الناس إلى تدوين كل ما يخطر على بالهم من ملاحظات وتدوينات ورسائل قصيرة على الأجهزة مباشرة، بل وزاد استخدام الموبايلات على الكمبيوترات المحمولة في هذا السياق، وشيئاً فشيئاً بتنا نستغني عن الورق ليس في كتابة المذكرات الخاصة التي نسترسل معها في الكتابة، ولا في الرسائل الرسمية وحدها، وليس مع النصوص الاعتيادية وحسب، بل حتى التخطيط الذي كنا نحشو به الورق معززاً بالرسوم وكثير من الأفكار المتناثرة هنا وهناك، بتنا نفرغه من عقولنا مباشرة على الأجهزة الإلكترونية سواء بالرسم أو بالنص أو غيرها من الأشكال المتاحة، حتى باتت هواتفنا النقالة وأجهزتنا مستودعات حياتنا المتنقلة معنا أينما ذهبنا، تحمل شخصياتنا المتعددة في العمل والبيت والحياة مع الأصدقاء وأشكال حيواتنا المختلفة.
أذكر قبل سنوات عندما بدأت في نشر مقالاتي في الصحيفة، كنت أحرص على كتابتها على الورق أولاً ثم تبييضها على الجهاز لأن تلك الخطوات تمنحني مزيداً من التركيز في الأفكار التي أكتبها أكثر من حاجتي للتركيز على لوحة المفاتيح، وخلال الفترة القصيرة الماضية، لفتني حجم التحول الذي بلغته من خلال حجم الملاحظات التي أدونها في هاتفي النقال خصوصاً عندما بدأت أسترسل وأكتب ما يشبه المذكرات والرسائل المطولة وأفكاراً متفرقة غدوت أترجمها إلى نصوص سأكشف بها يوماً عن جانب آخر مني.
* اختلاج النبض:
ما يجرني إلى هذا الحديث، تلك الملاحظة بشأن التحول الهائل الذي أحدثته الأجهزة في حياتي وحياة كثيرين، وبغض النظر أننا نرى هذا تحولاً إيجابياً، إلاَّ أنه بات يلزمنا الوقوف بجدية على حجم التحولات الهائلة التي أحدثتها التكنولوجيا في حياتنا ككل، والعمل على دراسات المقارنة للتحقق من مستوى ما تحقق من فوائد ومضار على أنماطنا السلوكية.