بسبب اصطفاف الدول التي تنتمي إليها إلى جانب الحوثيين واتخاذها موقفاً سالباً من قوات التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن، وخصوصاً من السعودية والإمارات، اعتبرت الفضائيات «السوسة»، الإيرانية والقطرية والتركية والفضائيات التابعة لها تتقدمها قناة «الجزيرة»، كل ما صدر عن المتحدث العسكري الحوثي أخيراً عن تمكن الحوثيين من قتل وأسر الآلاف والسيطرة على مئات الكيلومترات صحيحاً بنسبة مائة في المائة ولا يقبل الشك أبداً، فتفرغت لهذا الادعاء واستضافت كل المحسوبين عليها والمسترزقين من خلالها ليؤكدوا ما قاله الحوثي ويعززوه ويتهجموا على السعودية والإمارات وكل من يقف إلى جانبهما.
ورغم أن المتحدث باسم قوات التحالف نسف الرواية الحوثية ببساطة ووصفها بالمسرحية سيئة الإخراج إلا أن هذه الفضائيات استمرت في الترويج للكذبة وظلت تروج لفكرة أن السعودية «تعرضت لانتكاسة ميدانية ومحرقة» راح ضحيتها «آلاف الجنود اليمنيين الذين جندتهم السعودية» وأن بين الأسرى ضباط سعوديين. لكنها غضت الطرف عن أن الحوثي ذكر أن العملية التي تحدث عنها حصلت في شهر أغسطس، فمثل هذه المعلومة تثير التساؤل الذي تتهرب من الإجابة عنه وهو لماذا لم يتم الإعلان عن ذلك في حينه خصوصاً وأن «انتصاراً» كهذا من شأنه أن «يهد حيل» القوات السعودية ويحدث تغييرات كثيرة في ساحة المعركة؟
التأمل في عبارة «وقال أحد العسكريين الناجين لـ..... مشترطاً عدم كشف اسمه» يكفي لتبين أن ما تم ويتم الترويج له مبالغ فيه، إن لم يكن كله كذباً، فأن تعتمد فضائية تدعي الصدق والأمانة في أخبارها على مثل هذه العبارة فإن هذا يعني أنها تعلم أن ما يدور كله كذب في كذب ويعني أنه لا يوجد قائل غير الفضائية نفسها، فهذا أسلوب إعلامي بليد يلجأ إليه عادة الإعلاميون والصحفيون الخائبون، فأي مصداقية لفضائية تبث وتنشر تقريراً مطولاً تنسب فيه كل ما تريد قوله إلى «عسكري واحد اشترط عدم ذكر اسمه»؟
من المسائل التي اهتمت تلك الفضائيات للترويج لها أيضاً القول بأن القيادة السعودية «لا علاقة لها بالعمل العسكري»! مستندة في ذلك إلى أنها لم تتمكن من منع سقوط تلك الآلاف في الأسر وتلك المئات من الموت!
المثير أن البعض لايزال يصدق تلك الفضائيات وما تروج له ويعتبر كل ما تقوله صدقا لا يقبل التشكيك ويبني على ذلك مواقفه، أما الأكثر إثارة فهو أن الفضائيات التي تعلم كذب هذه الفضائيات وتقف إلى جانب قوات التحالف قلباً وقالباً لا تحرك ساكناً ولا تعمل على فضحها وإثبات أنها تروج لما يعزز من موقف «أربابها».
كذبة المتحدث العسكري الحوثي هذه المرة «ما تنبلع» ولكن عمدت تلك الفضائيات السوسة إلى المساعدة على بلعها فبلعها البعض، ولايزال هذا البعض يصدق الرواية الحوثية بل صار بعض من هذا البعض يشكك في صحة رد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، أما السبب فهو أن الفضائيات المعنية لم تعطِ ذلك الرد ما يجب عليها إعطاؤه فبدت الرواية الحوثية -بسبب مساندة الفضائيات السوسة وعدم توقفها عن الترويج للكذبة- وكأنها هي الصادقة والدقيقة.
ما جرى في الأيام الأخيرة يؤكد أن المعركة في جانب كبير منها إعلامية وبأن داعمي الحوثيين متمكنون من هذه الأداة وقادرون على لي عنق الحقيقة، وهذا أمر ينبغي أن تنتبه له قوات التحالف جيداً وأن تعلم بأن الفضائيات السوسة صارت متمكنة من جمهور عريض وتستطيع أن تروج لكل ما تريد. أن تتمكن تلك الفضائيات من الترويج لكذبة بحجم كذبة المتحدث العسكري باسم الحوثيين والتي يصعب تصديقها يعني أنها تمتلك قدرات فائقة وأنها قادرة على الوصول وقلب الحقائق، وهذه مسألة تستدعي الاستنفار.
ورغم أن المتحدث باسم قوات التحالف نسف الرواية الحوثية ببساطة ووصفها بالمسرحية سيئة الإخراج إلا أن هذه الفضائيات استمرت في الترويج للكذبة وظلت تروج لفكرة أن السعودية «تعرضت لانتكاسة ميدانية ومحرقة» راح ضحيتها «آلاف الجنود اليمنيين الذين جندتهم السعودية» وأن بين الأسرى ضباط سعوديين. لكنها غضت الطرف عن أن الحوثي ذكر أن العملية التي تحدث عنها حصلت في شهر أغسطس، فمثل هذه المعلومة تثير التساؤل الذي تتهرب من الإجابة عنه وهو لماذا لم يتم الإعلان عن ذلك في حينه خصوصاً وأن «انتصاراً» كهذا من شأنه أن «يهد حيل» القوات السعودية ويحدث تغييرات كثيرة في ساحة المعركة؟
التأمل في عبارة «وقال أحد العسكريين الناجين لـ..... مشترطاً عدم كشف اسمه» يكفي لتبين أن ما تم ويتم الترويج له مبالغ فيه، إن لم يكن كله كذباً، فأن تعتمد فضائية تدعي الصدق والأمانة في أخبارها على مثل هذه العبارة فإن هذا يعني أنها تعلم أن ما يدور كله كذب في كذب ويعني أنه لا يوجد قائل غير الفضائية نفسها، فهذا أسلوب إعلامي بليد يلجأ إليه عادة الإعلاميون والصحفيون الخائبون، فأي مصداقية لفضائية تبث وتنشر تقريراً مطولاً تنسب فيه كل ما تريد قوله إلى «عسكري واحد اشترط عدم ذكر اسمه»؟
من المسائل التي اهتمت تلك الفضائيات للترويج لها أيضاً القول بأن القيادة السعودية «لا علاقة لها بالعمل العسكري»! مستندة في ذلك إلى أنها لم تتمكن من منع سقوط تلك الآلاف في الأسر وتلك المئات من الموت!
المثير أن البعض لايزال يصدق تلك الفضائيات وما تروج له ويعتبر كل ما تقوله صدقا لا يقبل التشكيك ويبني على ذلك مواقفه، أما الأكثر إثارة فهو أن الفضائيات التي تعلم كذب هذه الفضائيات وتقف إلى جانب قوات التحالف قلباً وقالباً لا تحرك ساكناً ولا تعمل على فضحها وإثبات أنها تروج لما يعزز من موقف «أربابها».
كذبة المتحدث العسكري الحوثي هذه المرة «ما تنبلع» ولكن عمدت تلك الفضائيات السوسة إلى المساعدة على بلعها فبلعها البعض، ولايزال هذا البعض يصدق الرواية الحوثية بل صار بعض من هذا البعض يشكك في صحة رد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، أما السبب فهو أن الفضائيات المعنية لم تعطِ ذلك الرد ما يجب عليها إعطاؤه فبدت الرواية الحوثية -بسبب مساندة الفضائيات السوسة وعدم توقفها عن الترويج للكذبة- وكأنها هي الصادقة والدقيقة.
ما جرى في الأيام الأخيرة يؤكد أن المعركة في جانب كبير منها إعلامية وبأن داعمي الحوثيين متمكنون من هذه الأداة وقادرون على لي عنق الحقيقة، وهذا أمر ينبغي أن تنتبه له قوات التحالف جيداً وأن تعلم بأن الفضائيات السوسة صارت متمكنة من جمهور عريض وتستطيع أن تروج لكل ما تريد. أن تتمكن تلك الفضائيات من الترويج لكذبة بحجم كذبة المتحدث العسكري باسم الحوثيين والتي يصعب تصديقها يعني أنها تمتلك قدرات فائقة وأنها قادرة على الوصول وقلب الحقائق، وهذه مسألة تستدعي الاستنفار.