لعل العبارة الأبرز والأهم في الملتقى الحكومي الذي عقد الأسبوع الماضي هي تلك التي وردت في كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حيث أعلن سموه أهمية الاستمرار في العمل والتميز فقال «إن استعراض إنجازاتنا لا يعني التوقف عندها، بل نجدد ثقتنا بعملنا ونزيد من عزيمتنا. علينا العمل بجد كل يوم، لنبني على منجزاتنا بعزيمة، ونؤمن دائما أنه لا يوجد حد للتميز في الخدمة الحكومية». سموه اختصر النهج المستقبلي للحكومة في التأكيد على «أهمية وضع شعار حب التحدي وعشق الإنجاز نصب أعين «المسؤولين» لتحقيق كافة التطلعات المنشودة»، ولفت إلى أن «المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز الثقة بكافة الجهود والبرامج والمبادرات التي يتم تقديمها من مختلف الجهات الحكومية بكفاءة وفاعلية وتجديد العزم على المضي قدماً نحو تقديم الخدمة الحكومية بجودة عالية»... «بتكاتف جميع أعضاء فريق البحرين الواحد لتحقيق الأهداف التنموية للمملكة».من تابع مجريات الملتقى الحكومي لا بد أنه توصل إلى قناعة بأن الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وبعزم صاحب السمو ولي العهد تعمل بجد لا حدود له وتعتمد النهج العلمي في ترجمة مشاريعها إلى واقع يعود بالنفع على المواطنين جميعا، والأكيد أن هذا الذي تابع الملتقى تساءل عن موقف ورأي أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة»، فما احتواه الملتقى الحكومي أحرجهم وأكد أن غيابهم لا تأثير له، فلدى الحكومة من القدرات والكفاءات ما يغنيها عنهم وعن آرائهم وتصوراتهم.الملتقى الحكومي بما احتواه من إنجازات وما أكد عليه من طرق تفكير ومشاريع مستقبلية أكد أيضاً صواب نظرة الحكومة وفشل نظرة «المعارضة» وبعدها عن الواقع. اختصارا لفهم هذا نقول بأن ما يريده المواطن البحريني هو هذا الذي تعمل عليه الحكومة وليس الشعارات التي رفعها أولئك ووفروا الدليل على أنها لا توصل إلا إلى الضياع. المواطن البحريني يريد ما يسهم في الارتقاء بحياته ويوفر له الاطمئنان على مستقبل أبنائه، يهمه أن يسمع من الحكومة ما أنجزته وما تعمل على إنجازه حاضراً وما تسعى إليه مستقبلاً، وليس ما يحلم به البعض ولا يتناسب مع مجتمعنا. يهمه ويفرحه أن يسمع إعلاناً عن ضخ 5 مليارات دولار للإسكان والطرق والكهرباء والتعليم، يهمه أن يعلم بأن سعي الحكومة لخفض العجز المالي قد نجح وأنه وصل إلى 38 % وأن هناك زيادة في الإيرادات غير النفطية والنفطية، ويهمه أن يعلم بأنه سيستقبل العام الميلادي الجديد بافتتاح توسعة المطار، ويهمه كل ذاك الذي تم الإعلان عنه رسمياً في ذلك الملتقى، ففيه ما يرتقي بحياته ويجعله مطمئناً على مستقبل أبنائه وأحفاده وأبنائهم. اليوم تأكد المواطن البحريني بأن كل ما جاء به أولئك من «مشاريع» لا تنفعه ولا تستجيب لواقعه وطموحه وأنه لو تابعها لضاع، وتأكد أيضاً بأن الحكومة تعمل ليل نهار على إنجاز المشاريع التي تعود عليه بالنفع وأنها تصر على التميز وتقول بوضوح بأن «المواطن أساس العمل ولا يوجد حد للتميز في الخدمة الحكومية» وأن «رضا المواطن هو المؤشر الرئيس لنجاح العمل الحكومي». ما يفرح المواطن البحريني ويرضيه هو سماعه الإعلان رسمياً عن تمكن الحكومة من توظيف نحو ستة آلاف بحريني في تسعة أشهر وأن الحكومة قررت البدء في تنفيذ مشروع مدينة شرق سترة بـ 3000 وحدة سكنية تضاف إلى الـ 25000 وحدة التي تم إنشاؤها في الفترة الأخيرة.هذا هو ما يريده المواطن البحريني وليس تلك الشعارات التي قد تطرب لكنها لا ترتقي بالحياة.