هل سمعتم يوماً عن السفسطائيين؟ إنهم فئة من «الحكماء» الإغريق القدامى، قيل عنهم إنهم معلمو الحكمة المتجولون والطوافون، رفض أفلاطون اعتبارهم مفكرين أو فلاسفة، بينما اتخذ سقراط تجاههم موقفاً ما بين القبول والرفض. من أبرز أعلامهم بروثاغورس وغوريغاس وهيبياسي. اهتموا بالبلاغة والخطابة والنحو والعلوم الكلامية، وأخضعوا اللغة للمنطق في مغالطة للفكر الذي فصلوه عنها، يقوم طرحهم على التضليل والتمويه وإيصال المتلقي لاستنتاجات باطلة بطرق صحيحة..!!
ومن أبرز ما أعرفه عن السفسطائيين قدرتهم الكبيرة على إقناعك بالفكرة تماماً، ثم إعادة إقناعك بنقيضها..!! فهم لم يقعوا في التضليل لنقص مداركهم ومعارفهم بالضرورة، وإنما هو وقوع اختياري أرادوه واقتادوا الناس إليه. عرف عنهم الجدل وتناولهم لكثير من الموضوعات في الحياة متجاوزين كل الحرمات الدينية والسياسية، مخضعين العقائد ومذاهب العقل والأنظمة لسفسطتهم. تميزهم القدرة العالية في التأثير بآراء من حولهم. قد لا يمكننا القول إنهم على خطأ دائماً، فلهم إسهامات ومفاصل ألهمت بعض العلماء في وقت لاحق، ولكن لا يمكننا القول أيضاً إنهم على صواب وإن ما قدموه حكمة يمكن الأخذ بها دون وضعها تحت المجهر الدقيق.
إن الحديث عن السفسطائيين الجدليين، مثير للجدل بحد ذاته، وتتعدد وجهات النظر بشأنهم ما بين السابقين والمحدثين، ورغم أنهم تحدثوا في كثير من أمور الحياة حتى كاد البعض أن يقول إنهم تناولوا كل الأمور، إلاَّ أن تدني الثقة في طرحهم يجعل من الصعوبة بمكان الاعتماد عليهم كمرجع حقيقي والارتكاز على آرائهم رغم وفرتها وشموليتها وثراء موضوعاتها.
ويقودني للحديث عن السفسطائيين حالة عصرية جداً ولكني أراها قريبة إلى حد كبير مع فكرة السفسطة، ففي ظل ظهور الأخبار المزيفة والمقالات المفبركة والصور والفيديوهات التي هي نتاج الذكاء الاصطناعي والتي لا تمت إلى الحقيقة بصلة، رغم أنها تظهر للمتلقي على درجة عالية من الإقناع، نجد أننا أمام نوع آخر من السفسطة الإلكترونية التي علينا بلا أدنى شك الالتفات لها جدياً لما قد تحدثه من انهيار شامل في منظومتنا المعرفية على الإنترنت وبالتالي على كافة أشكال المعرفة الأخرى، غير أن التهديد على الإنترنت أصبح بالغ الأهمية لأن الشبكة العنكبوتية أصبحت المرجع الرئيس تقريباً لكثير من عمليات البحث المعرفي لدينا، فكيف بالصحافة التي تدير الرأي العام وتسهم في تقديم المعلومات لصناع القرار أحياناً؟!
* اختلاج النبض:
يتداول الحديث اليوم بشأن صحافة الذكاء الاصطناعي -وبعيداً عن استخدام التقنيات الحديثة في الرصد أو في تطوير أنظمة الطباعة والنشر وما شابهها- أتساءل عن طبيعة الصحافة التي سينتجها الذكاء الاصطناعي من خلال جمع البيانات وتحليلها وتقديم رأي ما بشأنها، ثم تحليلها على نحو مختلف وفق أسس مغايرة ومرجعيات ومعطيات مختلفة، ما يفضي إلى اختلاف النتيجة كلياً، ما يجعلنا أمام صحفي واحد يقودنا إلى الاقتناع بالفكرة حيناً، ونقيضها حيناً أخرى، دون تورع، ودون أدنى التزام بأخلاقيات الصحافة ومعاييرها. فهل تلك الصحافة التي نتشدق بظهورها؟!! وهل هذا هو التهديد الفعلي لمستقبل الصحافة والصحفيين البشريين في العالم؟
ومن أبرز ما أعرفه عن السفسطائيين قدرتهم الكبيرة على إقناعك بالفكرة تماماً، ثم إعادة إقناعك بنقيضها..!! فهم لم يقعوا في التضليل لنقص مداركهم ومعارفهم بالضرورة، وإنما هو وقوع اختياري أرادوه واقتادوا الناس إليه. عرف عنهم الجدل وتناولهم لكثير من الموضوعات في الحياة متجاوزين كل الحرمات الدينية والسياسية، مخضعين العقائد ومذاهب العقل والأنظمة لسفسطتهم. تميزهم القدرة العالية في التأثير بآراء من حولهم. قد لا يمكننا القول إنهم على خطأ دائماً، فلهم إسهامات ومفاصل ألهمت بعض العلماء في وقت لاحق، ولكن لا يمكننا القول أيضاً إنهم على صواب وإن ما قدموه حكمة يمكن الأخذ بها دون وضعها تحت المجهر الدقيق.
إن الحديث عن السفسطائيين الجدليين، مثير للجدل بحد ذاته، وتتعدد وجهات النظر بشأنهم ما بين السابقين والمحدثين، ورغم أنهم تحدثوا في كثير من أمور الحياة حتى كاد البعض أن يقول إنهم تناولوا كل الأمور، إلاَّ أن تدني الثقة في طرحهم يجعل من الصعوبة بمكان الاعتماد عليهم كمرجع حقيقي والارتكاز على آرائهم رغم وفرتها وشموليتها وثراء موضوعاتها.
ويقودني للحديث عن السفسطائيين حالة عصرية جداً ولكني أراها قريبة إلى حد كبير مع فكرة السفسطة، ففي ظل ظهور الأخبار المزيفة والمقالات المفبركة والصور والفيديوهات التي هي نتاج الذكاء الاصطناعي والتي لا تمت إلى الحقيقة بصلة، رغم أنها تظهر للمتلقي على درجة عالية من الإقناع، نجد أننا أمام نوع آخر من السفسطة الإلكترونية التي علينا بلا أدنى شك الالتفات لها جدياً لما قد تحدثه من انهيار شامل في منظومتنا المعرفية على الإنترنت وبالتالي على كافة أشكال المعرفة الأخرى، غير أن التهديد على الإنترنت أصبح بالغ الأهمية لأن الشبكة العنكبوتية أصبحت المرجع الرئيس تقريباً لكثير من عمليات البحث المعرفي لدينا، فكيف بالصحافة التي تدير الرأي العام وتسهم في تقديم المعلومات لصناع القرار أحياناً؟!
* اختلاج النبض:
يتداول الحديث اليوم بشأن صحافة الذكاء الاصطناعي -وبعيداً عن استخدام التقنيات الحديثة في الرصد أو في تطوير أنظمة الطباعة والنشر وما شابهها- أتساءل عن طبيعة الصحافة التي سينتجها الذكاء الاصطناعي من خلال جمع البيانات وتحليلها وتقديم رأي ما بشأنها، ثم تحليلها على نحو مختلف وفق أسس مغايرة ومرجعيات ومعطيات مختلفة، ما يفضي إلى اختلاف النتيجة كلياً، ما يجعلنا أمام صحفي واحد يقودنا إلى الاقتناع بالفكرة حيناً، ونقيضها حيناً أخرى، دون تورع، ودون أدنى التزام بأخلاقيات الصحافة ومعاييرها. فهل تلك الصحافة التي نتشدق بظهورها؟!! وهل هذا هو التهديد الفعلي لمستقبل الصحافة والصحفيين البشريين في العالم؟