عندما يقول الرئيس التركي أو وزير خارجيته «إن ما تنفذه تركيا من عملية عسكرية في شمال سوريا هدفه القضاء على تهديد وشيك لأراضيها» أمر، وعندما يقول الكلام نفسه وزير خارجية قطر أمر آخر. أردوغان ووزير خارجيته والمسؤولون الأتراك هم ذوو العلاقة بالموضوع والمعنيون به وهم المعنيون بالدفاع عن بلادهم وتبرير تصرفاتها، أما الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير خارجية قطر فلا علاقة له بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد. لهذا يبرز التساؤل عن الأسباب التي جعلت آل ثاني يتطوع وينبري للدفاع عن تركيا وخطوتها الخاطئة؟ فخلال مشاركته في مؤتمر «منتدى الأمن العالمي» الذي أقيم بالدوحة أخيراً قال الوزير القطري: «لا يمكننا أن نلقي اللوم على تركيا وحدها.. تركيا ردَّت على تهديد خطير ووشيك يستهدف أمنها» وأضاف: «قالت تركيا منذ البداية : لا تدعموا هذه الجماعات» يقصد «وحدات حماية الشعب» الكردية، الفصيل الكردي المسلح الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية»، لهذا تساءل كل ذي عقل عن علاقة قطر بالموضوع؟!
آل ثاني لم يكتفِ بما قال وإنما أضاف: «لم يستمع أحد.. والأتراك يحاولون منذ عام حلَّ هذه المسألة مع الولايات المتحدة، من أجل إنشاء منطقة آمنة وإبعاد الخطر عن حدودهم». وهو كلام يدفع إلى التساؤل من جديد عن علاقة قطر بالموضوع ولماذا تطوع وزير خارجيتها للتحدث والدفاع عن الاعتداء التركي وتبريره بدلاً عن وزير خارجية تركيا المعني بالأمر؟
آل ثاني قال في المنتدى أيضاً: «لا نعتبر أن تركيا تعمل ضد الأكراد، فهي تعمل ضد مجموعة من الأشخاص في صفوف الأكراد»! لهذا يتجدد التساؤل عن علاقة قطر بما تقوم به تركيا في سوريا؟ وكذلك عن تحفظها على «البيان الختامي لجامعة الدول العربية على المستوى الوزاري لبحث عملية «نبع السلام» التي أطلقها الجيش التركي وفصائل سورية معارضة شرقي نهر الفرات بالشمال السوري»؟
أما الجواب الأكيد فهو بسبب تورط قطر ووضع يدها في اليد الخطأ، فلأنها تورطت نتيجة تعجلها ورغبتها في إغاظة الدول الخليجية الثلاث ومصر التي أرادت لها الخير لذا فإنها لا تستطيع إلا أن تقف إلى جانب تركيا في كل ما تفعله وتقوم به وتقوله، وإلى جانب إيران في كل ما تفعله وتقوم به وتقوله، وتدفع الأموال اللازمة لو استدعى الأمر ذلك.
قطر لا علاقة لها بمشكلة تركيا مع الأكراد، ولكن لأنها صارت في الحضن التركي لذا وجدت أن «الأخلاق» تحتم عليها التطوع للدفاع عن الخطوة التركية حتى وهي على ثقة بأنها خطوة آثمة. والأمر نفسه كانت ستفعله لو أن الذي قام بذلك هو إيران، فاليوم تركيا وإيران بالنسبة لقطر واحد، ولكلا النظامين الحاكمين فيهما حكم عليها، وعليها أن تطيعهما وتنفذ كل ما تريدانه منها.
ليس مهماً إن كان وزير خارجية قطر قد قال ما قال دفاعاً عن تركيا وهو مرتدٍ الغترة والعقال أو البدلة ذات القطع الثلاث، المهم أنه قال ذلك بثقة وبصوت عالٍ وفي وضح النهار وبطريقة توحي بأن قطر وتركيا واحد وأن الواجب والأخلاق يحتمان على قطر التحدث باسم تركيا والدفاع عنها حتى لو كانت على اقتناع بأن ما تقوم به في شمال سوريا جريمة وتعلم أن أغلب ضحاياها من المدنيين الأبرياء.
المثير في الأمر هو أن خطاب أردوغان أمام البرلمان التركي الأربعاء الفائت أكد كل ما قاله وزير خارجية قطر ولم يزد عليه سوى القول بأن تركيا ماضية في تنفيذ جريمتها وأنها لن تنصاع للتهديدات ولن تلتفت إلى الاحتجاجات بل حتى إلى العقوبات التي لوح بها ترامب.
{{ article.visit_count }}
آل ثاني لم يكتفِ بما قال وإنما أضاف: «لم يستمع أحد.. والأتراك يحاولون منذ عام حلَّ هذه المسألة مع الولايات المتحدة، من أجل إنشاء منطقة آمنة وإبعاد الخطر عن حدودهم». وهو كلام يدفع إلى التساؤل من جديد عن علاقة قطر بالموضوع ولماذا تطوع وزير خارجيتها للتحدث والدفاع عن الاعتداء التركي وتبريره بدلاً عن وزير خارجية تركيا المعني بالأمر؟
آل ثاني قال في المنتدى أيضاً: «لا نعتبر أن تركيا تعمل ضد الأكراد، فهي تعمل ضد مجموعة من الأشخاص في صفوف الأكراد»! لهذا يتجدد التساؤل عن علاقة قطر بما تقوم به تركيا في سوريا؟ وكذلك عن تحفظها على «البيان الختامي لجامعة الدول العربية على المستوى الوزاري لبحث عملية «نبع السلام» التي أطلقها الجيش التركي وفصائل سورية معارضة شرقي نهر الفرات بالشمال السوري»؟
أما الجواب الأكيد فهو بسبب تورط قطر ووضع يدها في اليد الخطأ، فلأنها تورطت نتيجة تعجلها ورغبتها في إغاظة الدول الخليجية الثلاث ومصر التي أرادت لها الخير لذا فإنها لا تستطيع إلا أن تقف إلى جانب تركيا في كل ما تفعله وتقوم به وتقوله، وإلى جانب إيران في كل ما تفعله وتقوم به وتقوله، وتدفع الأموال اللازمة لو استدعى الأمر ذلك.
قطر لا علاقة لها بمشكلة تركيا مع الأكراد، ولكن لأنها صارت في الحضن التركي لذا وجدت أن «الأخلاق» تحتم عليها التطوع للدفاع عن الخطوة التركية حتى وهي على ثقة بأنها خطوة آثمة. والأمر نفسه كانت ستفعله لو أن الذي قام بذلك هو إيران، فاليوم تركيا وإيران بالنسبة لقطر واحد، ولكلا النظامين الحاكمين فيهما حكم عليها، وعليها أن تطيعهما وتنفذ كل ما تريدانه منها.
ليس مهماً إن كان وزير خارجية قطر قد قال ما قال دفاعاً عن تركيا وهو مرتدٍ الغترة والعقال أو البدلة ذات القطع الثلاث، المهم أنه قال ذلك بثقة وبصوت عالٍ وفي وضح النهار وبطريقة توحي بأن قطر وتركيا واحد وأن الواجب والأخلاق يحتمان على قطر التحدث باسم تركيا والدفاع عنها حتى لو كانت على اقتناع بأن ما تقوم به في شمال سوريا جريمة وتعلم أن أغلب ضحاياها من المدنيين الأبرياء.
المثير في الأمر هو أن خطاب أردوغان أمام البرلمان التركي الأربعاء الفائت أكد كل ما قاله وزير خارجية قطر ولم يزد عليه سوى القول بأن تركيا ماضية في تنفيذ جريمتها وأنها لن تنصاع للتهديدات ولن تلتفت إلى الاحتجاجات بل حتى إلى العقوبات التي لوح بها ترامب.