حركات المراهقين التي قام بها في كربلاء في مناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» أكدت إفلاسهم وبشرت بنهاية مرحلتهم. ما قاموا به له علاقة وثيقة بالمراهقة ولكن لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالمعارضة والنضال والثورة ولا بأي مصطلح من هذه المصطلحات التي نعتوا أنفسهم بها من دون أن يفهموها. ما قاموا به نسميه في البحرين «شغال يهال» وهو يسيء إلى كل منتمٍ إلى «المعارضة» ممن يمكن تصنيفهم لسبب أو لآخر خارج هذه الدائرة.
كل سلوك من ذاك القبيل يقوم به ولو بعض قليل ممن يعتبرون أنفسهم «معارضة» يسيء إلى كل المنتمين إليها ويؤكد أنها انتهت تماماً، فمثل ذلك السلوك لا يأتي إلا من مراهقين، ولا يمكن للمراهقين أن يكونوا معارضة ومناضلين ولا أن يقودوا أحداً.
في كل بلدان العالم تعمل «المعارضة» وتتحرك ضمن قواعد محددة ومبادئ لا تحيد عنها ولا يمكن أن تورط نفسها في أعمال هي من نتاج فكر المراهقين مهما حصل، لهذا فإن الدولة تنظر إليها باحترام وتتعامل معها بطريقة مختلفة عن تعاملها مع المراهقين.
ما قام به أولئك أخيراً وقبلاً وسيستمرون فيه لاحقاً نتيجة ضيق أفقهم وقلة خبرتهم يحرمهم من صفة «معارضين»، فليس ذاك من فعل «المعارضة» ولا يمكن لـ «المعارضة» أن تتشرف بمن قام به. هذه هي الحقيقة التي ينبغي أن يدركوها جيداً وأن يدركها أيضاً أولئك الذين سلموهم الخيط والمخيط وتنازلوا عن قيادة «المعارضة» وهم يبتسمون ومن دون أن يلتفتوا إلى تاريخ «المعارضة» الحقيقية وإسمها ومكانتها.
للمعلومة فإن البحرين لم تنظر إلى «المعارضة» من قبل نظرة دونية وتعاملت مع رموزها دائماً بشكل يليق بالبحرين حيث فتحت لها الأبواب وتعاملت معها بمرونة، وهي لم تسعَ قط إلى إلغائها بسبب إيمان الدولة هنا بأن المعارضة إن كانت موجبة يمكن أن تسهم في البناء. البحرين لم تتخذ موقفاً سالباً من «المعارضة» إلا بعد أن صارت في يد أولئك «الميهل» الذي وفروا المثال على جهالتهم أخيراً في كربلاء ووفروا أمثلة مماثلة كثيرة في السنوات الثماني الأخيرة عندما قرروا حبس أنفسهم في مرحلة المراهقة معتقدين أنهم بممارساتهم تلك يمكن أن يحققوا ما يريدون.
اليوم، وبعد هذا الذي رأوه منهم في كربلاء وفي أماكن أخرى، لم يعد حتى من تعرض لتأثيرهم لبعض الوقت ينظر إليهم باحترام، فما قاموا به يستوجب عدم احترامهم، فمن يقوم بعمل بعيد عن الاحترام لا يمكن أن يكسب احترام الآخرين وإن كانوا متعاطفين معه.
ومع كل الاحترام لأولئك الذين كانوا هم «المعارضة» ورموزها، أقول ويقول معي الكثيرون إن «المعارضة» انتهت ولم يعد من المناسب إسباغ صفة «معارض» على من يعتبر نفسه منتميا إليها، ف»المعارضة» التي تنحدر إلى ذاك المستوى ليست معارضة ولا يتشرف بها أحد.
تسليم «المعارضة» التي كانت، وكانت تستحق هذه الصفة الراية لأولئك المراهقين كان خطأ كبيراً وذنباً حيث أساؤوا إليهم قبل أن يسيئوا إلى الآخرين، وهم سيستمرون في الإساءة لهم وللآخرين لأن المراهقة التي يعيشونها تجعلهم يعتقدون بأن ما قاموا ويقومون به من أعمال تعتبر نضالاً وحقاً وأفعالاً تبعث على الفخر. المؤلم في أمر كهذا هو أن الذين يدفعونهم إلى القيام بحركات المراهقين تلك أناس يفترض أنهم يعرفون بأن ما يضعونه على رؤوسهم يمنعهم من التحريض على تجاوز الأدب والأخلاق.
«المعارضة» أياً كان نوعها ومكانها إن تجاوزت الأخلاق لم تعد كذلك ولم يعد المنتمون إليها يستحقون هذه الصفة. الرسالة لأولئك المراهقين وأولئك الذين تنازلوا لهم عن قيادة «المعارضة».
كل سلوك من ذاك القبيل يقوم به ولو بعض قليل ممن يعتبرون أنفسهم «معارضة» يسيء إلى كل المنتمين إليها ويؤكد أنها انتهت تماماً، فمثل ذلك السلوك لا يأتي إلا من مراهقين، ولا يمكن للمراهقين أن يكونوا معارضة ومناضلين ولا أن يقودوا أحداً.
في كل بلدان العالم تعمل «المعارضة» وتتحرك ضمن قواعد محددة ومبادئ لا تحيد عنها ولا يمكن أن تورط نفسها في أعمال هي من نتاج فكر المراهقين مهما حصل، لهذا فإن الدولة تنظر إليها باحترام وتتعامل معها بطريقة مختلفة عن تعاملها مع المراهقين.
ما قام به أولئك أخيراً وقبلاً وسيستمرون فيه لاحقاً نتيجة ضيق أفقهم وقلة خبرتهم يحرمهم من صفة «معارضين»، فليس ذاك من فعل «المعارضة» ولا يمكن لـ «المعارضة» أن تتشرف بمن قام به. هذه هي الحقيقة التي ينبغي أن يدركوها جيداً وأن يدركها أيضاً أولئك الذين سلموهم الخيط والمخيط وتنازلوا عن قيادة «المعارضة» وهم يبتسمون ومن دون أن يلتفتوا إلى تاريخ «المعارضة» الحقيقية وإسمها ومكانتها.
للمعلومة فإن البحرين لم تنظر إلى «المعارضة» من قبل نظرة دونية وتعاملت مع رموزها دائماً بشكل يليق بالبحرين حيث فتحت لها الأبواب وتعاملت معها بمرونة، وهي لم تسعَ قط إلى إلغائها بسبب إيمان الدولة هنا بأن المعارضة إن كانت موجبة يمكن أن تسهم في البناء. البحرين لم تتخذ موقفاً سالباً من «المعارضة» إلا بعد أن صارت في يد أولئك «الميهل» الذي وفروا المثال على جهالتهم أخيراً في كربلاء ووفروا أمثلة مماثلة كثيرة في السنوات الثماني الأخيرة عندما قرروا حبس أنفسهم في مرحلة المراهقة معتقدين أنهم بممارساتهم تلك يمكن أن يحققوا ما يريدون.
اليوم، وبعد هذا الذي رأوه منهم في كربلاء وفي أماكن أخرى، لم يعد حتى من تعرض لتأثيرهم لبعض الوقت ينظر إليهم باحترام، فما قاموا به يستوجب عدم احترامهم، فمن يقوم بعمل بعيد عن الاحترام لا يمكن أن يكسب احترام الآخرين وإن كانوا متعاطفين معه.
ومع كل الاحترام لأولئك الذين كانوا هم «المعارضة» ورموزها، أقول ويقول معي الكثيرون إن «المعارضة» انتهت ولم يعد من المناسب إسباغ صفة «معارض» على من يعتبر نفسه منتميا إليها، ف»المعارضة» التي تنحدر إلى ذاك المستوى ليست معارضة ولا يتشرف بها أحد.
تسليم «المعارضة» التي كانت، وكانت تستحق هذه الصفة الراية لأولئك المراهقين كان خطأ كبيراً وذنباً حيث أساؤوا إليهم قبل أن يسيئوا إلى الآخرين، وهم سيستمرون في الإساءة لهم وللآخرين لأن المراهقة التي يعيشونها تجعلهم يعتقدون بأن ما قاموا ويقومون به من أعمال تعتبر نضالاً وحقاً وأفعالاً تبعث على الفخر. المؤلم في أمر كهذا هو أن الذين يدفعونهم إلى القيام بحركات المراهقين تلك أناس يفترض أنهم يعرفون بأن ما يضعونه على رؤوسهم يمنعهم من التحريض على تجاوز الأدب والأخلاق.
«المعارضة» أياً كان نوعها ومكانها إن تجاوزت الأخلاق لم تعد كذلك ولم يعد المنتمون إليها يستحقون هذه الصفة. الرسالة لأولئك المراهقين وأولئك الذين تنازلوا لهم عن قيادة «المعارضة».