من منا لا يسعى لمحاولة معرفة شخصيته وشخصيات من حوله من خلال عدة محددات بكل الفرص المتاحة لذلك؟ وكم هي الطرق التي يمكننا التعرف فيها على ذواتنا وخصائص شخصياتنا؟ كم منا يؤمن بالأبراج ويسعى جاهداً للتعرف على شخصيته من خلال برجه وطالعه وتفاعلاتهما مع أبراج وطوالع الشخصيات من حولنا؟ كم منا يحدد اختياراته في الحياة من صداقات وقرارات زواج على نسبة التوافق بين البرجين؟ وكم منا يسعى لتطوير علاقاته مع الآخرين من خلال فهم شخصياتهم عبر أبراجهم؟
الأبراج ليست حديثنا اليوم، بل هي المثال الحي الذي يمكن تطبيقه على كثير من أساليب التعرف على الشخصية، فهناك التحليل النفسي للشخصيات من خلال الاختبارات والتمارين التي تخضع «ردود أفعالنا أو ألواننا المفضلة أو الأشكال الهندسية التي تمثلنا، أو أنماط النوم وغيرها كثير»، لمجاهر دقيقة يتم بها الكشف عن جوانب هامة من سلوكنا أو طريقة تفكيرنا، كم منا حاول سبر أغوار ما وراء فصيلة دمه وكيف أنها تنعكس على الشخصية؟ وهنالك الكثير.
في أفلام الخيال العلمي، تعرضنا لأحاديث وتجارب متفرقة ترتكز على «الجينوم»، ولكنه لم يكن واضحاً لنا بما يكفي من خلال أفلام تتطرق له في خضم تفصيلات علمية هائلة وكثير من الإثارة والأكشن. ولن نخوض في تفاصيل التعريف العلمي الدقيق للجينوم فهو مسألة معقدة ولكن يمكن اختصار المسألة بأنه جزء دقيق داخل الكروموسومات في خلايانا. والجينوم قد يكون الأدق على الإطلاق لمعرفة شخصياتنا وخصائصنا الفردية التي لا تتشابه مع الآخرين أبداً، والتي تميزنا بخصوصية عالية في الشكل والطباع والتصرفات وطريقة التفكير ومستوى التأثر بالمواقف على نحو متفرد لا يتكرر في بشر آخر بهذه التركيبة المعقدة التي تحتوينا حتى ولو كانت لشقيقك التوأم.
ومن اللافت أن الجينوم يمنح طرقاً خاصة لتحليل البيانات وقراءتها؛ فقراءة الجين، لا تقف عند حد فهم الشخصية وحسب، بل يترتب على قراءته وفهمه معرفة الأطعمة والعلاجات الدوائية التي تحتاجها أجسامنا بشكل خاص، وتطوير مستوى القدرة على تشخيص الأمراض والكشف المبكر لما يحمله كل إنسان من استعدادات جينية لأمراض معينة بما يعني استشراف وضعه الصحي في السنوات المقبلة ليتخذ خطوات الوقاية وتداركها في وقت مبكرة حتى قبل ظهور بوادر حدوثها، كما أنها تتيح لنا فرصة اكتشاف الصيدلية الجينية والتي نعني بها تصميم الأدوية لكل فرد على حده. يأتي هذا إلى جانب الاستخدامين الأكثر شيوعاً، فالاستخدام الأول لقراءة الجينات يأتي لأغراض جنائية تحدد النسب وتحديد الهوية، والآخر في علوم الأنثروبولوجيا لدراسة تطور الإنسان، فالجينوم هو عبارة عن البرنامج التعليمي للتطور البشري التراكمي وفي نفس الوقت يمثل استراتيجية بقاء مختلفة من كائن لآخر أو من شخص لآخر.
* اختلاج النبض:
صحيح أن قراءة الجينوم ما زال محفوفاً بكثير من التحديات، أولها ارتفاع التكلفة، والتحدي الآخر يتمثل في الحاجة المتزايدة لدراسات دقيقة واختبارات كبيرة قبل الظهور بنتائج نهائية حول طريقة قراءة «الجينوم».
{{ article.visit_count }}
الأبراج ليست حديثنا اليوم، بل هي المثال الحي الذي يمكن تطبيقه على كثير من أساليب التعرف على الشخصية، فهناك التحليل النفسي للشخصيات من خلال الاختبارات والتمارين التي تخضع «ردود أفعالنا أو ألواننا المفضلة أو الأشكال الهندسية التي تمثلنا، أو أنماط النوم وغيرها كثير»، لمجاهر دقيقة يتم بها الكشف عن جوانب هامة من سلوكنا أو طريقة تفكيرنا، كم منا حاول سبر أغوار ما وراء فصيلة دمه وكيف أنها تنعكس على الشخصية؟ وهنالك الكثير.
في أفلام الخيال العلمي، تعرضنا لأحاديث وتجارب متفرقة ترتكز على «الجينوم»، ولكنه لم يكن واضحاً لنا بما يكفي من خلال أفلام تتطرق له في خضم تفصيلات علمية هائلة وكثير من الإثارة والأكشن. ولن نخوض في تفاصيل التعريف العلمي الدقيق للجينوم فهو مسألة معقدة ولكن يمكن اختصار المسألة بأنه جزء دقيق داخل الكروموسومات في خلايانا. والجينوم قد يكون الأدق على الإطلاق لمعرفة شخصياتنا وخصائصنا الفردية التي لا تتشابه مع الآخرين أبداً، والتي تميزنا بخصوصية عالية في الشكل والطباع والتصرفات وطريقة التفكير ومستوى التأثر بالمواقف على نحو متفرد لا يتكرر في بشر آخر بهذه التركيبة المعقدة التي تحتوينا حتى ولو كانت لشقيقك التوأم.
ومن اللافت أن الجينوم يمنح طرقاً خاصة لتحليل البيانات وقراءتها؛ فقراءة الجين، لا تقف عند حد فهم الشخصية وحسب، بل يترتب على قراءته وفهمه معرفة الأطعمة والعلاجات الدوائية التي تحتاجها أجسامنا بشكل خاص، وتطوير مستوى القدرة على تشخيص الأمراض والكشف المبكر لما يحمله كل إنسان من استعدادات جينية لأمراض معينة بما يعني استشراف وضعه الصحي في السنوات المقبلة ليتخذ خطوات الوقاية وتداركها في وقت مبكرة حتى قبل ظهور بوادر حدوثها، كما أنها تتيح لنا فرصة اكتشاف الصيدلية الجينية والتي نعني بها تصميم الأدوية لكل فرد على حده. يأتي هذا إلى جانب الاستخدامين الأكثر شيوعاً، فالاستخدام الأول لقراءة الجينات يأتي لأغراض جنائية تحدد النسب وتحديد الهوية، والآخر في علوم الأنثروبولوجيا لدراسة تطور الإنسان، فالجينوم هو عبارة عن البرنامج التعليمي للتطور البشري التراكمي وفي نفس الوقت يمثل استراتيجية بقاء مختلفة من كائن لآخر أو من شخص لآخر.
* اختلاج النبض:
صحيح أن قراءة الجينوم ما زال محفوفاً بكثير من التحديات، أولها ارتفاع التكلفة، والتحدي الآخر يتمثل في الحاجة المتزايدة لدراسات دقيقة واختبارات كبيرة قبل الظهور بنتائج نهائية حول طريقة قراءة «الجينوم».