أي أمر خارج عن المألوف، بالضرورة تجد تجاهه ردة فعل من البشر، وغالباً ما تكون معبرة إما عن الدهشة أو الخوف، لكن في الحالات الإنسانية تكشف ردات الفعل، خاصة الفجائية والتي تصدر في لحظاتها الأولى، تكشف ردات الفعل هذه عن «نوعية» صاحبها.
بالأمس كنت حاضراً في جامعة السلطان قابوس بمسقط ورشة عمل عن «حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة في دول مجلس التعاون»، وما أسعدني جداً أنني وللمرة الأولى في دول الخليج -ربما- أرى عريفاً للحفل يستخدم لغة الإشارة مترجماً لصوت تسجيلي يقدم فقرات الورشة، في ظل وجود أعداد من ذوي الإعاقة السمعية.
شخصياً تعرفت من خلال الورشة على حزمة من القوانين الخليجية المتباينة بين دول المجلس، لكنها كلها تصب في توحيد العمل الخليجي المشترك بشأن حماية حقوق هذه الفئة الهامة من فئات المجتمع.
وأقول إنها «فئة هامة» لأنني موقن بأن المجتمع إن كان يرفع شعارات الإنسانية والفضيلة والأخلاقيات، من الاستحالة عليه أن «يتنكر» لهذه الفئة التي كتب الله عليها أن تعاني من قصور خلقي لا يد لها بشأنه، فئة تحاول جاهدة «التعايش» مع العاهات التي اختبرها الله بها، في انتظار المجتمعات نفسها لتتعايش بإنسانية معها.
ووسط نقاط عديدة وكثيرة تتحدث عن الحقوق المكفولة لذوي الإعاقة، وما تقدمه دولنا الخليجية لها من خدمات وتسهيلات وفرص عمل واحتواء وتشجيع، وكذلك محبة ورعاية، جاءت مسألة «ردات الفعل بشأن الخارج عن المألوف» في ذهني، إذ مرات عديدة تلك التي رأيت فيها تعابير بعض البشر الذين مازالوا يعانون من «عاهة مستديمة في إنسانيتهم» حينما يرون شخصاً من ذوي الإعاقة، تذكرت بعض هؤلاء «الوحوش» كيف ينظرون للمعوق بنظرة ازدراء ودونية، وبعضهم يصل به الانحطاط البشري إلى مستوى تترفع عنه حتى البهائم، حينما يتعمد السخرية العلنية بحق هذه الشريحة التي قدرها عند الله أعلى من الأسوياء، يكفي تعايشهم بأمل مع ما يعانون منه.
وعليه، وأنا أفكر في حزمة الحقوق العديدة التي أقرتها دولنا، والتي تعمل وفق منظومة مجلس التعاون على مواءمتها معاً في شكل قوانين وتشريعات موحدة، كنت أفكر بقوانين في اتجاه آخر، ليست قوانين تمنح مزيداً من الحقوق في نفس الاتجاه، بل قوانين «تجرم» و»تحرم» الإساءة والتطاول وتعمد الإهانة بحق ذوي الإعاقة، قوانين بموجبها تفرض عقوبات بغرامات عالية وحتى الحبس لكل من يحاول الحط من قدر هذه الفئة التي لم نجد منها ممارسات سوى محاولة القرب من الآخرين والتودد لهم ورسم البسمة على محياهم، علها تولد رد فعل مشابه في الطيبة والمعاملة الحسنة.
نعم، أريد رؤية كل شخص يسيء لذوي الإعاقة وأصحاب الاحتياجات الخاصة وينتقص منهم يحاسب ويسجن حتى، فكرامة الإنسان فوق كل شيء، ولسنا لا في ديننا ولا شهامة عروبتنا ولا في تقاليدنا وموروثاتنا ممن ينتهك إنسانية البشر.
والنصيحة الأخيرة أقرنها بما بدأته هنا، أي رد الفعل، فبعض البشر عليهم أولاً تعليم أنفسهم الإنسانية، ثم يشربوها أبناءهم ويربونهم عليها، فكم من مشهد مخجل ترى فيه أطفالاً وشباباً يسخرون من صاحب إعاقة تفاجؤوا به أمامهم، بينما آباؤهم وأمهاتهم معهم يرمقون المشهد وهم يبتسمون، عار عليكم.
بالأمس كنت حاضراً في جامعة السلطان قابوس بمسقط ورشة عمل عن «حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة في دول مجلس التعاون»، وما أسعدني جداً أنني وللمرة الأولى في دول الخليج -ربما- أرى عريفاً للحفل يستخدم لغة الإشارة مترجماً لصوت تسجيلي يقدم فقرات الورشة، في ظل وجود أعداد من ذوي الإعاقة السمعية.
شخصياً تعرفت من خلال الورشة على حزمة من القوانين الخليجية المتباينة بين دول المجلس، لكنها كلها تصب في توحيد العمل الخليجي المشترك بشأن حماية حقوق هذه الفئة الهامة من فئات المجتمع.
وأقول إنها «فئة هامة» لأنني موقن بأن المجتمع إن كان يرفع شعارات الإنسانية والفضيلة والأخلاقيات، من الاستحالة عليه أن «يتنكر» لهذه الفئة التي كتب الله عليها أن تعاني من قصور خلقي لا يد لها بشأنه، فئة تحاول جاهدة «التعايش» مع العاهات التي اختبرها الله بها، في انتظار المجتمعات نفسها لتتعايش بإنسانية معها.
ووسط نقاط عديدة وكثيرة تتحدث عن الحقوق المكفولة لذوي الإعاقة، وما تقدمه دولنا الخليجية لها من خدمات وتسهيلات وفرص عمل واحتواء وتشجيع، وكذلك محبة ورعاية، جاءت مسألة «ردات الفعل بشأن الخارج عن المألوف» في ذهني، إذ مرات عديدة تلك التي رأيت فيها تعابير بعض البشر الذين مازالوا يعانون من «عاهة مستديمة في إنسانيتهم» حينما يرون شخصاً من ذوي الإعاقة، تذكرت بعض هؤلاء «الوحوش» كيف ينظرون للمعوق بنظرة ازدراء ودونية، وبعضهم يصل به الانحطاط البشري إلى مستوى تترفع عنه حتى البهائم، حينما يتعمد السخرية العلنية بحق هذه الشريحة التي قدرها عند الله أعلى من الأسوياء، يكفي تعايشهم بأمل مع ما يعانون منه.
وعليه، وأنا أفكر في حزمة الحقوق العديدة التي أقرتها دولنا، والتي تعمل وفق منظومة مجلس التعاون على مواءمتها معاً في شكل قوانين وتشريعات موحدة، كنت أفكر بقوانين في اتجاه آخر، ليست قوانين تمنح مزيداً من الحقوق في نفس الاتجاه، بل قوانين «تجرم» و»تحرم» الإساءة والتطاول وتعمد الإهانة بحق ذوي الإعاقة، قوانين بموجبها تفرض عقوبات بغرامات عالية وحتى الحبس لكل من يحاول الحط من قدر هذه الفئة التي لم نجد منها ممارسات سوى محاولة القرب من الآخرين والتودد لهم ورسم البسمة على محياهم، علها تولد رد فعل مشابه في الطيبة والمعاملة الحسنة.
نعم، أريد رؤية كل شخص يسيء لذوي الإعاقة وأصحاب الاحتياجات الخاصة وينتقص منهم يحاسب ويسجن حتى، فكرامة الإنسان فوق كل شيء، ولسنا لا في ديننا ولا شهامة عروبتنا ولا في تقاليدنا وموروثاتنا ممن ينتهك إنسانية البشر.
والنصيحة الأخيرة أقرنها بما بدأته هنا، أي رد الفعل، فبعض البشر عليهم أولاً تعليم أنفسهم الإنسانية، ثم يشربوها أبناءهم ويربونهم عليها، فكم من مشهد مخجل ترى فيه أطفالاً وشباباً يسخرون من صاحب إعاقة تفاجؤوا به أمامهم، بينما آباؤهم وأمهاتهم معهم يرمقون المشهد وهم يبتسمون، عار عليكم.