شيء من التركيز في الخطاب الأخير لأمين عام «حزب إيران في لبنان» والذي تناول فيه انتفاضة الشعب اللبناني وخروجه في مظاهرات غاضبة عمت بيروت ومختلف المناطق في لبنان، يعين على التوصل إلى الغاية منه. ملخص خطاب حسن نصر الله هو أيها المنتمون إلى «حزب الله» لا علاقة لكم بما يجري فادخلوا مساكنكم، وأيها اللبنانيون الشيعة غير المنتمين إلى الحزب انتبهوا فإن الحزب لا يؤيد هذه المظاهرات وعليكم أنتم أيضاً أن تعودوا إلى مساكنكم، وعليكم وعلى المنتمين إلى الحزب أن تنفذوا تعليمات الحزب وتلتزموا بها وإلا فإن مصيركم معروف.
هذا الأمر تأكد مباشرة بعد إصرار المتظاهرين على مواصلة تحركهم عقب استماعهم إلى كلمة رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري والرامية إلى تهدئة الشارع، وبعد رفضهم القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء اللبناني بغية تحقيق الغاية نفسها، فالمتظاهرون الشيعة نالوا من عناصر الحزب المعنيين بفرض رأي وتوجه نصر الله وإيران ما نالوه كي يكسروا إرادتهم وإرادة من معهم، والاجتماعات المتتالية بين قيادات «حزب الله» وحركة «أمل» الشيعية أكدت أن القرار هو بالفعل ضبط الانتفاضة داخل الطائفة ووضع حد للتظاهرات. ومن يعرف أحوال الطائفية في لبنان يسهل عليه تبين أن الغاية هي كسر إرادة الشعب اللبناني، ويسهل عليه الجزم بأن «حزب إيران في لبنان» تعهد أن ينهي الانتفاضة مقابل حصول إيران على مكاسب جديدة في هذا البلد الممتهنة كرامته من قبل الفرس.
تحييد الشيعة اللبنانيين هو الطريق الأسهل لفرض ما يريده نصر الله وإيران، ولأن هذا لا يمكن أن يتحقق فوراً نتيجة الحماسة المسيطرة على المتظاهرين لذا باشر أعضاء الحزب في التعامل مع «كل من سولت له نفسه عدم تنفيذ الأوامر» فذاق منهم ما ذاق، والغالب أن هذه الانتفاضة ستنتهي خلال أيام قليلة لو أن المتظاهرين الشيعة من غير الأعضاء في «حزب الله» خافوا واستسلموا لإرادة الحزب.
إيران وحزبها في لبنان وأمينه العام وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، والذي تردد أنه صار متواجداً في بيروت، لا يريدون استمرار تلك المظاهرات، والواضح أنهم قرروا إنهاء الانتفاضة بضرب المشاركين الشيعة فيها لإحداث شرخ فيها وكسرها تمهيداً لإنهائها. هذا يؤكد أن هؤلاء جميعاً مستفيدون من الوضع السابق على تحرك الشعب اللبناني، ويعني أن مصالحهم وأوضاعهم يمكن أن تتأثر لو أن هذا الشعب استمر في انتفاضته، ولو استمرت مشاركة الشيعة اللبنانيين فيها.
القرار الواضح لإيران وحزبها في لبنان وأتباعها هو كسر إرادة الشعب اللبناني ومساعدة الحكومة اللبنانية على البقاء رغماً عن أنف الشعب. يتبين هذا بوضوح في برامج الفضائيات السوسة، الإيرانية وتلك التابعة لها، ومثاله استبسال مذيعي قناة «الميادين» في فرض فكرة أن القرارات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية لـ «إرضاء الشعب» هو الحل الذي ما بعده حل وأنه صار على الشعب اللبناني التوقف عن التظاهر في الشوارع. وهو أمر يمكن التأكد منه أيضاً من خلال نوعية الأسئلة وطريقة توجيهها إلى ضيوف برامجها والتي منها على سبيل المثال ما ملخصه «ألا يكفي أنه سيتم خفض رواتب الرؤساء والوزراء والنواب والمسؤولين إلى النصف»؟!
في تلك الكلمة التي وجهها نصر الله إلى «الشعب اللبناني» ما يؤكد كل ما سبق، ومنه قوله إنه لو أن الحزب قرر النزول إلى الشارع فالأمر سيكون مختلفاً. هذا الكلام يعني أيضاً أن انتفاضتكم «على قدكم» وليس لها أي قيمة وإننا سنقوم بتفتيتها وإفشالكم قريباً. وهذا وذاك كله يعني أن إيران وحزبها ورجالها في لبنان هم المتحكمون في مفاصل الدولة والذين يحكمون.
{{ article.visit_count }}
هذا الأمر تأكد مباشرة بعد إصرار المتظاهرين على مواصلة تحركهم عقب استماعهم إلى كلمة رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري والرامية إلى تهدئة الشارع، وبعد رفضهم القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء اللبناني بغية تحقيق الغاية نفسها، فالمتظاهرون الشيعة نالوا من عناصر الحزب المعنيين بفرض رأي وتوجه نصر الله وإيران ما نالوه كي يكسروا إرادتهم وإرادة من معهم، والاجتماعات المتتالية بين قيادات «حزب الله» وحركة «أمل» الشيعية أكدت أن القرار هو بالفعل ضبط الانتفاضة داخل الطائفة ووضع حد للتظاهرات. ومن يعرف أحوال الطائفية في لبنان يسهل عليه تبين أن الغاية هي كسر إرادة الشعب اللبناني، ويسهل عليه الجزم بأن «حزب إيران في لبنان» تعهد أن ينهي الانتفاضة مقابل حصول إيران على مكاسب جديدة في هذا البلد الممتهنة كرامته من قبل الفرس.
تحييد الشيعة اللبنانيين هو الطريق الأسهل لفرض ما يريده نصر الله وإيران، ولأن هذا لا يمكن أن يتحقق فوراً نتيجة الحماسة المسيطرة على المتظاهرين لذا باشر أعضاء الحزب في التعامل مع «كل من سولت له نفسه عدم تنفيذ الأوامر» فذاق منهم ما ذاق، والغالب أن هذه الانتفاضة ستنتهي خلال أيام قليلة لو أن المتظاهرين الشيعة من غير الأعضاء في «حزب الله» خافوا واستسلموا لإرادة الحزب.
إيران وحزبها في لبنان وأمينه العام وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، والذي تردد أنه صار متواجداً في بيروت، لا يريدون استمرار تلك المظاهرات، والواضح أنهم قرروا إنهاء الانتفاضة بضرب المشاركين الشيعة فيها لإحداث شرخ فيها وكسرها تمهيداً لإنهائها. هذا يؤكد أن هؤلاء جميعاً مستفيدون من الوضع السابق على تحرك الشعب اللبناني، ويعني أن مصالحهم وأوضاعهم يمكن أن تتأثر لو أن هذا الشعب استمر في انتفاضته، ولو استمرت مشاركة الشيعة اللبنانيين فيها.
القرار الواضح لإيران وحزبها في لبنان وأتباعها هو كسر إرادة الشعب اللبناني ومساعدة الحكومة اللبنانية على البقاء رغماً عن أنف الشعب. يتبين هذا بوضوح في برامج الفضائيات السوسة، الإيرانية وتلك التابعة لها، ومثاله استبسال مذيعي قناة «الميادين» في فرض فكرة أن القرارات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية لـ «إرضاء الشعب» هو الحل الذي ما بعده حل وأنه صار على الشعب اللبناني التوقف عن التظاهر في الشوارع. وهو أمر يمكن التأكد منه أيضاً من خلال نوعية الأسئلة وطريقة توجيهها إلى ضيوف برامجها والتي منها على سبيل المثال ما ملخصه «ألا يكفي أنه سيتم خفض رواتب الرؤساء والوزراء والنواب والمسؤولين إلى النصف»؟!
في تلك الكلمة التي وجهها نصر الله إلى «الشعب اللبناني» ما يؤكد كل ما سبق، ومنه قوله إنه لو أن الحزب قرر النزول إلى الشارع فالأمر سيكون مختلفاً. هذا الكلام يعني أيضاً أن انتفاضتكم «على قدكم» وليس لها أي قيمة وإننا سنقوم بتفتيتها وإفشالكم قريباً. وهذا وذاك كله يعني أن إيران وحزبها ورجالها في لبنان هم المتحكمون في مفاصل الدولة والذين يحكمون.