يتقطع قلبي كمداً على أمهات يبكين وينتحبن وهن يسعين بحثاً عن حلول لمشاكل أبنائهن وأزماتهم التي وقعوا فيها.
فتلك أم لابن مدمن للمخدرات، وهذه ابنها مسجون في جناية، وأخرى ابنتها تلاحق بأمر للقبض في قضايا مديونية، وصور وأمثلة عديدة لأبناء ليسوا بعاقين ولا هم بمعاقين، وإنما أبناء طيبون فعلاً وعلاقتهم جيدة بأمهاتهم ولكن قاسمهم المشترك أنهم أبناء عاجزون عن حل مشاكلهم وأمهاتهم هن اللاتي يسعين لحلها.
أبناء تعودوا أن يقعوا في المشاكل ويعجزون عن البحث عن مخارج لأزماتهم، عاجزون حتى التفكير بالصواب وبالخطأ وبالتهور والتمييز والتعقل، بل عاجزون عن الاتصال طلباً للمساعدة، فتتبرع الأم مسرعة -كعادتها- لحلها، وأحياناً كثيرة أسرع من الأب، فهي من يجري وهي من يتسول الناس، وهي من يدق الأبواب وهي من يصرخ في وجه الدولة ووجه المجتمع مطالبة بمساعدتها على حل أزمات أبنائها.
العاجزون الفاشلون الكسولون الذين يقعون في الغلط دوماً من الأبناء، ويتسببون لأنفسهم بالمشاكل ويقعون تحت طائلة القانون أو الابتزاز العاطفي أو يستسلمون لأي ظرف بسهولة، هل هم نتاج تربية خاطئة؟ أم هم نتاج رفقاء السوء، أو نتاج ضعف نفوسهم وسهولة الضحك عليهم لطيبتهم كما تقول أمهاتهم؟ أم أن الله لم يهدهم لحكمة ما، فحتى الأنبياء ابتلوا بأبناء لا يعقلون!
أم أنهم أصبحوا هكذا لأن أمهاتهم كن لهم عكازات يتكئون عليها طوال حياتهم فلا يتهددهم وقوع إلا وجرت الأم ورمت بنفسها للتهلكة حماية لهم قبل أن يقعوا، هل لأن أمهاتهم كن متصدرات لأي طريق يسير فيه أبناؤهن إن كان دراسة أو زواجاً أو عملاً لإزاحة أي عقبة تقع في طريق أبنائها، وأحياناً يتحركن قبل أن يرتد إليه طرفهم؟
ما أكثر هذه المشاهد التي تمر علي بشكل شبه يومي، ما أكثر الاتصالات التي أتلقاها أو تصلني عبر الخاص في وسائل التواصل الاجتماعي أغلبها من أمهات يطلبن الحل لأبنائهن أو بناتهن الكبار، فيصل الابن أو الابنة إلى ما فوق الثلاثين وأمه هي من يبحث له عن حل، وتبكي بحرقة وألم وقلبها يعتصر وتسألني دليني على حل؟ ماذا أفعل أنت أم وتعرفين شعور الأم... آه يا قلبي.
حتى الأبناء المسجونون تشكو أمهاتهم من رفاق السوء في السجون الذين لا يتركون ابنها لحاله أو أم تشكو رفيقات السوء اللاتي يحرضن ابنتها على الفجور، الغريبة أنه ولا أم من هؤلاء تشكو من ضعف ابنها أو ابنتها أو عجزهم عن حماية أنفسهم، لا تعترف أي منهن بضعف المقاومة عند أبنائها، بل تلقي باللائمة دوماً على أي طرف خارجي، ولا تقر بأن هناك آخرين وفي ظروف أصعب من ظروف أبنائها لكنهم نجو وقادرون على مواجهة تحديات العيش ورفقة السوء، فلم ابنها الوحيد الذي هو ضعيف ويسهل خداعه؟
هل قتلت هذه الأم ابنها دون أن تشعر؟ هل هي من تسببت له بعاهة العجز؟ هل هي من أوصله إلى هذه الإعاقة لأنها لم تتركه يتعلم كيف يحل أصغر مشاكله حيث كان صغيراً فلم يتعلم حلها وهو كبير؟
ما أعرفه أن هم وضيق وألم قلب هذه الأم أكبر من أن تتحمله الجبال، فصحيح أن الله سبحانه وتعالى يرزقنا بنعمة كنعمة الأبناء، ولكن ليست كل نعمة فيها بركة، هناك أبناء بارك الله فيهم فكانوا زينة لآبائهم، وهناك أبناء نزعت البركة منهم فكانوا فتنة لآبائهم، لذلك حين ندعو الله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا فيما أعطانا من نعم بما في ذلك أن يبارك لنا في أبنائنا.
فتلك أم لابن مدمن للمخدرات، وهذه ابنها مسجون في جناية، وأخرى ابنتها تلاحق بأمر للقبض في قضايا مديونية، وصور وأمثلة عديدة لأبناء ليسوا بعاقين ولا هم بمعاقين، وإنما أبناء طيبون فعلاً وعلاقتهم جيدة بأمهاتهم ولكن قاسمهم المشترك أنهم أبناء عاجزون عن حل مشاكلهم وأمهاتهم هن اللاتي يسعين لحلها.
أبناء تعودوا أن يقعوا في المشاكل ويعجزون عن البحث عن مخارج لأزماتهم، عاجزون حتى التفكير بالصواب وبالخطأ وبالتهور والتمييز والتعقل، بل عاجزون عن الاتصال طلباً للمساعدة، فتتبرع الأم مسرعة -كعادتها- لحلها، وأحياناً كثيرة أسرع من الأب، فهي من يجري وهي من يتسول الناس، وهي من يدق الأبواب وهي من يصرخ في وجه الدولة ووجه المجتمع مطالبة بمساعدتها على حل أزمات أبنائها.
العاجزون الفاشلون الكسولون الذين يقعون في الغلط دوماً من الأبناء، ويتسببون لأنفسهم بالمشاكل ويقعون تحت طائلة القانون أو الابتزاز العاطفي أو يستسلمون لأي ظرف بسهولة، هل هم نتاج تربية خاطئة؟ أم هم نتاج رفقاء السوء، أو نتاج ضعف نفوسهم وسهولة الضحك عليهم لطيبتهم كما تقول أمهاتهم؟ أم أن الله لم يهدهم لحكمة ما، فحتى الأنبياء ابتلوا بأبناء لا يعقلون!
أم أنهم أصبحوا هكذا لأن أمهاتهم كن لهم عكازات يتكئون عليها طوال حياتهم فلا يتهددهم وقوع إلا وجرت الأم ورمت بنفسها للتهلكة حماية لهم قبل أن يقعوا، هل لأن أمهاتهم كن متصدرات لأي طريق يسير فيه أبناؤهن إن كان دراسة أو زواجاً أو عملاً لإزاحة أي عقبة تقع في طريق أبنائها، وأحياناً يتحركن قبل أن يرتد إليه طرفهم؟
ما أكثر هذه المشاهد التي تمر علي بشكل شبه يومي، ما أكثر الاتصالات التي أتلقاها أو تصلني عبر الخاص في وسائل التواصل الاجتماعي أغلبها من أمهات يطلبن الحل لأبنائهن أو بناتهن الكبار، فيصل الابن أو الابنة إلى ما فوق الثلاثين وأمه هي من يبحث له عن حل، وتبكي بحرقة وألم وقلبها يعتصر وتسألني دليني على حل؟ ماذا أفعل أنت أم وتعرفين شعور الأم... آه يا قلبي.
حتى الأبناء المسجونون تشكو أمهاتهم من رفاق السوء في السجون الذين لا يتركون ابنها لحاله أو أم تشكو رفيقات السوء اللاتي يحرضن ابنتها على الفجور، الغريبة أنه ولا أم من هؤلاء تشكو من ضعف ابنها أو ابنتها أو عجزهم عن حماية أنفسهم، لا تعترف أي منهن بضعف المقاومة عند أبنائها، بل تلقي باللائمة دوماً على أي طرف خارجي، ولا تقر بأن هناك آخرين وفي ظروف أصعب من ظروف أبنائها لكنهم نجو وقادرون على مواجهة تحديات العيش ورفقة السوء، فلم ابنها الوحيد الذي هو ضعيف ويسهل خداعه؟
هل قتلت هذه الأم ابنها دون أن تشعر؟ هل هي من تسببت له بعاهة العجز؟ هل هي من أوصله إلى هذه الإعاقة لأنها لم تتركه يتعلم كيف يحل أصغر مشاكله حيث كان صغيراً فلم يتعلم حلها وهو كبير؟
ما أعرفه أن هم وضيق وألم قلب هذه الأم أكبر من أن تتحمله الجبال، فصحيح أن الله سبحانه وتعالى يرزقنا بنعمة كنعمة الأبناء، ولكن ليست كل نعمة فيها بركة، هناك أبناء بارك الله فيهم فكانوا زينة لآبائهم، وهناك أبناء نزعت البركة منهم فكانوا فتنة لآبائهم، لذلك حين ندعو الله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا فيما أعطانا من نعم بما في ذلك أن يبارك لنا في أبنائنا.