كان أمين عام «حزب إيران في لبنان» قد كرر في خطاباته الكثيرة دعوة السعودية وغيرها من الدول العربية وخصوصاً دول الخليج العربي ليبعدوا عن لبنان واستعمل في دعوته هذه تعبير»خليهم يحلوا عنا»، معتبراً أن لبنان من دونهم أفضل وأكثر أمناً وحياة. أما الرد على هذه الدعوة الهزيلة فجاء من الإعلامية اللبنانية رولا حداد عبر برنامجها الشهير «كلام بمحلو»، حيث قالت في فقرة خصصتها للرد عليه ويتم تبادله على شكل فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي الآتي الذي أضعه بين علامتي تنصيص حفظاً للحق الأدبي، وإن كان بعضه باللهجة العامية اللبنانية.

قالت رولا «السيد حسن نصر الله طلب، هيك بشكل مباشر وعلني، من السعودية والدول العربية إنن يحلوا عنا وبنكون ساعتها نحنا كلبنانيين بألف خير. في المقابل في اقتراح، لو إيران بتحل عنا بنصير بألف خير». وطرحت سؤالاً مهماً ملخصه ماذا يمكن أن يحدث للبنان لو أن السعودية والدول العربية «حلوا عنا»؟ وماذا يمكن أن يحدث لو إيران «حلت عنا»؟ وأجابت بقولها «إذا السعودية والدول العربية وخصوصاً دول الخليج العربي حلوا عنا، ساعتها بيقطعوا لنا كل صادراتنا الصناعية والزراعية لعندهم وبناكلها من الصناعة والزراعة، وكمان إذا حلوا عنا ما بيعودوا السواح الخليجيين يجوا لعندنا أبداً، وساعتها انسوا أمر السياحة ومرحبا سياحة في لبنان، وإذا عن جد قرروا يحلوا عنا راح يرجع لعندنا شي 500 ألف لبناني ويصيروا بلا شغل ونخسر 4 ونص مليار دولار تحويلات سنوياً على لبنان، وإذا حلوا الشباب عنا يمكن يسحبوا استثمارات بقيمة 10 مليارات من لبنان وودائع بقيمة مليار دولار، وهذا وذاك يمكن أن يجيب أجل الليرة اللبنانية وكل أوضاعنا الاقتصادية والمالية». وأضافت «في المقابل إذا حلت إيران عنا لن يتأثر الاقتصاد ولو بصفر فاصلة 1 بالمائة لأنه لا في لبنانيين يشتغلون في إيران ولا يوجد استثمارات إيرانية في لبنان وحتى الصادرات اللبنانية على إيران شبه معدومة. في المقابل أيضاً إذا حلت عنا إيران بيوقف تسليح «حزب الله» وبيرجع حزب سياسي عادي وبترجع تقوى الدولة اللبنانية وما بيعود في دويلة حدها وراح تضبط علاقات لبنان العربية والدولية وما بيعود في عقوبات مالية أو اقتصادية على لبنان، وأكثر من هيك بيصير عنا ازدهار وأمن وأمان وبيخف كثير خطر التفجيرات والاغتيالات، وشوفوا أد أيه الدنيا بتصير حلوة ورواق». وختمت ردها بالقول «بقى اسمح لنا فيها يا سيد، ياريت إيران تحل عنا وساعتها بلا السجاد العجمي، بس ساعتها بتكون الدنيا بألف خير ويكون كل شي بمحله».

رد قاصف ومقنع هذا الذي واجهت به الإعلامية اللبنانية رولا حداد رجل النظام الإيراني في لبنان، فالسوء كله يأتي من إيران ومن حزبها ورجالها في لبنان وليس من السعودية والدول العربية والخليجية التي تستثمر الكثير في لبنان وتحتضن الآلاف من اللبنانيين وتعتبر لبنان جزءاً منها ومن مسؤولياتها.

الفارق بين السعودية والدول العربية وبين إيران هو أن هذه الأخيرة تنظر إلى لبنان على أنها «محظية»، بينما تعتبر الأولى لبنان جزءاً منها ومكملاً وتنظر إلى اللبنانيين إجمالاً على أنهم إخوة وأهل. إيران تبحث عن مصالحها في لبنان وتريد من أهله أن يكونوا أداة في يدها وحجارة، بينما السعودية توفر المثال على أن لبنان بلد عربي وأنها والعرب مسؤولون عنه في كل الظروف والأحوال وأنه لا بد من الأخذ بيده بكل الوسائل كي يعود كما كان وأفضل.

الأفضل والأسهل والأجمل والأوقع هو أن «تحل» إيران عن لبنان، ففي ذلك خير للبنان وللمنطقة وللبشرية.