أتساءل أين أصوات الديمقراطيين واليسار الغربي الذي صدع رؤوسنا بملفات دعم الديمقراطية وتمكين الأقلية مما يحدث في لبنان والعراق؟ أين أوباما وهيلاري كلينتون ومالونيسكي، وأين جيروم البريطاني، وأين الاتحاد الأوروبي حامي حمى حقوق الإنسان، لم نسمع لهم صوتاً؟ ألا يرون ما تفعله إيران في العراق؟ هل يجهلون أن إيران من يقف وراء القمع الدموي في العراق؟ ألهذه الدرجة أعمت الحسابات السياسية إنسانيتهم؟

هل يعتقدون أننا في البحرين تحديداً لا نتذكرهم ونحن نرى جرائم إيران في العراق ولبنان، ونرى تجاهلهم المتعمد لهذا العبث التي تعيث به إيران في دولنا العربية، وتناقضهم الصارخ وانعدام المصداقية وعبثهم بأرواحنا وبحقوقنا.

أتذكر حين استنفروا ببياناتهم وإداناتهم لأن البحرين تستخدم القوة المفرطة على حد تعبيرهم!! في الوقت الذي كانت المتفجرات الإيرانية تقتل رجال أمننا في البحرين، كانوا يمنعون رجال أمننا من حمل العصا، فشاهدنا صور للمتظاهرين يلاحقون رجال الأمن العزل، واليوم يصمتون صمت القبور وهم يرون الحكومة العراقية المدعومة إيرانياً ترجم المتظاهرين بالصواريخ وهم لا أسمع لا أرى لا أتكلم، فهل أعمت الصفقة الإيرانية اليسارية أبصارهم فلم ترَ الدخان وهو يخرج من الجماجم العراقية؟ أليسوا هم من حرض الأقليات ودعمهم للانفصال والاستقلال بدعم إيراني وتركي تارة، وأمريكي مباشر كما في حالة الأكراد والشيعة العرب؟

ها هم اليوم يتخلون عنهم بل ويغمضون أعينهم عما يمارس ضد هذه الأقليات من شركائهم في الجريمة، فإيران ترجم شيعة العراق بالصواريخ، وحسن نصرالله يقول للبنانيين ولشيعة لبنان أنا من يقرر، ويسأل اللبنانيين من يمولكم؟ ظناً منه أن الناس كلهم عملاء مثله، متجاهلاً أكثر من مليوني لبناني في الشارع ويهددهم بمقاومة مثل مقاومة وكلاء إيران في العراق.

وكلاء إيران يبطشون بجماعتهم الشيعة وحلفاؤهم الغربيون لا أرى لا أسمع لا أتكلم، إنها مشاهد لن تمحى من الذاكرة العربية أبداً، ونتمنى ألا ننساها ولا ينساها أي شيعي في المستقبل أو أي من أبناء الأقليات، حتى لا يثق بأي نصيحة غربية أو ينتظر منهم دعماً.

هذه هي حقيقة نظام الملالي في إيران بعيداً عن القناع الديني، الذي استخدمته لأربعين عاماً، نتمنى أن تتفتح بصيرة من نظر لإيران يوماً كنموذج رومانسي حالم وأم حنونة على الشيعة العرب، وهذه هي مصالح الغرب وحقيقة ارتباطها بملف حقوق الإنسان. زيف الشعارات التي استدرجوهم بها "تمكين الأقلية ودعم الديمقراطية" ليحرضوهم على دولهم، فما كانت تلك سوى مفاتيح للتحكم في الجماعات والأقليات عن بعد، وإلا أين تلك الفزعة الحقوقية عما يجري في العراق ولبنان الآن؟

لقد سوق الاثنان "إيران واليسار الغربي" إيران على أنها الحاضنة والأم الرؤوم للأقليات الشيعية العربية، وهي فعلاً كذلك طالما أموال الخمس من شيعة العرب ترسل لمراجعهم، هي كذلك طالما العربي يمسح أحذية الزوار الفرس في النجف وكربلاء، وطالما بقي الولاء السياسي لهم ولوكلائهم، هي كذلك طالما المراجع وآيات الله فرس لا عرب، حتى لو مات شيعة العرب جوعاً وفقراً من فساد هؤلاء الوكلاء، حتى لو تكدست الأموال في جيوب الوكلاء وعماراتهم وحساباتهم البنكية، ستظل هي الأم الرؤوم طالما الشيعة العرب يرسلون أبناءهم لخوض الحروب نيابة عن الإيرانيين ومصالحهم، أما لو تجرؤوا وطالبوا بأبسط حقوقهم، أما لو اشتكوا من الفقر والعوز والذل والمهانة، فمصيرهم مثل مصير شيعة العراق وشيعة الأحواز رجم بالصواريخ وقناصة تصيبهم في الجماجم وقتلى بالعشرات يومياً منذ بدء الاحتجاج، هذه هي حقيقة إيران بلا رتوش، وهذه هي حقيقة الدعم الغربي للأقليات، ولكم في شيعة العراق والأكراد درس!!